أزمور أنفو24 المتابعة:جمال اسطيفي “المساء” عدد 2555
ما حدث في مباراة فريقي كروز أزول المكسيكي وسيدني الأسترالي أول أمس السبت في اليوم الثاني من منافسات كأس العالم للأندية لكرة القدم، يرقى إلى مستوى “الفضيحة”، فملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط تحول إلى مسبح أولمبي بكل المواصفات، فمع بدء التساقطات المطرية انكشفت عيوب عشب الملعب، وفي لمح البصر جالت صور البرك المائية جميع أنحاء العالم، وبدل أن يضيف المغرب إلى رصيده نقاطا إيجابية، ويواصل إبهار العالم، كما حدث في يوم الافتتاح، فإن كل شيء انهار، وأصبح التنظيم مسخرة في وسائل الإعلام العالمية، بل إننا تابعنا بمرارة تفاصيل “شوهة” بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لذلك، فإن هذا الذي حدث وأساء لصورة المغرب كقوة تنظيمية في المجال الرياضي، يحتاج إلى محاسبة من تسببوا فيه، وإلى محاسبة من تعاملوا مع عشب الملعب باستخفاف وتهور ولا مبالاة، ناسين أن الأمر يتعلق بصورة المغرب وسمعته.
قبل أسابيع عديدة تم تداول صور في مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” بعد تساقط الأمطار على عشب ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، حينها خرج محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة وهو يرغي ويزبد، واصفا من يروجون لمثل هذه الصور بأعداء الوطن، وبأنهم يمثلون الطابور الخامس، وأن الصور قديمة، وأن الملعب سيكون جاهزا وفي أبهى حلة لاستضافة “الموندياليتو”، وعندما جرت مباراة نهائي كأس العرش بين الفتح الرباطي ونهضة بركان، وأثار العشب المخاوف من جديد، عاد الوزير ليقلل مرة أخرى من تأثير ذلك، وأن العشب يحتاج إلى بعض الوقت ليتم تثبيته، وأن الأمور ستكون كما يتمناها المغاربة.
واليوم وبعد فضيحة و”شوهة” مباراة كروز أزول المكسيكي وسيدني الأسترالي، خرج أوزين مرة أخرى ليقول: ” الشتا ديال الله وأن الأمطار غلباتنا وما عندنا مانديرو وأن عشب الملعب يحتاج إلى شهور أخرى لتثبيته، وأنه نفس عشب ملعب سانتياغو بيرنابيو”، رافضا وصف “الشوهة” وغيرها من أوصاف.
ليست هذه “الشوهة” الأولى لوزارة الشباب والرياضة التي تأبى إلا أن تسجل حضورها السلبي.
لقد تابعنا في نسخة السنة الماضية “شوهة” الشيخات في حفل الافتتاح، واليوم هاهي “شوهة” العشب تفرش نفسها بقوة.
إذا كان عشب ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط يحتاج إلى شهور ليصبح جاهزا، فلماذا تم الإصرار على اختيار مدينة الرباط لتحتضن “الموندياليتو”، علما أن مدينة أكادير جاهزة لتنظيم البطولة، هنا ستبرز حسابات السياسة، و”الخوا الخاوي”، الذي كلفنا وسيكلفنا غاليا.
إذا كان الوزير يعرف أن العشب يحتاج إلى مدة أطول، فلماذا ظل يحرف الحقيقة، ولماذا لم يكشف الأمر مبكرا حتى يتم البحث عن حل يحفظ ماء وجه المغرب، ولا يحوله إلى “مسخرة”.
إذا كان هناك أعداء لهذا الوطن، وطابور خامس ينهش في جسد هذا البلد، فهم المسؤولون الذين يحرفون الحقيقة، و الذين يكذبون على أبناء الوطن، ويروجون للأكاذيب، ويطلقون أعيرة فارغة.
لقد صرف على إصلاح الملعب 23 مليار بالتمام والكمال، ومن العيب والعار أن نشاهد المسخ الذي تابعناه، لذلك، لا يجب أن يمر ما حدث دون محاسبة، ولن أجد إلا أن أردد مع جمهور الرجاء :” واي واي واي كون عندي الفرادا نتيري في الوزارة”.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=13084