السنة السادسة….!!!

4 يناير 2017آخر تحديث : الأربعاء 4 يناير 2017 - 9:10 مساءً
السنة السادسة….!!!

rps20170104_183652

rps20170104_183610

ازمور انفو24 المتابعة:أبو محمد كريم

مازلت أتذكر تلك اللحظة التي عرض فيها معاذ الجامعي بعد تعيينه عاملا على إقليم الجديدة أمام أنظار المجلس الإقليمي في أول جلسة،تصوره وإستراتيجية عمله ،بعد إطلاعه على أهم الملفات ،وانتهائه من الزيارات الميدانية للمناطق الشاسعة بالإقليم .خلص بأنه سيكون منفتحا على كل من يريد العمل والتفوق والاندماج في الميادين الأساسية ،فلاحية ،اقتصادية ،عمرانية ـ صناعية ، علمية ،سياحية ، رياضية،ثقافية …
وسأقف عند الميدان الثقافي الذي أعطاه عامل الإقليم معاذ الجامعي وقودا يسمح لشعلة الثقافة أن تستمر في إبراز المكونات الأساسية والتراثية والثقافية لإقليم الجديدة.
وخلال السنوات الست التي مرت عمل الجميع بما فيها الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية في إظهار وإبراز هذا التراث المتنوع بمدنه التاريخية الخارجة من البحر والنهر،وبسهوله المنتجة،وبمصانعه الحديثة وبموانئه المستحدثة وبتضاريسه المتنوعة.
وصدق الجامعي عندما أكد مرارا بأن الثقافة على العكس من مناجم الذهب لا تغني ولا تضيع ،لأن الثقافة نشاط روحي نمارسه بكل طاقاتنا والثقافة لا تموت بل وظيفتها أن تعلو بالحياة.
إقليم الجديدة يعتبرمخزونا حضاريا وثقافيا أفرز على طول السنين أعلام فكر وثقافة وعلوم وفن وأدب ومشاييخ ،تم إحياؤهم من خلال تظاهرات ومهرجانات ،استقطبت علماء وأدباء ومفكرين وفنانين من مختلف بقاع العالم،ليظل الإقليم طيلة هذه الست سنوات منفتحا على بقية الثقافات من خلال موقعه المتميز وتلاقح الحضارات وتنوع مصادر المعرفة وتحديث الإبداع.
وها هو الإقليم اليوم أصبح قطبا جامعيا مؤثرا من خلال جامعة أبي شعيب الدكالي ،من هنا تبرز أهمية الثقافة كقطاع اقتصادي وعامل جذب للاستثمار ،والثقافة حاملة لتنمية متناغمة وتجانس اجتماعي ،ومحدد للهوية والانتماء الترابي.
من هذا المنطلق نبرز الأحداث الثقافية خلال الست سنوات انطلاقا من إعادة وترميم وهيكلة وتجهيز المعلمة التاريخية “مسرح عفيفي” وعلى بعد أمتار من هذا الصرح العتيد يوجد متحف الذاكرة التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير.
وتفعيلا للتوجه العام الذي خطط له محمد السادس ملك البلاد حول التنمية بكل أشكالها وأنواعها ،فعل معاذ الجامعي فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جزء منها للثقافة من خلال إحداث دور للشباب بكل من أولاد فرج وخميس متوح،لدعم الأنشطة الثقافية والفنية نموذج جدارايات ،وتهيئة وتجهيز قاعة العروض بحديقة سبني بالجديدة وتهيئة وتجهيز فضاء الكنيسة بالحي البرتغالي الذي تحول إلى معلمة فنية استقطبت لقاعات فكرية وعروض مسرحية وفنية ولوحات تشكيلية.
وفي الوقت الذي عجز فيه المسؤولين عن إخراج المركب الثقافي عبدالله العروي للوجود والذي ظل بناية هامشية تم تخصيص ميزانية أعادت لهذه المعلمة هدفها الثقافي والفني ،كما تم إحداث مركبات ثقافية بكل من البئر الجديد ،ودار الثقافة بسيدي إسماعيل ،وهاهي الجديدة اليوم تتوفر على مركبات ثقافية بشراكة مع عدة جهات اقتصادية ،وبما أن المدينة البرتغالية إرث عالمي فيجب مواصلة برنامج الترميم لكل المآثر الموجودة بالإقليم ،قصبة بولعوان ،أزمور ،مولاي عبدالله….
وربط هذا الغنى الثقافي المتعدد بمقاربة ثقافية سياحية كرافعة للتنمية المستدامة والمندمجة .
وهو ما عرفه الإقليم من مهرجانات ولقاءات وندوات دينية وروحانية، كمهرجان جوهرة ،وملحونيات ،أندلسيات ،سمفونية التراث الشعبي ،مهرجان القواسم للصيد بالصقور،مهرجان الطفل بأولاد غانم ،مهرجان التشكيل ،القراءة ،السينما ،المسرح، ملتقى الصانع والفنان،وندوات فكرية ،آخرها ندوة من أجل تلق جمالي متجدد للموسيقى الأندلسية،بمشاركة المستشار أندري أزولاي.
هذا هو معاذ الجامعي نذر وقته وفكره من أجل الثقافة ،وكلما ظهرت في الأفق فكرة مضيئة تسهم في إنارة الطريق أخذها وحولها بمعية الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية إلى شعلة. اليوم وأمام هذا التوجه الثقافي يجب على المجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة أن تطور وتؤ سس ما تم إنجازه ثقافيا وأن تطور التجربة وتستفيد من إيجابياتها وتتجنب سلبياتها.
ليس من ختام مع معاذ الجامعي سوى النقاش المفتوح على إشكاليات لتتوالد مفاهيم ،وعلى فكرة تولد من فكرة،وهذا راجع لتكوينه الثقافي المتعدد وإحساسه الفني الصادق.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!