أزمور أنفو 24 المتابعة: جمال اسطيفي “المساء” عدد 2505
في عالم كرة القدم يسود دائما مبدأ المعاملة بالمثل، كما أن حسابات الربح والخسارة حاضرة بشكل مستمر، لكن لدينا نحن تبدو الصورة معكوسة، والتقديرات خاطئة.
في قرعة مونديال الأندية التي احتضنتها مدينة مراكش يوم السبت الماضي، كان لافتا للانتباه حضور عدد من الصحفيين الأجانب، لقد جاء صحفيون من نيوزيلندا والمكسيك والأرجنتين وإسبانيا لمتابعة القرعة.
أثار حضور الصحفيين الأجانب بكثرة العديد من علامات الاستفهام، خصوصا أن حدث القرعة ليس مغريا كثيرا من الناحية المهنية حتى يكلف صحفيون ينتمون لبلدان بعيدة أنفسهم مشقة وعناء الحضور إلى المغرب، لكن إذا ظهر السبب بطل العجب، فقد تبين في ما بعد أن لجنة تنظيم كأس العالم هي التي تكلفت ماديا بسفر وإقامة ومصروف جيب هؤلاء الصحفيين الأجانب، بل ونظمت لهم جولة سياحية للتعرف على مدينة مراكش.
القائمون على لجنة تنظيم المونديال كانوا يعتقدون أن من شان حضور هؤلاء الصحفيين الأجانب أن يساهم في الترويج للمغرب كبلد سياحي والحديث عنه في وسائل إعلامهم، بيد أن هذا الأمر لم يحدث فالغالبية العظمى من هؤلاء الصحفيين اكتفوا بمتابعة فرقهم ومسار القرعة لا غير دون حديث لا عن قدرات سياحية للمغرب ولا هم يحزنون.
لم يحدث قط في تاريخ جميع دورات كأس العالم للأندية أن تكلف البلد المنظم بإقامة وسفر الصحفيين الذين ينتمون لفرق البلدان المشاركة، لكن هذا حدث في المغرب، مما يدفعنا إلى طرح الكثير من التساؤلات حول الجدوى من التكفل بإقامة هؤلاء الصحفيين الأجانب، وحول النتائج التي جنتها لجنة المونديال من وراء ذلك.
ما قامت به لجنة تنظيم المونديال يرقى إلى مستوى “الفضيحة”، ويكشف في الوقت نفسه أن المال “سايب” ويدفع بعض من يعتقدون أنفسهم مسؤولين إلى تبذيره هنا وهناك دون حسيب أو رقيب، علما أن محمد أوزين وزير الشباب والرياضة مازال إلى اليوم لم يف بالوعد الذي قطعه على نفسه بتقديم الحصيلة المالية لتنظيم المغرب لدورة 2013 التي جرت بأكادير ومراكش.
جمال اسطيفي “المساء” عدد 2505
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=11344