عبد العظيم حمزاوي
إستضافت مدينتا الجديدة و مدينة أزمور، في الأيام 15 و 16 و 17 و 18 من شهر مايو الجاري، الملتقى الدولي الأول لذوي الإحتياجات الخاصة الذي نظمته الجمعية للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بالمغرب، تحت شعار ” المعاق المبدع ” و مما ميزه مشاركة فعلية من أروبية ممثلة بفرنسا و من دول عربية شقيقة من بينها الإمارات العربية المتحدة و السودان تونس و ليبيا بالإضافة إلى البلد المضيف. و تم افتتاح فعاليات هذا الملتقى الدولي يومه الخميس 15 ماي 2014 بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بالجديدة.
و قد كان يهدف الملتقى إلى تطوير مهارات الطفل ذوي الإحتياجات الخاصة و الوقوف على حاجياته الذهنية و النفسية و الاجتماعية، و المساهمة في تنمية شخصيته و تعزيز روح الثقة لديه لتشجعيه على الإندماج في المجتمع. و لإستهداف تحريك القدرات الإبداعية الكامنة للمشاركين و تنميتها، من خلال صقل و تنمية قدرات الملاحظة و التركيز و المقارنات و التفكير، و كذلك النمو الإنفعالي و التكيف و التوافق النفسي، و الإبتكار و الإبداع، و الإحساس بعنصر الجمال في حياتهم، ليصبح عنصرا أساسيا في رؤيتهم و تحركهم.
كان الملتقى فعلا فرصة سانحة لفتح آفاق و قنوات التبادل و التواصل العلمي بين الباحثين في مجال الإعاقة في الدوب المشاركة، و إتاحة الفرصة للحضور للتعرف على التحولات و البرامج المتنوعة الحديثة في مجال الخدمات المقدمة للشباب من ذوي الإعاقة في لأخطار الشقيقة و الأروبية التي تم تطبيقها و نجاحها ، و استعراض المتدخلون في عروضهم الصعوبات التي تعتري بعض التطبيقات لتقديم المقترحات التي تسهم في تحسين مخرجاتها، و التي ستؤدي لتحسين الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
و من مدينة الجديدة شاركت الفنانة كريمة مطيع الموهوبة بلواحت من ريشتها من وحيها و أخرى أنجزت ميدانيا ب”ساعديها” توحي بالإنتكار أبهرت الحاضرين و الجمهور تعبر و ترمز من خلالها للحرية و فك القيود و الأغلال و تجاوز الإعاقة الفكرية، إضافة إلى النظرة بأمل للغد القريب و البعيد على السواء و أخرى من بين اللوحات الفنية تعالج بعض السلوكيات المنتشرة في المجتمع إضافة إلى لوحات من الطبيعة و البيئة و من الخيال عمل تشكيلي عبارة عن لوحة أنجزتها على خشبة قاعة العروض بكل تلقائية و ثيقة في النفس ، خلفيتها لونها الأزرق البديع لون السماء في صفائه نافضة الغيوم و اللون الأبيض النقي رمز لتكصير القيود و الأغلال “الحرية و السلام”، و هو رمز للأمل و اللون الأصفر يرمز إلى خيوط الشمس الذهبية المضيأة للمستقبل الواضح … و في حوار خصت به الفنانة كريمة أزمورأنفو24: “أنا كريمة مطيع مغربية و أفتخر بمغربيتي و أبلغ من العمر 24 سنة للأسف لم أكمل دراستي لأسباب و ظوروف إجتماعية و الحمد لله على أي حال رغم أني من ذوي الإحتياجات الخاصة إلا أني أعتمد على حالي كثيرا و إمكانياتي المحدودة جدا في أمور عدة و بفضل الله سبحانه و تعالى حطمت الحواجز لمتابعة الدراسة و التعليم في التكوين المهني في مجال” الإعلاميات أنفوغرفيك والمكتوبيات” و أمارس الفن التشكيلي منذ نعومة صغري و الحمد لله على كل النعم و نعمة الموهبة التي منحني الله سبحانه في الرسم و رسم القران الكريم و عدة أعمال وهبني أياها و أشعر بأنني استفدت كثيرا بهذه المشاركة …و من أعمالي المستقبلية إن شاء الله ستنال إعجابمك لا محالة في معارض مستقبلية و منتديات دولية و جهوية و محلية إن أتيحت لي ظروف المشاركة .”
