في أجواء رفاقية سادها روح التوافق و المسؤولية و الانسجام مرت أشغال المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم و الاشتراكية بالجديدة الذي احتضنته قاعة الاجتماعات ببلدية الجديدة مساء يوم الأحد 11 ماي 2014 في إطار الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم و الاشتراكية و ذلك تحت شعار «مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعیة»، حيث ترأس جلسته عضو اللجنة المركزية محمد الرداف و كان الإشراف لكل من محمد أمين الصبيحي نزهة الصقلي و كرين لبيض و أنس الدكالي أعضاء الديوان السیاسي إلى جانب أعضاء من اللجنة المركزیة، و حضور مناضلات و مناضلي الحزب و الشبيبة الاشتراكية و منظمة الطلائع أطفال المغرب بالإقليم ، و جانب من ممثلي عدد من الهيئات الحزبية و النقابية و الجمعوية بالإضافة إلى وسائل الصحافة و الإعلام الإقليمية و الجهوية و الوطنية، وفي هذا الإطار و بعد الكلمة الترحيبية و التوجيهية لكل من رئيس الجلسة والكاتب الإقليمي خالد المهدي، سلط محمد أمين اصبيحي الضوء على أهم محطة في تاريخ الحزب محطة المؤتمر الوطني التاسع لكونها تأتي في ظرفية خاصة تعرفها البلاد على عدة مستويات السياسية منها و الاقتصادية و الاجتماعية حيث توقف عند الوثائق الخاصة بالمؤتمر و التي كانت نتاج عمل لجن منبثقة عن اللجنة المركزية كون هذه الوثائق الثلاث ذات الأهمية اعتباراأنها نتيجة توافق مبني على جو من الديمقراطية و الحوار المتبادل تمت خلاله بلورة مقاربة سياسية واقتصادية واجتماعية متكاملة، عكست ما راكمه حزب التقدم و الاشتراكية لسنوات، على أساس أن مصلحة الحزب فوق أي اعتبار، لأنه أداة لجعل مناضلاته و مناضليه يضعون مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار بكل مسؤولية سياسية وشجاعة قوية، مضيفا أن مشاريع الوثائق التي أقرتها اللجنة المركزية للحزب و التي ستقدم للمؤتمر من أجل الإغناء و المصادقة على صيغها النهائية كانت نتاج المدرسة السياسية المتجذرة لحزب التقدم و الاشتراكية، سيما من خلال الوثيقة السياسية جاءت لتعزز مرجعية الحزب التقدمية و الحداثية و الديمقراطية و تبين أن الحزب مدرسة سياسية تعطي القيمة للالتزام و المسؤولية، وثيقة أوضحت مسألة العمل المشترك مع الحزب الحاكم في إطار ما هو حكومي و أن الأمر لا يتعلق بما هو ائتلاف ايديولوجي بل ائتلاف حكومي فرضته المرحلة، ائتلاف هو بمثابة ” ضمير اليسار ” الناطق باسم الفئات الشعبية و المدافع عن مبادئ و قيم المساواة و الحداثة و الانفتاح و العقلنة، غير أن النجاح في تجاوز الأزمة و استمرارية الحكومة القائمة ليس هدفا في حد ذاته، بل الهدف هو تنفيذ البرنامج الحكومي و الحسم في الملفات الإصلاحية الكبرى المطروحة على البلاد ( المقاصة، النظام الجبائي، العدالة، التقاعد، الجهوية الموسعة….) كما حددته الوثيقة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، مع إنجاز المخطط التشريعي، خاصة ما يتعلق بالقوانين التنظيمية المكملة للدستور، و إجراءات جدية في مجال محاربة الريع و الفساد و انحرافات الإدارة و القضاء و كل مجالات الحياة العامة، و تحسين وضعية الجماهير الواسعة سواء على مستوى ضمان الخدمات الأساسية وتجويدها،أو على مستوى الرفع من القدرة الشرائية للمواطن المغربي عامة و الفئات الفقيرة و الكادحة على وجه الخصوص، كل ذلك يفرض مرور الأداء الحكومي إلى السرعة القصوى للتعويض، و لو نسبيا، عن الزمن الضائع خلال الأزمة الحكومية، أما مداخلة الرفيقة نزهة الصقلي فقد ارتكزت تخليد الحزب لسبعينيته و التي تحمل مجموعة من الدلالات، سبعين سنة من النضال و ترسيخ المواطنة و التضحية مشيرة أنه لا يمكننا اليوم إلا أن نفتخر على كون مناضلات ومناضلي هذا الحزب أنهم يحملون مشعل من سبقوهم من مؤسسين و وواضعي أفكاره و مرجعياته، وساهموا في إشعاعه، مشيرة أن الحزب اليوم في حاجة إلى الجميع، من أجل تفاعل حقيقي و بناء يجمع بين تجارب الماضي وحماسة و اندفاع الأجيال الشابة و كل الكفاءات التي آمنت بأفكار الحزب وجاءت لتبني مسار وطن عنوانه مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية، مؤكدة على ضرورة إيلاء الأهمية لجانب المرأة و الطفل ضمن كل البرامج و الدفاع عنها سيما أن حزب التقدم و الاشتراكية كانت من ضمن أهم القضايا التي عمل عليها، وفق مقاربة شمولية نحو بناء مشروع حداثي ديمقراطي مبني على مبادئ المساواة، أما تدخل الرفيق كريم لبيض فقد أكدت على محطة المؤتمر التاسع يمكن اعتبارها قد نجحت قبل انعقاده و ذلك من خلال هذه المؤتمرات التشاورية و اللقاءات و المنتديات التي سلطت الضوء على وثائق المتمر بكل تجلياتها و تفاصيلها، مشيرا أن المؤتمر ما هو إلا مناسبة لمراجعة الذات من خلال وضع مجموعة تساؤلات و محاولة افجابة عنها لرسم خارطة طريق لمرحلة أخرى و أن الأفكار التي ندافع عليها هي ما يجمعنا، ليؤكد بأن حزبنا يساير المرحلة التي يعيشها الوطن، لأن المطروح اليوم، هو بناء مغرب المؤسسات، بناء مغرب العدالة الاجتماعية، كل من ناحيته السياسي والاجتماعي، هذا هو اختيارات حزبنا، لأننا مدرسة سياسية نؤمن بقيم الالتزام وقيم المسؤولية، وعليه كان تحالفنا مع مجموعة من الأحزاب الوطنية من أجل إنجاح تجربة ناجحة تساهم لا محالة في بناء مغرب قوي، هذا و قد شهدت أطوار المؤتمر الإقليمي بالجديدة تكريم أحد الأسماء التي بصمت اسمها بإقليم الجديدة على مستوى حزب التقدم و الاشتراكية من خلال تضحياته و نضاله الرفيق عز الدين احنين و بعد الجلسة الافتتاحية انطلقت أشغال المؤتمر الإقليمي حيث أسندت للرفيق محمد الرداف مهمة رئاسة لجنة الانتدابات إلى جانب انتخاب الفرع الإقليمي بالجديدة حيث مرت في إجواء توافقية سادتها روح المسؤولية و الانضباط ليتم تجديد الثقة في الرفيق خالد المهدي ككاتب إقليمي إلى جانب التصويت بالإجماع على المنتدبين للمؤتمر الوطني التاسع الذي ستعرف فعالياته مدينة بوزنيقة ايام 30، 31 ماي و فاتح يونيو 2014.
محمد الصفى
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=7336