لا أحد يجادل أنه في عز الأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها المغرب، والتي دفعت الحكومة الحالية برئاسة السيد عبد الالاه بنكيران إلى سن سياسة تقشفية حسب زعمها وادعاءاتها للخروج منها حيث تفتقت عبقريتها في محاولة لترشيد النفقات، إلى إثقال كاهل المغاربة بكم هائل من الزيادات في كثير من المواد الغذائية لتغطية عجزها و فشلها في إيجاد حلول واقعية و ملموسة دون المس بالقدرة الشرائية للمواطنين ،و نحن نرى بأم أعيننا الملايير تصرف في أشياء نحن في غنى عنها علما أن السيد بنكيرا ن”غرقها بالكريديات مع البنك الدولي “.
و لعل أكبر دليل على هذا التبذير المفضوح للمال العام هي الفواتير الضخمة التي سيؤديها المغرب جراء تنظيمه لمونديال الأندية الذي انطلقت منافساته منذ يوم الأربعاء الماضي بكل من أكادير و مراكش.والمتمثلة في المبلغ المالي الضخم التي وضعته وزارة الشباب والرياضة كضمانة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي يقدر ب 80 مليار من السنتيمات جميعها من المال العام في مسابقة رياضية لن تعود على المواطن المغربي بأي نفع مادي يخرجه ولو مؤقتا من الأزمة التي يعاني منها في معيشه اليومي . طالما أن “الفيفا “تستفيد لوحدها من عائدات هذا المونديال من خلال الإشهار و النقل التلفزي.
و في هذا السياق أن تتحدث بعض المصادر أن بعض المغاربة الذين يدعون غيرتهم على هذا الوطن تجدهم يتسابقون لاستنزاف المال العام بكل ما أوتوا من قوة خصوصا حينما نسمع بأن الوفد الممثل لوزارة الشبيبة والرياضة و للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي حجز أعضاؤه، 10 غرف بأحد الفنادق ب5500 درهم لليلة ، تنضاف إليها مصاريف الأكل و المشروبات و الجيب. بينما توزع عدد كبير من العناصر على فنادق أخرى لا تقل أهمية و منها على الخصوص 30 غرفة.
والغريب في الأمر أن مسؤولا ياحسرة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أثارت أفعاله و تحركاته جدلا كبيرا داخل أوساط الرأي العام قد تم التعاقد معه للإشراف على هذه الدورة بمبلغ إجمالي يناهز 80ألف درهم للدورة الواحدة، و راتب قدره 40 ألف درهم إضافة للإقامة في أفخم فندق و السيارة و مصروف الجيب. و سيبقى عقده ساري المفعول إلى غاية الدورة المقبلة التي ستنظم بالمغرب .يضاف إلى هذا أربع غرف لمساعدتين له مع كل مستلزمات الأكل ومصاريف الجيب.مما يبرز أن” المال السايب إذا لم يعلم الكرم فانه يعلم السرقة “وهذا ما ينطبق على بعض المسؤولين الذين انيطت بهم مهمة الإشراف على هذا العرس الرياضي العالمي .
و الطامة الكبرى أن هذا التظاهرة الرياضية التي قيل إنها سترفع من منسوب السياحة بالمغرب و سيكون لها انعكاسات ايجابية على خزينة الدولة .لم تأت بالهدف المتوخى بالمقارنة مع الملايين من الدراهم التي أهدرت . و السؤال الذي يطرح نفسه بحدة هو كيف يمكن للمغرب أن يستفيد ماديا إذا كان كل شئ يخرج من جيبه .
إذن أين هي حكومة بنكيران التي غالبا ما تتبجح من خلال خرجاتها الإعلامية بأنها تعمل لما فيه الصالح العام لكن الواقع يكذب كل هذه المزاعم والشعارات التي تشبه في الكثير منها فرقعات الصابون ما تكاد تظهر حتى تختفي .
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=2934