بعد الضجة الكبيرة التي شهدتها الساحة الوطنية حول دعوة اعتماد الدارجة كلغة للتدريس بدل اللغة العربية، الأمر الذي دفع الكثير من المفكرين و المثقفين المغاربة، إلى مهاجمة المبادرة و اتهام صاحبها بولائه للاستعمار و تهديد الوحدة الوطنية للبلاد.
عبد الصمد بلكبير، الأستاذ الجامعي وعضو الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية المناهض لدعوة التدريس بالدارجة، قال في تصريح لموقع الإصلاح، إن رئاسة جامعة الأخوين منعته من تأطير ندوة في الموضوع بمشاركة نور الدين عيوش، كان يعتزم الطلبة تنظيمها اليوم الأربعاء.
و أضاف بلكبير، أن الأستاذة المشرفة على أنشطة الطلاب اتصلت به أمس الثلاثاء، وأخبرته بأن رئاسة الجامعة “طلبت تأجيل الموضوع لأن الظرف غير مناسب”، غير أنها لم تبد أي اعتراض على شخص عبد الصمد بلكبير، الذي قالت إن بإمكانه أن يحاضر لكن بشرط أن يتحدث في موضوع آخر غير دعوة عيوش واللغة والعربية.
المنع الذي تكرر مع بلكبير في القنيطرة، حيث أخبرته الجمعية الثقافية التي كانت وجهت له دعوة من أجل تأطير ندوة بتاريخ 14 دجنبر الجاري في قاعة البلدية، و أخذوا الترخيص منذ ستة أيام، ولكن “أبلغوني فجأة بالأمس بأن القاعة مشغولة يوم السبت وبالتالي يتعذر عقد الندوة”، الأمر الذي يؤكد أن الحظر والمنع يطال الموضوع.
و اعتبر بلكبير أن هذا المنع، يسعى من خلاله دعاة الدارجة لإطفاء الحريق الذي أوقد ناره نور الدين عيوش، متهما إياهم بمحاولة توقيف النقاش، “لأنه منذ المنطلق تأكدوا من أنهم أطلقوا فتنة سترتد عليهم أولا قبل غيرهم“.
و شدد القيادي في الائتلاف الوطني من أجل الدفاع عن اللغة العربية، على ضرورة “الإجهاز على الفتنة”، في إشارة إلى دعوة الدارجة، وذلك بـ”المزيد من فضح دوافعها ومقاصدها ذات الطبيعة الفتنوية والاستعمارية لسياسة فرق تسد”، يورد بلكبير.
و دعا بلكبير إلى استنكار ما سماه “التوقيف لاستمرار الفضح والتشهير والتوضيح لحقيقة الدعوة، لأن دعاتها لن ينكصوا وإنما سيغيرون أساليبهم فقط، ولذلك يريدون إيقاف حركة التنوير التي يقوم بها المدافعون عن الهوية الوطنية“.
كما نبه أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة القاضي عياض بمراكش، إلى أن أصحاب مبادرة عيوش ومن يقف وراءههم، يهدفون من خلال توقيف النقاش الدائر حول القضية، “لكي يتأتى لهم أن يصرفوا بضاعتهم الفاسدة والمغشوشة في قنوات أخرى و بوسائط أخرى”، مؤكدا أن هدفهم هو “الفرنكوفونية و ما يترتب عليها من استعمار مدني يعوض الاستعمار العسكري في القرن الماضي“.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=2922