و دعت المبدعة التشكيلية، مؤكدة في حديثها ضرورة الإهتمام بالفنانين من ذوي الإحتياجات الخاصة بدلا من التركيز فقط على الرياضيين منهم، مشيرة أن الحق في الحياة الكريمة يجب أن يكون متاحا للجميع على حد السواء في وطننا الحبيب تحت القيادة و الرعاية السامية لأمير المومنين نصره و أعزه و حفظه بما حفظ به الذكر الحكيم.
و في أخير حديثها أبرزت مطالبة وزارة الثقافة بأن تقيم معرضا سنويا دوليا للفنانين في الإبداعع التشكيلي و الرسم و التصوير الفطوغرافي و النحث و الشعر و الجزل لذوي الاحتياجات الخاصة إسوة بالفنانين الأصحاء….و من بين لوحاتها لوحة ” فارس فوق فرسه” للفناة المتألقة تعبر عن تحدي المرأة إعاقتها و عن “شموخ” الفرس العربي المغربي و ممتطيته و هيبتهما باعتبارهما مضرعة الصحراء المغربية ساهم في تحرير صحرائنا المغربية بفرسان أبطال مجاهدين منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة من المنتدى الفني و الثقافي هذا يأتي لـلتأكيد أن الإبداع لا توقفه الإعاقة، و هو مؤشر له دلالة مهمة خاصة .
و في واقع الأمر عبرت الفنانة كريمة مطيع الموهوبة عن قدراتاه المتميزة بلوحات تعكس تفوقها و موهبتها، مع التأكيد أن الفنون لديها شيء ليس ثانويًا عابرًا، بل تمثَّل أساسًا في التنفيس عن ضغوط الإعاقة و التعبير عن المشاعر المكبوتة، و وسيلة تعليمية جاذبة و هادفة و تحدي للإعاقة مبرزة أن الإعاقو لن تكن أبدا عائقا لإبتكار و الإبداع بل العائق الذي يعتري الإنسان هو حين تترسب أفكاره ركاما حتالة في ذهنه و تبقى دون القدرة على إبرازها.
و بدورهم دعا المنظمون لهذا العيد الفني الثقافي إلى إحتضان هذه الشريحة المعطاءة الفنانين من ذوي الإحتياجات الخاصة من المغاربة للتعبير عن طاقاتهم الإبداعية و الفكرية و إبرزها لبناء وطنهم العزيز تحت القيادة الرشيدة للعاهل محمد السادس نصره الله، مع الدعوة أيضا إلى ضمان حقهم في الحياة و التعليم و الثقافة و العمل و الترفيه ….و دعا أحد المشاركين في حديث ل “أزمورأنفو24” و سائل الإعلام إلى الإهتمام بالفنانين من ذوي الإحتياجات الخاصة بدلا من التركيز فقط على الرياضيين منهم، مؤكدا أن الحق في الحياة الكريمة يجب أن يكون متاحا للجميع سواء كانوا معاقين أو أصحاء. كما أهدى هذه الدورة إلى المشاركين ذوي الإحتياجات الخاصة ، إعترافا منهم بأعمال المبدعين من هذه الشرحة التي لا تنفصل عن المجتمع برمته.
و مع التأكيد أن الرعاية عن طريق الفن و الثقافة لها مردود إيجابي رائع على ذوي الإحتياجات الخاصة، و لذلك إهتم الملتقى بتكريم كل من شارك فيه بمنحه “شهادة تقدير”، و توسيع شريحة الجوائز ، حتى شملت أكبر عدد من الفنانين المشاركين و المثقفين، “الذين أزعم أن أعمال بعضهم تفوق أعمال الأصحاء، و قد توجت الفنان الجديدية كريمة مطيع على المشاركات المتميزة برفع العلم الوطني و شهادة تقديرية .
