ازمورانفو244:
يقال إن تجربة الإصابة بفيروس كورونا “كوفيد-19” “فريدة وقاسية”في الآن ذاته كيف عشتها؟
نعم في الحقيقة التجربة لم تكن سهلة بالمرة وقاسية جدا ،خصوصا وان ساعتها كنا في أوج الأزمة الوبائية وفي ظرفية تظخم الارقام وتأزم الوضعية الوبائية ببلادنا ،ولا أخفيك أنه يمكن القول إنها كانت كابوسا تخلصت منه على مضض ،كما سيبقى تجربة لا تنسى خاصة أنني كنت اقاوم فيها بمفردي بعيدة عن اسرتي.
الحالة النفسية لا بد وأن تكون قد تأثرت ،حدثينا عن لحظة تبليغك بأن نتائج فحص كورونا جاءت إيجابية ما هي نوع المخاوف التي تبادرت اليك بادئ الامر؟
شعرت حينها بارتباك ،وراودني قلق على المستوى النفسي بشكل كبير ،خاصة وان المرض جديد على المنظومة الصحية بالعالم اكمله ،ولحظة معرفتي بنتائج الفحص وكونها إيجابية كانت صدمة قوية جدا واشبه ما يكون بالصفعة التي لا يسع المرء تقبلها ،خصوصا أنه لم تكن تظهر علي اي اعراض المرض ،لكن كادت الصدمة أن تدمر اعصابي وشعرت بدنو السكتة القلبية .
كيف كنت تمضين اوقات العزلة الطبية والبروتوكول العلاجي؟
طوال الحجر المنزلي لم اتخلص من مخاوفي وارتباكي النفسي رغم عدم ظهور أي أعراض من المرض لكن ما كان يخيفني أكثر هو ارتفاع ايقاع دقات القلب،ومخاوفي كانت عديدة أيضا أهمها هي الموت بعيدا عن العائلة …أما بخصوص اوقات العزلة الطبية كنت احس بالاختناق رغم أنني “بيتوتية” الا عن العزلة المفروضة تشعرني باحتباس الهواء في داخلي ،وخينها كنت ملزمة ومواظبة على البروتوكول العلاجي والنظام الغذائي الصحي والاستماع إلى القرءان الكريم كما حاولت ا غتنام الفرصة للاطلاع على بعض الكتب ومراجعة الذات في الكثير من الأمور.
بعد تماثلك للشفاء ،هل إثر المرض على نشاطك المهني أو الاعتيادي اليومي ؟
بعد التماثل للشفاء ،تمكن المرض من النيل مني نفسيا وتملكني الاكتئاب الذي حاولت الخروج منه بصعوبة وخلف لدي حساسية مفرطة وشعورا بالضعف ،لكن لم يؤثر على نشاطي المهني بالعكس هذا الأخير كان بالنسبة لي وسيلة للنسيان والخروج من حالة الاكتئاب ،لكن في الاعتياد اليومي “نعم” حيث لم تعد لدي أي رغبة في مزاولة اي شيء أو الاستمتاع باشياء كنت أجد سعادتي فيها.
ما هو تقييمك للحملة الوطنية للتلقيح ؟
إجمالا اعتقد ان المغرب توفق في التعامل مع المرض منذ ظهوره الأول ،وكان سباقا للتداببر الاحترازية في وقتها المناسب ،وتتبع تطور الجائحة بحذر شديد وقرارات صائبة وصولا إلى مرحلة التلقيح التي يسير فيها بخطى رزينة وموفقة تتماشى مع الخطة المبرمجة في هذا الشأن ولحدود الساعة يبدو أن هناك انسجاما بين المخطط النظري والعلمي ومدى تنزيله على أرض الواقع .
وفي اعتقادي ،ان تجربة الوباء والحملة الوطنية للتلقيح شكل امتحانا عسيرا ليس فقط بالنسبة للمنظومة الصحية ببلادنا ،بل للإجراءات الحكومية والمجتمع المدني والسياسي والثقافي بأسره.لكن خرجت منه -اي امتحان- بنجاح احتواء كبير ،فلم يكن امتحان كوفيد 19 ،امتحانا عاديا يخص المنظومة الصحية وأطرافها فقط ،بل امتحانا للديمقراطية ببلادنا ايضا، شعرنا فيها بالتضامن والأمان بين مكونات الشعب المغربي بكل أطيافه وتوجهاته واختصاصاته أيضا .
للإشارة فهذه المسألة ساهمت هي الأخرى في الرفع من معنوياتي النفسية والتخلص من آثار المرض ولو نسبيا .
وبالنسبة للحملة الوطنية للتلقيح أجدها تجربة موفقة إلى حد بعيد ،وحري بنا كمغاربة الافتخار بها وهذا بشهادة دول اخرى من المفروض انها في مصاف الدول المتقدمة ،فهذه الأخيرة عرفت ارتباكا كبيرا في عملية التلقيح ،بل أكثر من ذلك لم تحسم
الاختيار في نوع اللقاح أو الفئات المستهدفة.
ما الدرس الذي اسخلصتيه من تجربة الإصابة بالفيروس ؟
الدرس الذي استخلصته وهو في الحقيقة دروس وعلى جميع المستويات ،اننا في هذه الحياة معرضون للكثير من الازمات والابتلاء،لذا لا بد أن تكون في المستوى وننجح في امتحان الحياة ،وبالتالي الدرس الأساسي هو أنه لا يصح الا الصحيح ولا بد لكل منا أن يتمسك بالمبادئ والطريق الصحيح وان يتعامل بضمير ونكران الذات و تعاون وتكافل مع الجميع ،لان يد الله مع الجماعة.
كان هذا حوار مع الإعلامية فاطمة بوبكري المكلفة باستقبال الصحافيين ،مصلحة البطاقة المهنية بالمجلس الوطني للصحافة .
عن جريدة رسالة الأمة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=48276