هل قتل الفلسطينيين نصر للمقاومة ؟

2014-07-14T01:57:34+00:00
سياسة
13 يوليو 2014آخر تحديث : الإثنين 14 يوليو 2014 - 1:57 صباحًا
هل قتل الفلسطينيين نصر للمقاومة ؟

إن قدر الفلسطينيين و ضعهم في موقف تاريخي جد دقيق. إذا اتفقوا غضبت اسرائيل و احرقتهم بالحديد و النار. إذا كسبوا ود معاوية خسروا تعاطف علي. أصبح الوطن سجنا كبيرا وتحول الاصدقاء إلى محترفي التنديد و الاستنكار. الكتاب المقدس يدعو اليهود إلى قتل أعدائهم و التنكيل بهم، و كلما تفنن الجيش الاسرائيلي في قتل الفلسطينيين كلما زادت شعبية نتانياهو. أما الغرب فإنه يشترك في عمق اعتقاده مع اليهود في الكتاب المقدس، فلهم العهد القديم و له العهد الجديد. أما حقوق الانسان، فقد تكلف اللوبي الاعلامي الصهيوني بالمهمة، الشعب اليهودي يدافع عن نفسه ضد الارهاب و الاختطاف و صواريخ حماس الفتاكة، لكن الجيش الاسرائيلي يحترم حقوق الانسان رغم ذلك، فجنوده يعطون دقيقتين لأصحاب المنزل المستهدف للهروب و النجاة من الموت. طبعا هذا الكرم الاسرائيلي يقدره الضمير الغربي، اما الضحايا فهي خسارات بشرية لا يمكن تجنبها، و يجب أن يُحمّل الضحية مسؤولية قتله. هذا المشهد البريختي اللامعقول هو الذي يؤزم ضمير الشعب العربي المسلم في هذا الشهر المبارك و يدعو الكل إلى وقفة تأمل. القوة تصنع الحق و لو لبعض الوقت، و الخطاب الداعم لهذه القوة يصنع الحقيقة للمجتمع الدولي ، رغم أن الحق و الحقيقة بجانب الفلسطيني المكلوم، فلا احد يسانده فعلا مساعدة تمنع القصف و توقف اسرائيل عند حدها. حماس كمقاومة للإحتلال تدرك اللعبة لكنها لا تجنب الشعب الفلسطيني القتل و الدمار، تدرك أن العالم يقف بجانب اسرائيل لأن العالم يراها ضحية للإرهاب، و يتأسف على قتل الابرياء و لكن اسفه متبوع دائما بعبارة “ولكن”، تدرك أن لكل دولة عربية حسابات سياسية لن تجعل من القضية الفلسطينية سوى ورقة تلعب بها في سياق مصلحتها، تدرك الكثير و لكنها لا تفعل شينا لتجنيب الابرياء القصف و القتل. يجب أن يتخلى الفلسطينيون عن أوهام كثيرة، منها أن العالم يدعمهم و يؤمن بعدالة قضيتهم، أن قتل اسرائيل للأبرياء سيحرجها أمام العالم، أن الحكام العرب يدعمونهم، أن المقاومة هي أن يسيل دمنا و يدرف العالم دموع التماسيح علينا و على حظنا. ليتعلم الفلسطينيون من التاريخ و ليراجعوا مواقفهم ووضعهم، حماس التي كانت ترفض حدود 67 ها هي الان تقبلها و لا أحد يلتفت إليها، ما هي التنازلات التي ستقدمها حماس غدا تحت مسميات البراغماتية و فقه الواقع؟ لا يعني هذا التأمل في الواقع الفلسطيني أنه يجب أن تتوقف المقاومة للاحتلال لكن الهدف هو الدعوة لتغيير أساليب المقاومة، و الاستفادة مما يتيحه التاريخ من فرص لإحراج الاسرائيليين بلغة العالم و فضح التضليل الذي يمارسه الاعلام و اللوبيات بتصويرهم للقاتل كضحية. و لتراجع حماس تنظيراتها المتعالية عن الواقع و لتسعى لتحقيق الحياة لأبنائهم بدل إعطاء الفرصة للعدو الصهيوني بإبادتهم. عندما دُمرت بيروت الجنوبية و قُتل الألاف في لبنان، اعلن حزب الله أن المقاومة انتصرت، لحدود كتابة هذا المقال تم تدمير 230 منزلا في غزة ، و قُتل العديد من الاطفال، فهل ستطلع علينا حماس ببيان يعلن انتصارها؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!