و نشير إلى أملنا في أن يتحرك القائمون على إدارة هذا الملتقى و المنظمون له إلى جميع مدن المغرب و قراه، لأن هناك يوجد فنانون و مثقفون عصاميون من ذوي الإحتياجات الخاصة في المنطق النائية “قابعين في بيوتهم لا يلتفت إليهم أحد”. و بضرورة الإنفتاح عليهم ليلمح الجميع إبداعاتهم و يتحاو المجتمع مع هؤلاء الفنان الكبار المهمشين بقلوبهم و عطائهم و فنهم و مواهبهم التي تنكشف لا محالة في كل مناسبة. و تكون الرسالة هي التنمية بالفن للإنسان بشكل عام، لإيجاد شخصية متوازنة مجتمعية متعاونة، و تكوين و رشات إستباقية تخصص لذوي الإحتياجات الخاصة الذين حرصوا على التعلم باهتمام و دأب و صبر و متابرة و التزام و حماس كبير.
و بضرورة الانفتاح على نظرائهم ، ليلمس الجميع إبداعاتهم، و يتحاور المجتمع مع هؤلاء الفنانين الكبار، بقلوبهم و عطائهم و فنهم و مواهبهم، التي تتكشف أكثر في كل مناسبة.
و تخلل هذا المهرجان الفني الإبداعي و على هامشه محاضرات ركزت على دور الجهاز العصبي في تنمية القدرات و تطور جراحة الدماغ و نظم بالمناسبة فقرات شعرية و عروض مسرحية رائعة.
و لكي نفهم التربية الخاصة لهذه الفيئة من المجتمع يجب علينا معرفة من هم ذوي الإحتياجات الخاصة و نقصد به الشخص الذي يختلف عن ذلك الشخص الطبيعي من حيث القدرات العقلية أو الجسدية أو اللغوية أو التعليمية إلى درجة يصبح ضروريا تقديم خدمات خاصة و مكلفة بالنسبة لأسرته في المقام الأول ماديا و معنويا و جسديا و طريقة خاصة في التربية السلوكية و التعليمية.
إن قدوم و وجود شخص ذوي الإجتياجات يعني تغيرا في الأسرة و يعني ذلك المزيد من الإلتزامات الماليه و الاخلاقيه و الاجتماعيه و إذا كان المولود العادي يخلق تغيرا داخل الأسرة و يترك آثار في الأدوار الإجتماعيه للوالدين و يزيد من مسؤولية أفراد الأسرة فإن الطفل ذو الإحتياجات الخاصة لا شك سيكون أكثر تأثير و يحتاج الكثير من التضحيات الجسام و الإلتزام و العناية.
و في هذا الصدد تشير الدراسات إلى أن ميلاد الطفل ذي الإحتياجات الخاصة يؤدي إلى إستجابات إنفعالية معينه لذى الوالدين على الخصوص و العائلة على العموم أما المجتمع يتبرأ و طبيعي أن هذته الإستجابات بطبيعة الحال لن تكون متشابهه عند جميع الأسر….. كما أنه ليس من الضروري أن تمر جميع الأسر بهذه السلسله من الإستجابات .
فالإستجابات الأبوية في هذا المجال تختلف كنتيجة طبيعية لإختلاف نوع الإعاقه و درجتها , و كذلك نتيجة لإختلاف شخصيات الآباء و الأمهات و الأولياء و كذلك السن الذي اكتشفت فيه الإعاقه إضافة إلى عوامل بيئية و اجتماعية و ثقافية و تربوية أخرى تؤثر على إستجابة الوالدين لواقع الطفل المعاق .
و من بين و أبرز الأهداف التي تواخها الملتقى:
1) التعرف إلى الأطفال غير العاديين و ذالك من خلال أدوات القياس و التشخيص المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
2) تكفل الدولة و الحكومات و جمعيات المجتمع المدني إعداد و تصميم البرامج التعليمية لكل فئة من فئات التربية الخاصة.
3) إعداد طرق التدريس لكل فئة من فئات التربية الخاصة و ذلك لتنفيذ و تحقيق أهداف البرامج التربيوية على أسس الخطة التربوية الفردية
4) إعداد الوسائل التعليمية و التكنولوجية الخاصة و الميكانزمات المتماشية مع كل فئة من فئات التربية الخاصة كالوسائل التعليمية الخاصة بالمكفوفين او المعوقين عقلايا او المعوقين سمعيا و جسديا إلخ.
5) إعداد برامج الوقاية من الإعاقة بشكل عام و العمل على قدر الإمكان على تقليل حدوث الإعاقة عن طريق عدد من البرامج الوقائية.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=7884