المدينة العتيقة لأزمور مشتل للكتابة ومصدر إلهام للمبدعين

31 أغسطس 2014آخر تحديث : الإثنين 1 سبتمبر 2014 - 12:31 صباحًا
المدينة العتيقة لأزمور مشتل للكتابة ومصدر إلهام للمبدعين

images

أزمور أنفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي

يمكن اعتبار المدينة العتيقة أحد الموضوعات الأساسية للكتابة التاريخية والأدبية والروائية العربية ،بل يمكن القول إنه كانت ولادة الرواية الحديثة قد ارتبطت بالريف ـ البادية ـ رواية زينب لحسنين هيكل ـ فإن تبلورها الأسلوبي وتطورها النوعي ،قد اتصل وثيق الصلة بالتفكير في المدينة وصياغتها اسلوبيا لدى يوسف إدريس ونجيب محفوظ وعبدالرحمان منيف وغيرهم ،وهذا الأمر نفسه هو الذي نجده في شعر الحداثة لدى البياتي وأدونيس ومحمد عفيف مطر وصلاح عبدالصبور بالأخص ،ولاحقا لدى الشعراء اللبنانيين خلال الحرب.

لذا فإن الصياغة الأدبية للمدينة قد تمت حسب الوجهات التالية:

ـ المدينة بوصفها فضاء رمزيا ،بحيث ان مدنها مثل فاس وأزمور ومراكش والقاهرة ودمشق ،قد غدت فضاء يختزل المدينة في حين معين، الشياح في بيروت ،خان الخليلي في القاهرة ،دار البارود بأزمور ،بحيث تتركز فيه معطيات وعلاقات عامة.

ـ المدينة بوصفها فضاء تاريخيا ،وهو ما بلورته مدن الملح لعبد الرحمان منيف ،بحيث جاءت خماسيته تعبيرا عن تطور التاريخ العربي المعاصر منذ البداوة إلى اكتشاف النفط.

أما في الكتابة الأدبية بالمغرب فإن المدينة ظلت محور الكتابة الحكائية منذ المرحلة المراكشية لعبدالله بن المؤقت نوالزاوية لمحمد ابن الحسن الوزان مرورا ب ـ في الطفولة ـ لعبد المجيد بن جلون إلى كتابات إدريس الخوري ومحمد شكري وأحمد بوزفور ومحمد برادة وغيرهم.

وقد تشكلت المدينة هنا في صور معينة تحيل على موضوعات التهميش الاجتماعي ـ كما لدى محمد برادة وامحمد الهراوي ـ والتحديث العشوائي ـ كما لدى مصطفى المسناوي مثلا ـ وكذا في صور جزئية جعلت من المقهى والساحة والحانة…. فضاءات تختزل بشكل كثيف رمزية العلاقات الاجتماعية وتعمق المعاناة الذاتية.

هكذا يمكن القول بأن ارتباط تركيب وكثافة وعمق ،بحيث ان المدينة غدت مجال للكتابة وأساسها ومصدر معطياتها الجمالية والمواضيعية.

إلا أن الموضوع اتسم بالأخذ والرد في أكثر من نقاش حول عدم الأخذ المطلق بهذه الصلة بين المدينة والكتابة وعدم تأسيسها كقاعدة أساسية في ولادة النص الأدبي ، وذلك لأن أصحاب هذا الاتجاه يخشون من أن تصبح هذه بين الكتابة والمدينة تطغى بشكل مطلق على الخلق الأدبي الذي ان افتقد المدينة،افتقد كل شيء ،إلا أن عبدالكبير الخطيبي استجلى الرؤيا بشكل واضح ،تخلص إلى القول الفاصل بأن المدينة أثرها على كتاب المدن ،وللبادية أثرها كذلك على كتابها ومبدعيها ،حيث إن عبقرية الخلق تبقى متوفرة عند كل واحد من الطبقتين ،ويكتمل الإلهام والإبداع حينما تجتمعا المدينة والبادية معا في مخيلة وإنتاج الكاتب المغمور.

فبين ظهرانينا اليوم تحيا أبراج وأسوار لمدينة شامخة مصدر إلهام وإبداع ومشتل متنوع الأغراس والشتائل المواضيعية فكيف لا نستغل هذه البيئة الغنية المعطاءة بغطس أقلامنا وعقولنا في محبرتها السائلة السيالة لنخوض في بحورها وكنوزها بشتى فنون الكتابة ،هي مجرد دعوة للشباب بالخصوص من أجل تذوق هذا الطعم الحلو الشهي، فستجدون دواتكم وسجيتكم في هذا السحر المكنون وستعشقون أزمور أكثر،فافعلوا ترون عجبا !!! وسراجا منيرا.

2619442812_small_1

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!