قضية عبد اللطيف مرداس على مائدة قهوة الصباح

2017-03-14T21:56:40+00:00
اقلام حرة
14 مارس 2017آخر تحديث : الثلاثاء 14 مارس 2017 - 9:56 مساءً
قضية عبد اللطيف مرداس  على مائدة قهوة الصباح

ازمور انفو24:

جلست اليوم الثلاثاء أشرب قهوة الصباح، و أتصفح الجرائد كعادتي، فأثار انتباهي خبر تطورات قضية مقتل البرلماني عبد اللطيف ميرداس في جريدة المساء الصادرة يوم الثلاثاء 14 مارس التي وصفت القضية بلغز محير، ثم أوردت بأن أصابع الاتهام تشير إلى إمكانية وجود مجرمين من خارج الوطن، كما أن زوجته صرحت بأنه دائم الزيارات إلى اسبانيا، لكن ما جعلني أقحم نفسي في هذا اللغز هو فضولي في تحليل الصورة و الخطاب، خصوصا حين أوردت المساء تغريدة للراحل على صفحته في موقع الفايسبوك يوما قبل وفاته، يعبر من خلالها عن الغدر و خيانة المقربين. هكذا قمت فورا بتصوير الخبر، و باشرت البحث في مواقع الفايسبوك ويوتوب وعلى صفحات الجرائد الالكترونية لتقصي الحقائق وجمع المعطيات. و أحببت أن أشارك القارئ فيما توصلت إليه من قراءة للقرائن.
قام عبد اللطيف ميرداس على صفحته الفايسبوكية يوم 6 فبراير، أي شهرا قبل مقتله، بنشر ثلاث صور مهمة ومعبرة تدل على حالة التدمر واليأس التي عاشها من جراء إحساسه بغدر و خيانة المقربين والأحبة، و ليس العملاء التجاريين أو الخصوم السياسيين، لأن الغدر السياسي والتجاري لا يتسبب في  طوفان عاطفي على الفايسبوك، و هكذا عبر عبد اللطيف عن مشاعره بلوحة تحمل صورة امرأة  و تعليقا مفاده “بنت الحلال تصونك وتحبك، و بنت الحرام تخونك وضرب لك جيوبك؟”، لماذا قام بنشر هذه الصورة المعبرة بالذات شهرا فقط قبل مقتله؟
لماذا التجأ ميرداس إلى الفايسبوك و هي الصفحة الحميمية التي ينشر عليها صور أبنائه الذين يعزهم، و غريبا أن ينشر صورة للعائلة تغيب فيها الزوجة عن الإطار؟ لماذا انفجر غضبه على صفحته متهما ضمنيا عزيزا قريبا؟ ما نوع العلاقة التي ربطته مع زوجته، وماذا حدث بينهم في هذا الشهر الأخير، أم هل  يتحدث عن عشيقة أخرى؟
 ليست هذه هي الصورة الوحيدة التي قام بنشرها، بل نشر صورة أخرى في نفس اليوم بتعليق آخر يقول “إيلا غدرك الغدار كون صبار، إيلا ما خلص هنا يخلص فيك الدار”، هذه القولة المأثورة تتماشى مع خطاطة الغدر الأنثوي، و غدر الأقرباء، وليس غدر السياسيين و المعاملات التجارية، كما جاء على لسان زوجته في حديثها إلى الصحافة. إذن، تحدث عبد اللطيف عن غادر قريب جداً،  و الصورة دائماً تحمل الأنثى في إطارها، حيث يبدو لنا أن عبد اللطيف عاش يوم الاثنين، حوالي شهرا قبل مقتله، هيجانا عاطفياً، قاسى فيه وحيدا، و لم يستطع أن يحكي عنه، و هكذا استعمل الفايسبوك كأداة للتعبير عن عواطفه، وربما يكون الفايسبوك في هذا السياق الأداة التي سوف تميط اللثام عن وقائع هذه الجريمة.
وفي حديثها للصحافة، علقت زوجة ميرداس قائلة: “أعداء السياسة كثير”، لماذا فكرت زوجة المرحوم بهذه الطريقة، وبادرت بهذه السرعة الفائقة يوم مماته إلى اتهام عالم السياسة؟ هل هو اتهام صريح للخصوم السياسيين؟ هل هو فلتة لسان أم تمويه مقصود لإبعاد الشبهات عن تصدع علاقات زوجية، كما جاء في بعض التقارير الصحافية؟
و كما أوردنا سابقا، إن لجوء ميرداس إلى الفايسبوك للتعبير عن غبنه يبين أنه تعرض لغدر أنثى، أو قريب، و لا يبدو أن وراء الأمر معاملة تجارية. و في نفس اليوم، أضاف ميرداس صورة أخرى على صفحته تحمل صورة أحمد زويل وقولته الشهيرة “الغرب ليسوا عباقرة و نحن أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، و نحن نحارب الناجح حتى يفشل!” هذه القولة تبين أن عبد اللطيف في حالة هيجانه العاطفي بدأ ينظر إلى محيطه، و يلاحظ أن أعداءه كثر، فمن سيحارب ياترى؟ هل سيحارب المقربين الذين يحاولون أو ربما غدروا به، أم سيحارب الخصوم الذين ينتظرون سقوطه بفارغ الصبر؟ هذه قراءة  للصورة الأخيرة التي نشرها عبد اللطيف على صفحته.
و أمام هذه المعطيات، نتساءل لماذا هرولة الصحافة نحو التصريح بإذانة أخ صديقة عبد اللطيف المتواجد بابن احمد بحجة تشابه في الرصاصات والبندقية، هل هذا التشابه صدفة، أم مفكر فيه من طرف الجاني لتمويه الشرطة؟ و في السياق نفسه، يتبادر سؤال رئيس إلى الأذهان حول تهور رجل سياسي و قيامه بنشر صور خليعة لعشيقته على صفحته، فمن قام يا ترى بنشر صور صديقة عبد اللطيف على صفحات الفايسبوك، خصوصا و صديقته تنفي نفيا قاطعا أن يكون هو من قام بذلك، كما تضيف أن ذلك ليس من أخلاقه؟ هل يعقل أن يقوم رجل سياسة بنشر صور فاضحة لصديقته؟ كيف و هذا سيجر عليه الفضيحة هو الآخر؟ فمن قام يا ترى بهذا؟  أليس هناك شخص في الظل كان يطمح لمنع زواج عبد اللطيف من صديقته؟ هل كان ينوي عبد اللطيف فعلا الزواج مرة ثانية؟
و في الأخير، نتساءل هل تقوم الشرطة القضائية بمراجعة الفيديوهات الصحافية التي تُنشر عبر المواقع الاجتماعية، خصوصا فيديو التقطته كاميرا شوف تيفي لزوجة الراحل وهي تبكي موته، هذا الفيديو جدير بالقراءة و التحليل، ولا داعي أن نذكر خبراء الشرطة العلمية أن الانسان في لحظة ما يعبر عما يجول بداخله فقط عبر تغيرات وجهه التي تدوم لأجزاء من الثانية و معظم الناس قد لا يلاحظون هذه التغيرات، لكن التصوير السريع / البطيئ يظهرها بوضوح.
مواطن مهتم.
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!