تقنية الغش عن طريق التبول: نائب رئيس المجلس البلدي بمدينة الجديدة نموذجا

2017-02-04T16:33:30+00:00
تربية و تعليمجهوية
3 فبراير 2017آخر تحديث : السبت 4 فبراير 2017 - 4:33 مساءً
تقنية الغش عن طريق التبول: نائب رئيس المجلس البلدي بمدينة الجديدة نموذجا
 الصورة من الارشيف
ازمور انفو24 المتابعة:جامعيون بجامعة شعيب الدكالي
ضُبط نائب رئيس المجلس البلدي بمدينة الجديدة في حالة غش أثناء اجتيازه لامتحانات الفصل الأول في الدراسات الإسلامية بكلية الأداب بجامعة شعيب الدكالي، إذ حاول اختلاس المعلومات عن طريق اللجوء إلى حيل مختلفة، تجلت تارة في اللجوء إلى تقنية الغش عن طريق التبول، حيث طلب من اللجنة المشرفة على حراسة الامتحان الذهاب إلى المرحاض بحجة أنه يعاني من مرض السكري، و ظل في المرحاض لأكثر من نصف ساعة، ليعود بعد ذلك إلى القسم، فاكتشف أحد الأساتذة أن نائب الرئيس يحمل معه ورقة مشبوهة مليئة بالمعلومات تم ضبطها معه، و بالرغم من هذا السلوك اللاأخلاقي الذي نهاه عنه الأساتذة، استمر هذا الغشاش في ممارسة حيله، و تمادى في خداع اللجن في الامتحانات الموالية، عن طريق تجنيد غرباء عن الفضاء الجامعي لتزويده بمعلومات عن طريق رميها من إحدى نوافذ المدرج الذي يتواجد فيه، و هكذا تم ضبطه للمرة الثانية، ثم أحيل ملفه على المجلس التأديبي الذي اتخذ في حقه عقوبة زجرية نظرا لمخالفاته هذه، وخرقه السافر للضوابط والقواعد الأخلاقية التي تعتمدها المنظومة التعليمية.
 لماذا قام نائب الرئيس بالإخلال بالتعاقد التربوي والأخلاقي القائم بين المتعلم و الأستاذ، و سلك دربا يتنافى مع القيم التربوية و الأخلاقية التي تسعى المدرسة إلى ترسيخها في المجتمع؟
ماذا يعني أن يحصل المرء على شهادة جامعية لا يستحقها، وينسف مبدأ تكافؤ الفرص، و مبدأ الجدية و الجودة والتحصيل، وغيرها من القيم التي نحتاجها لبناء المجتمع؟ هذا تهور و سلوك غير مسؤول من شخص له وزنه واعتباره في الساحة السياسية، وعوض أن يكون قدوة في الاستقامة و التحصيل، أبان على الوجه المظلم القاتم الذي تعاني منه المنظومة السياسية في بلدنا، إذ أصبحت الساحة تستقطب كل من هبّ ودبّ في أحضانها وتخلق منه زعيما…
إنه زمن الرويبضة!؟
يبدو أن السيد النائب البوّال يعيش ضغط الواجب السياسي، وليس لديه الوقت لمراجعة دروسه و تثبيتها في ذهنه، لهذا فضل طريق الغش التي يتقنها في ممارسته السياسية. لقد أصبحت موضة لدى الكثير من السياسيين الذين يفتقدون إلى شواهد جامعية، أن يلتحقوا بالجامعة للحصول على شهادة تمنحهم مصداقية “الشات” في السياسة، و هكذا يتمكنون بشكل صوري من تلميع مكانتهم في المجتمع حتى لو تأتى ذلك لهم عن طريق الغش.
إن الكارثة في هذه النازلة هو أن المذنب طالب في شعبة الدراسات الإسلامية التي تعتبر في الذهنية الشعبية فضاء يلقن  الطلبة الاستقامة و التدين و احترام القيم والمثل التي يقدسها المجتمع، لكن هذا المخادع البوال أثبت العكس، واحتال على المنظومة التعليمية طامعا في شهادة زائفة تمكنه من التباهي بها في ردهات بلدية مدينة الجديدة.
رسالتنا إلى من يهم الأمر هو أننا نتساءل عن مصير مدينتنا و هذا الغشاش الذي يسرق المعلومات والأفكار والمعارف يوجد في زمرة مجلسها البلدي، فماذا ياترى هو فاعل بميزانية الجماعة؟ هل بأمثال هؤلاء سنقود مجتمعنا نحو الاستقرار و محاربة الفساد؟ في دولة تحترم القانون و تحافظ على مصداقية العمل السياسي، تعمل على طرد مثل هؤلاء من العمل الحزبي و تسحب منهم الثقة في العمل السياسي ، كلما فاحت رائحة أحدهم، لكن في المغرب يبدو أن المجتمع اعتاد على الفساد إلى درجة أنه أصبح يشكل القاعدة، والاستقامة تشكل الاستثناء، و هكذا يحدثنا الغشاش عن المخادع عن الفاسد، و العنعنة كثيرة، فيقول “من غشنا فهو منا!”
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!