المتابعة : العباس الفراسي
لقيت سيدة بأزمور حتفها الأمس، نتيجة حادث مأساوي تعرض له عمال الضيعات الفلاحية بضواحي المدينة على اثر انقلاب سيارة بيكوب محملة بعدد كبير من العاملات في الضيعات الفلاحية. . يشار إلى أن هذه الحادثة ليست هي الأولى من نوعها بل سبقتها الكثير من الحوادث التي تسببت في مقتل و عجز الكثير من العاملات و العمال.
وإن القاطن بمدينة أزمور يكفيه أن يستيقظ باكرا ليرى العشرات من العاملات و العمال البؤساء الملثمين حتى لا يتعرف الزائر هويتهم خجلا من وضعيتهم المزرية تلك. و هذا المظهر المخجل سيجعلك تعتقد أننا لا زلنا نعيش في زمن الإقطاع، حيث يتم تكديس العمال في شاحنات كبيرة أو بيكوبات كالبهائم و في وضعية حاطة بالكرامة الإنسانية ليتم نقلهم إلى الضيعات الزراعية دون أدنى شروط السلامة الطرقية، و أمام أعين المسؤولين ،لعل المتأمل إذن لهذا الوضع المزري ستتقاذفه الأسئلة عن هوية هؤلاء العمال الذين يقبلون بوضعيتهم تلك، و عن مشغليهم المتوحشين، و سيستغرب لمفتش الشغل الذي لا يستيقظ من نومه إلا و هؤلاء في طريق العودة داخل شاحنات الموت، وسيسأل عن النقابيين النائمين في بيوتهم الدافئة حيث أن شغلهم الشاغل الآن هو التهافت على الميكروفونات لتشنيف أسماعنا بالمواويل حول العمال و التعبئة لعيدهم الأممي. إن فاجعة اليوم، تصادف الاستعدادات لفاتح ماي من طرف مختلف النقابات، لتجعلنا نتساءل عن جدوى كل هذه المكاتب النقابية المحنطة بمدينتي الجديدة و أزمور و التي لا تعرف أي شيء عن الطبقة العاملة بالإقليم الذي سيصبح في المستقبل القريب قطبا صناعيا قد يتجاوز البيضاء، فلا احد يحرك الساكن حتى ولو قتل أو سرح كل العمال. في كل مرة نسمع مقتل عاملة أو عامل في المركب الصناعي بالجرف الأصفر، أو في حوادث الطريق ، و في أوراش البناء المتعددة ، و هنا يتساءل الناس عن أصدقاء العمال و محبيهم الحمر و الخضر و الصفر الملتحين و المتأنقين، المتأسلمين و المتمركسين. فعيد سعيد و كل ماي و العمال بألف خير
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=6972