ازمور انفو24 بقلم :عصام العباري
عودة بطعم الانتصار هي التي حقق المغرب برجوعه للاتحاد الافريقي ، بعد غياب دام 33 سنة املته انذاك الضرورة، وبتغير الظروف تتغير المواقف، ليعود المغرب لملء مقعده الشاغر منهيا بذلك سياسة الكرسي الفارغ .”كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه ! فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي”.
واستطاع المغرب بفضل سياسة الملك محمد السادس ، الرامية الى مقاربة العلاقات المغربية الافريقية بمنطق رابح رابح وفي اطار استراتيجية تشاركية مضمونها التنمية للمنطقة ولشعوبها ،وبفضل الزيارات التي باشرها الملك لقرابة 25 دولة افريقية منذ اعتلائه العرش استطاع ان يكسر جمود العلاقات ، والانتقال بها من السكون الى الفعل ، بتوقيع عدة شراكات تضاعفت منذ سنة 2000 الى ما يقارب الضعف مقارنة بسنوات 1999-1956،”ورغم السنوات التي غبنا فيها عن مؤسسات الاتحاد الإفريقي، فإن الروابط لم تنقطع قط ؛ بل إنها ظلت قوية. كما أن الدول الأفريقية وجدتنا دوما بجانبها ”
ويسعى المغرب من خلال عودته الى بيته الافريقي ، ان يعزز العلاقات التجارية بين المغرب ودول افريقيا ، وبين دول افريقيا مع بعضها ، خصوصا وان الظرفية الحالية ، التي عرفت تغيرات جمة على مستوى القيادة في معظم هذه الدول، تتيح فرصا تنموية واعدة ،
“إن إفريقيا اليوم، يحكمها جيل جديد من القادة المتحررين من العقد، يعملون من أجل استقرار شعوب بلدانهم، وضمان انفتاحها السياسي، وتنميتها الاقتصادية، وتقدمها الاجتماعي”
.
ووجه الملك انظار القادة الافارقة، اثناء القاء خطابه بقمة الاتحاد الافريقي ، لما تعرض له الحلم المغاربي من خيانة ،”ومما يبعث على الأسى، أن الاتحاد المغاربي يشكل اليوم، المنطقة الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع”،حسب ما جاء على لسان العاهل المغربي ،الذي قارن في كلمته بين معدلات التعامل التجاري بين الاتحاد المغاربي الذي لم تتجاوز تعاملاتها 3 بالمائة ، في الوقت الذي تصل فيه المعاملات التجارية البينية إلى 10 في المائة، بين بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، و19 في المائة بين دول مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية.
خطاب الملك محمد السادس الذي جاء بعد العودة الشرعية للمنتظم الافريقي ، شدد على المقاربة التي تضع نصب اولوياتها مصلحة الشعوب الافريقية بعيدا عن منطق التفرقة او الريادة لصالح المغرب ، بل اكد العاهل المغربي على لريادة مبتغى لكل الدول الافريقية،”وستلمسون ذلك بأنفسكم: فبمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل، والدفع به إلى الأمام.
تقاسم الخبرة وبناء مستقبل تضامني وامن من بين طموحات المغرب التي يسعى تحقيقها بعودته لحضن الاتحاد ، مع اعطاء اولوية للتحديات الغذائية والامنية التي تهدد القارة السمراء ، وكل ذلك لا يتحقق الا من خلال التواجد والعمل من داخل الاسرة الافريقية ، بعيدا عن وصاية او قيود استعمارية ، “فإفريقيا قادرة، بل ومن واجبها أن تصادق على مساراتها الانتخابية بنفسها، وتصون الاختيار الحر لمواطنيها”.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=26404