الجديدة.. تفعيل التوصيات المديرية المنبثقة عن المناظرة الوطنية الثانية لمكافحة العنف الرياضي

2015-04-29T23:16:21+01:00
جهويةرياضيةوطنية
29 أبريل 2015آخر تحديث : الأربعاء 29 أبريل 2015 - 11:16 مساءً
الجديدة.. تفعيل التوصيات المديرية المنبثقة عن المناظرة الوطنية الثانية لمكافحة العنف الرياضي

أزمور أنفو24 المتابعة:أحمد مصباح – الجديدة

كانت عاصمة دكالة، الأحد 26 أبريل 2015، على موعد مع التاريخ، بعد أن كانت نقطة انطلاقة تفعيل التوصيات المنبثقة عن المناظرة الوطنية الثانية، التي احتضن أشغالها المعهد الوطني للشرطة بالقنيطرة، يومي الأربعاء والخميس 8 و9  أبريل 2015، تحت شعار: “جميعا أجل تظاهرات رياضية بدون عنف”. مناظرة جاء تنظيمها  استشعارا من المصالح الأمنية  المركزية بمدى جسامة ظاهرة العنف أثناء وبمناسبة التظاهرات الرياضية، الذي يؤرق مضاجع السلطات الحكومية والعمومية؛ ووعيا منها بأهمية التواصل والتحسيس والتوعية بمخاطرها وانعكاساتها الوخيمة؛ وسعيا منها إلى وضع المسؤولين والمتدخلين في الشأن الرياضي، أمام هول وحجم هذه المعضلة، بغية إيجاد حلول ناجعة وملموسة على أرض الواقع، لمكافحتها بالطرق القانونية المتاحة، والإمكانيات والكفاءات البشرية المؤهلة؛ وكذا، تماشيا مع مضامين الرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للرياضة.

وكانت أجرأة التوصيات المديرية بمناسبة مقابلة الصفوة التي جمعت على أرضية ملعب العبدي بالجديدة، فريقي الدفاع الحسني الجديدي والوداد البيضاوي، ، برسم البطولة الوطنية في كرة القدم.  مباراة عرفت سيطرة شبه مطلقة للفريق الزائر، انتهت بفوزه الساحق بهدفين نظيفين، من توقيع اللاعبين (فابريس أونداما) و(مالك إيفونا)، في الدقيقة 17 من الشوط الأول، والدقيقة الثانية بعد ال90، في الوقت بدل الضائع.

هذا، ورغم الهزيمة التي مني بها فارس دكالة على أرضية ملعبه، وأمام جمهوره،  فقد جرت المقابلة الساخنة في أجواء طبعتها الفرجة، والانضباط وروح المسؤولية، وعدم إثارة الفوضى وأعمال الشغب، سواء  داخل المدرجات أو خارج الملعب، من قبل مشجعي ومحبي الفريقين الذين أبانوا عن نضج رياضي، وسلوكات مدنية وأخلاق عالية  ترقى إلى المكانة التي يجب أن تحظى بها كرة القدم.

والجدير بالذكر أن جمهور الفريق المحلي تقبل الهزيمة بروح رياضية. إذ لم يتخل ولو دقيقة واحدة عن تشجيع فريقه، طيلة عمر المباراة، ورغم الهدف الأول الذي هز في الدقيقة ال17، شباك الحارس محمدينا.

وكما هو معلوم، انتهت المقابلة بفوز الفريق البيضاوي على الفريق الجديدي. انتصار اعتبره المهتمون بالشأن الرياضي، انتصارا للرياضة المغربية ولنبل كرة القدم، وللأخلاق الحميدة التي يتمتع بها الفريقان، لاعبين وجمهورا، وكذا، انتصارا لنجاعة التنظيم المحكم، ونجاعة جنود الخفاء، معاذ الجامعي، عامل إقليم الجديدة، والمراقب العام عزيز بومهدي، رئيس الأمن الإقليمي للجديدة، والسلطات العمومية،  الذين عملوا، خلال الأيام التي سبقت إجراء المقابلة، على ترجمة التوصيات التي انبثقت عن المناظرة الوطنية الثانية حول ظاهرة العنف أثناء وبمناسبة التظاهرات الرياضية. حيث ظلت الاجتماعات في انعقاد متواصل سواء بمقر عمالة الجديدة، أو مقر أمن الجديدة، كان آخرها الاجتماع الذي جمع، السبت الماضي، مسؤول  من المديرية العامة للأمن الوطني، بالمسؤول الأمني الإقليمي بالجديدة، ورؤساء المصالح الداخلية والخارجية بأمن الجديدة (رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، ورئيس المصلحة الإقليمية للاستعلامات العامة، والعميد المركزي، ورئيس الهيئة الحضرية، ورؤساء الدوائر الأمنية …).

وقد كان كذلك  للقائمين على الشأن الأمني بالجديدة، لقاءات مكثفة مع مؤطري مشجعي ومحبي فريق الدفاع الحسني الجديدي، بغية تأطيرهم ةحثهم على دعوة جمهورهم إلى التحلي بالقيم والأخلاق الرياضية النبيلة، ونبذ العنف الرياضي، حتى تمر المباراة في أجواء الفرجة والانضباط والمسؤولية. وهذا ما تأتى فعلا داخل مدرجات ملعب العبدي وخارجها.

