أزمور أنفو24 :
بدروب وشوارع وأزقة مدينة أزمور ذات الأبراج والأسوار المثينة التي لن يطويها الزمن ، كما طوى أحوال وقسمات وتجاعيد هذا النبيل الذي كتب عليه أن يحيا مشردا بين حيطان وجدران تلك الأبراج والأسوار الصامتة ، التي تعاقبت عليها بدورها الأهوال كما الحضارات القديمة .
نبيل يعيش اليوم ظروفا قاسية ، وما أكثر النبلاء بهذه المدينة الرحبة العجيبة ، يجوب المدينة بلا حبيب ولا رحيم يأوي إليه عند الحاجة أو الضيم ، وهو في حالة يرثى لها ، من شدة ما عاناه الرجل طيلة زمن تشرده وتفرده ، حرا وخريفا وشتاء ، يفترش الأرض ويتلحف السماء ، دون أن تمتد إليه أيدي الإسعاف والرحمة ، رغم مظهره المؤلم الذي يستدعي تدخل أولي الأمر بهذه المدينة التي يحتضنه فضاؤها من امد بعيد .
فعند التوقف مليا على ظاهرة نبيل الشادة والمبكية في آن واحد ، نستنتج أن أصحاب الحال هنا بالمدينة كأنهم ينظرون ولا يرون ، في حين كان الواجب عليهم ، ان يستوعبوا الحالة جيدا كي يجدوا لها حلا ناجعا يفرج عليها كربتها ، ويريح سكان المدينة من الألم الذي يخلفه النظر إليها وحولها .
ولهذه الغاية نتوخى من ذوي الاختصاص الذين تدخل ظاهرة نبيل في إطار شغلهم ومهامهم أن ينقدوا الرجل من محنته الكبيرة ، حتى لا يبقى فرجة محزنة أمام سكان وزوار المدينة ، حيث بات يشكل وصمة عار بها وعليها.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=16530