أزمور أنفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي و عبدالاله كبريتي
منذ تأسيس حدث جوهرة باقليم الجديدة وغبار الزوابع يتطاير بالخلاف والضد وإعطاء الاولوية لمشاريع تنموية أخرى بدل هذا المهرجان الذي لا تزوده ولا تموله ميزانيات الجماعات المحلية بالاقليم ولو بسنتيم واحد ، بايجاز شديد مهرجان جوهرة لا يأخذ شيئا من الاموال العامة لساكنة الاقليم ،إنما تموله الشركات والمؤسسات غير الحكومية التي يتدخل عامل صاحب الجلالة بصفته يمثل جلالة الملك بالاقليم وبحكم علاقاته الشخصية الواسعة من أجل الترفيه على رعايا أمير المؤمنين بهذه الربوع الطيبة من المملكة الشريفة ،ومن كان له رأي آخر بأنهم ليسوا برعايا فليتذكر أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يتفقد رعاياه المسلمين كما كان أبو بكر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز يسمون الناس برعاياهم الاوفياء فهل من منازع؟
لقد استطاع المهرجان هذا استقطاب قرابة مليونين زائر من المغاربة داخل الوطن وخارجه ،فلماذا يتم التشويش على آليات ووسائل تنشيط السياحة الداخلية ؟مع احترامنا للاراء المخالفة ،فأنت ضذ وأنا مع …وأنا أحترم موقفك لكنك لا تحترم الرأي المخالف وتحاول أن يكون صوتك الاعلى ورأيك النافذ وكأنك تملك الحقيقة لحلها التي خص بها الله نفسه فقط ولم يمنحها حتى لنبيه ورسوله المصطفى إمام الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم،والصواب الذي يجب أن نحتكما اليه أنا وأنت هو الجمهور ،فلوكنا نجانب الصواب لما اتجه نحو خطنا التحريري آلاف القراء لموقع أزمور أنفو 24 ليتأملوا ما نكتب وكيف نفكر ونحلل،فالكلمة الاولى والاخيرة تبقى لهؤلاء المغاربة الذين عبروا بحضورهم وهتافهم وكفى…! والمصيبة العظمى عندما يتواجد بين المعارضين للمهرجانات بصفة عامة أناس منتخبون يمثلون هؤلاء السكان الذين هم قبل كل شيء رعايا جلالة الملك ،وبما أن هؤلاء المنتخبون لا يدفعون درهما واحدا لمهرجان جوهرة لا من جيوبهم و لا من ميزانيات جماعتهم باستثناء رئيس بلدية البئر الجديد الذي أبان عن اخلاصه لوطنه ولملكه في هذه التظاهرة التي تحظى بالرعاية السامية لجلالة الملك ،فانهم لا يحضرون ولا يتواجدون وسط ألاف من ساكنتهم الحاضرة والمتواجدة بعين المكان ،وكأن المنتخبين زهادا وعبادا ونساكا يفضلون العزلة والخلوة لقيام الليل وأداء النوافل والاعراض عن بلاوي وهموم الدنيا ،وفي الحملات الانتخابية يستقبلونها بافعال ضد مصلحة الوطن لا يجرؤ الشيطان على ممارستها.
وكجميع المغاربة الوطنيين الذين يحطون مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار ،ونظرا للظرفية الاقتصادية الحرجة التي تمر بها الخزينة العامة للدولة إثر الازمة المالية العالمية وللظرفية السياسية والامنية والتحديات الراهنة التي يواجهها بلدنا سواء تلك التي نتتبعها على مستوى وزارة شؤون خارجيتنا أو وزارة الداخلية على الواجهتين المغرب العربي والمشرق العربي ،كان لزاما على منتخبينا وعقلائنا بالمجتمع المدني وحكمائنا وأعياننا أن نلتف ونصطف جميعنا في هذا الصيف العصيب وراء أجهزة سلطات أممنا كي نساهم جميعا في الخروج من هذه المحنة التي تحاول من خلالها العصابات المنظمة المسلمة والمافيا الارهابية بالخارج التسلل الى وطننا من أجل الفتك بنا وإهدار دمنا،وحتى إذا رفضنا وضع أيدينا بأيدي المسؤولين عن أمننا والاوصياء على شؤونناالجماعية ،فعلى الاقل نتركهم يشتغلون ،ولا نشوش عليهم باصواتنا وصراخنا وعويلنا الذي لا ينقضي و لا ينتهي.
هذه تلميحات مجازية نلوح بها تجاه كل من يقول أنا وطني دون أن نقلص او ننقص من وطنية أحد فالمغاربة قاطبة وطنيين وتلك المئات الالاف المؤلفة من المغاربة التي توافدت على خشبات ومواد مهرجان جوهرة بسائر مدن الاقليم منحتنا الدروس البالغة في الوطنية الصادقة دون ايديلوجية حزبية أو نعرات جمعوية ونقابية واعلامية كي نستخلص منها العبر ،رغم أننا نحن المتتبعون والملاحظون أو العارفون نقوم بتهويل الامور في أعينهم الا ان جحافل وقوافل هذه الجماهير الغفيرة التي تحيا اليوم بين البئر الجديد وسيدي بوزيد تعلم تمام العلم أننا نندب ونعوي ونبكي ” لغاية في نفس يعقوب” وان المغاربة جميعا من طنجة الى الكويرة يسيرون وراء جلالة الملك آمنين مستقرين شعارهم الخالد:الله ـ الوطن ـ الملك .
وما بين السطور يوحي هذا الصيف بالخصوص أن المهرجان الدولي جوهرة في هذه الدورة التي تطرح بقوة اسم افريقيا / وفي ظل تهديدات منظمة داعش الاسلامية او الصهيونية لبلادنا والمخاض العسير المؤلمرة الجزائرية ضد المغرب بين مصر وبؤرة توتر بالمغرب العربي تحاول جر المغرب الى فخ خوض الحرب ،كل هذه الارهاصات والتحديات وجب على المنتخبين المحليين والاعلام الجهوي مراعاتهما وهو بصدد الحديث على مهرجان جوهرة ،فجوهرة بالذات ليست ملهاة أو هز البطن وانما رسالة وطنية موجهة الى اعدائنا بالخارج ترمز للامن والاستقرار، فاعقلوا أصلح الله بالكم فقد نهض او انتفض مليونان من المغاربة على العيطة الشعبية التراثية تقول لنا أصلحوا ما بأمزجتكم المتحجرة من اعوجاج ،وما بألسنتكم السليطة من التواء وتركوا المغاربة في عطلتهم في فرحتهم في طمأنينتهم واستجمامهم ولا تنغصوا عليهم راحتهم.
صدق الشعب وخبنا نحن،لأننا نغرد خارج السرب ،لأننا لا نعكس رغبات وطموحات وارادة الناس،وكوقفة مع الذات …نحن طوبايون سوفسطائيون هائمون نعيش خارج الشعب وخارج العصر يحلو لنا التظاهر والرياء ونهج سياسة خالف تعرف وأنا وبعدي الطوفان،فاذا أسندت الامور لغير ألها فانتظر الساعة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=9741