جمال اسطيفي “المساء” عدد 2516
وجد اللاعب اسماعيل بلمعلم، عميد فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم نفسه وسط العاصفة بعد هزيمة الفريق “الأخضر” بخمسة أهداف لثلاثة في مباراة الجولة السادسة من البطولة “الاحترافية”.
لقد تعرض اللاعب لحملة سب وشتم وتطاول من طرف بعض من يعتبرون أنفسهم أنصارا للرجاء، ولم يقف الأمر عند انتقاد الأداء التقني للاعب، بل إنه ذهب أبعد من ذلك، ووصلت الأمور حدا لايطاق، بل إن بعض منعدمي الضمير ممن يقدمون أنفسهم على أنهم أنصار للرجاء وصلوا بالأمور إلى الحضيض وإلى توزيع شتائم على اللاعب، تمجها النفس البشرية، قبل أن يمجها حب الفريق.
عندما نعود للمباراة، سنجد أن بلمعلم لم يكن الوحيد الذي ظهر بأداء باهت في المباراة، لقد كان هناك لاعبون ظهروا بمستوى أقل من هذا اللاعب، وبللوا قميص الفريق بعرق بارد، وبدوا في الملعب وكأنهم في نزهة، وليسوا في مباراة لكرة القدم، هذا ناهيك عن الدور السلبي للمدرب جوزي روماو، والذي لم يعرف كيف يحافظ على تقدم فريقه بهدفين لصفر، فعندما يكون الفريق متقدما بمثل هذه الحصة ويفرط فيها فاللوم هنا يقع على المدرب بالدرجة الأولى، لأنه هو الذي يجب أن يعرف كيف يدبر النتيجة، وكيف يبقي فريقه في القمة.
لقد سبق لبلمعلم أن أخطأ في العديد من المرات، بل إنه بتهوره حرم نفسه من مستقبل كروي كبير، خصوصا أن لديه مؤهلات كبيرة، غير أن الذين أمطروا اللاعب في مواقع التواصل الاجتماعي بوابل من السب والشتم مخطؤون، ومازالوا لم يدركوا الفرق بين أن تشجع فريقك وبين أن تتطاول على لاعب وتمس عرضه وشرفه فقط لأنه يحمل ألوان الفريق ويدافع عنه.
إذا كان الرجاء خسر بخماسية أمام الحسنية فبلملعم لم يكن الوحيد الذي كان خارج النص، بل إن معظم لاعبي الفريق كانوا كذلك، هذا ناهيك عن أخطاء في التموضع وفي الرقابة، وغياب كلي لوسط الميدان، مما عرض خط الدفاع لزلزال من فريق الحسنية، فضلا عن الحضور القوي للفريق السوسي الذي يجب ألا يبخسه أحد حقه.
إن من السهل إمطار لاعب بسيل من الشتائم، لأنه الحلقة الأضعف في الفريق، غير أنه يبدو من الصعب على بعض المحسوبين خطأ على جمهور الكرة أن يرتقوا بفكرهم، وأن ينظفوا أفواههم، ويمسحوا أصابعهم قبل أن يرموا الناس بالتهم.
حاشا لله أن يكون الذين أمطروا بلمعلم بوابل من الشتائم ومسوا بعرضه من بني البشر.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=11747