وعقد أمن الجديدة لقاءات تحضيرية جمعت بين السلطات المحلية والقوات العمومية،  إلى جانب ممثلي جمعيات المحبين و”الإلتراس”،  في سياق وضع إستراتيجية عمل تمكن من ضمان أحسن الظروف الأمنية والتنظيمية للمقابلة. الأمر لذي توج على الصعيد الميداني  بتبني خطة أمنية متعددة المحاور، شملت أساسا   تجنيد الموارد البشرية والمادية اللازمة، بلغت في مجملها  2000  عنصر  من الأمن الوطني، يمثلون مختلف التخصصات، من وحدات المحافظة على النظام،  وفرق الخيالة، ووحدات السير والجولان، وفرق للدراجين، وغيرها.  ناهيك عن أفراد القوات المساعدة.

واستكمالا لاستراتيجيتها الاستباقية،  عملت المصالح الأمنية على شن سلسلة من العمليات القبلية بمجمل تراب والقطاعات الخاضعة للمدار الحضري لعاصمة دكالة.

وقد أمنت القوات العمومية البالغ تعدادها ال2000 عنصر من القوات العمومية (الشرطة والقوات المساعدة)، مقابلة كرة القدم الحاسمة، التي جمعت بين الفريقين البيضاوي والجديدي العملاقين، والتي استمتع بمواكبتها 20000 مشجعا موزعين بالتساوي (10000 من الجمهور البيضاوي، و10000 من الجمهور الجديدي).

ولمزيد من الإجراءات الاحترازية، استعمل أمن الجديدة ولأول مرة،  خلال إجراء القابلة التي انطلقت على الساعة الرابعة مساءا، 8 كاميرات مثبتة داخل  ملعب العبدي، وفي مختلف جوانبه ومدرجاته. كما استعان ب3 سيارات مزودة بكاميرات محمولة، ظلت تجوب، قبل انطلاقة المباراة، وطيلة عمرها، وبعد انتهائها، جنبات ملعب العبدي والشوارع المحاذية لبنايته، من أجل رصد أي تحركات وتصرفات مشبوهة أو سلوكات مخالفة للقانون. وتحسبا لأي طارئ، تمت تعبئة شاحنة ضخ المياه، تابعة للأمن الوطني.

هذا، وأوقفت المصالح الأمنية بالجديدة فتاة حاولت إدخال حوالي 30 قرصا مهلوسا إلى ملغب العبدي، و7 أشخاص من أجل حيازة واستهلاك المخدرات، وشخصا واحدا على خلفية ترويج مادة التبغ المهرب، وشخصا كان في حالة سكر علني بين، وكان يحدث الفوضى، وشخصا من أجل السرقة بواسطة السلاح الأبيض والتخدير، و3 أشخاص حاولوا رفع العلب الدخانية التي يحذرها القانون رقم: 09.09.  كما تم إخضاع 60 شخصا، ضمنهم قاصرون وراشدون، لإجراء التحقق من الهوية.

وضبط المتدخلون الأمنيون 4 أشخاص متلبسين ببيع التذاكر في السوق السوداء، قبل انطلاقة المباراة التي أجريت بشبابيك مغلقة.

ويشار إلى أنه لم يسجل أي حالة عنف خلال أطوار القابلة التي تابع أجواءها وإجراءاتها التنظيمية والأمنية، عامل إقليم الجديدة،  ورئيس الأمن الإقليمي، والمسؤول المركزي الأول  بمديرية الأمن العمومي. مقابلة جرت، حسب المتتبعين والمهتمين بالشأن الرياضي وفعاليات المجتمع المدني، في ظروف متميزة.

هذا،  وانصبت بالمناسبة تعاليق مذيع القناة التلفزية الثانية “2M”، التي حظيت بالبث المباشر للمقابلة، على التنويه بجانبها التنظيمي  الأمني المحكم . وهي المباراة التي ظل المدير العام للأمن الوطني يتابع شخصيا عن كثب، أطوارها وإجراءاتها التحضيرية والتنظيمية، القبلية والبعدية، وخلال لعبها على أرضية ملعب العبدي بالجديدة.

واتسمت عملية مغادرة الجماهير بعد نهاية المباراة،  في جو تطبعه الروح الرياضية، في ظل مواكبة أمنية مكثفة. الأمر الذي يدعم أهمية المقاربة التشاركية التي تنهجها مصالح الأمن الوطني المركزية واللاممركزة،  والتي تجعل من كل الفاعلين مساهمين في صنع الفرجة، وإعلاء روح التنافس الشريف في الملاعب الوطني، وتكرس بالموازاة على أرض الواقع كون الشأن الرياضي  هو “إنتاج مجتمعي مشترك”.

وتجدر الإشارة إلى أن الممارسة الرياضية لم تعد تنحصر فقط في التنافس بين الفرق والأندية، أو في إحراز الألقاب والجوائز، كما لم تعد مجرد فرصة للتباري وإبراز الطاقات بين اللاعبين، ومناسبة للإبداع واستعراض المهارات من طرف الرياضيين، بل تجاوزت ذلك لتصبح حسب الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للرياضة “حقا من الحقوق الأساسية للإنسان. وهذا ما يتطلب توسيع نطاق ممارستها، لتشمل كافة شرائح المجتمع، ذكورا وإناثا على حد سواء، وتمتد لتشمل المناطق المحرومة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وبذلك تشكل الرياضة رافعة قوية للتنمية البشرية وللاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان والتهميش”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!