حوار مع الفنان التشكيلي “عبد الودود وشان”

17 مايو 2017آخر تحديث : الخميس 18 مايو 2017 - 7:48 مساءً
حوار مع الفنان التشكيلي “عبد الودود وشان”

ازمور انفو24 :حاوره الناقد الفاقيد عبد الفتاح
تعتبر مدينة آزمور عاصمة الفن التشكيلي برعت في تقديم العديد من الأسماء التي بصمت المشهد الإبداعي المغربي والعربي والدولي أيضا، وتحولت العديد من الأعمال الفنية لبعض التشكيليين الآزموريين إلى مشاريع ثقافية وفكرية مستقلة بهوياتها الجمالية والفلسفية، وخاضعة للمتابعة العلمية والتحليل المعرفي والنقدي. لا يمكن الحديث عن الفن التشكيلي دون ذكر بوشعيب الهبولي، وعبد الكريم الأزهر، وعبد الحميد قلمون، ومحمد الشوفاني، ورضوان جوهري، وعبد الودود وشان الذي نقدمه للقارئ من خلال الحوار التالي:
ـ س : من هو عبد الودود؟
ـ ج : وشان عبد الودود من مواليد مدينة آزمور في 17 يوليوز 1961، داخل المدينة العتيقة، بالدرب الفوقاتي تحديدا، اشتغلت بالتعليم ردحا غير يسيرمن الزمن، اخترت بعدها التقاعد النسبي لأسباب يطول شرحها، وقد يكون في مقدمة تلك الدوافع الرغبة الملحة في التفرغ للإبداع.
ـ س : كيف كانت البدايات؟
ـ ج : لا يمكنني إغفال مرحلة مهمة من مسيرتي الثقافية والإبداعية، أقصد مرحلة الانخراط في العمل الجمعوي بدار الشباب، إذ كان الفنان عبد الكريم الأزهر يسهر على تنشيط العديد من الورشات، فكان الاحتكاك بالرسم ومواجهة فضاء الرقعة والتعرف على طرائق مزج الألوان، والتفاعل مع العالم الخارجي لإعادة تصوير عناصره اعتمادا على مخزون الذاكرة, بمعنى أن البداية كانت واقعية وانطباعية دون متازع.
ـ س : ما هي المؤثرات الفاعلة في مسارك الإبداعي؟
ـ ج : يمكن تقسيم تلك المؤثرات إلى نوعين: أولهما عامل البيئة والفضاء الجغرافي الذي أنتمي إليه، أقصد الفضاء العام الذي هو مدينة آزمور بإحداثياتها المائية فهي منفتحة على البحر والنهر، ومحدداتها التاريخية المعمارية التي تشكلت عبر انصهار العديد من العناصر الحضارية والتاريخية والمعمارية، تلك العناصر التي تركزت بالضبط داخل المدينة العتيقة، بل داخل فضاء المنزل الذي عشت داخله ردحا من الزمن.
ثاني المؤثرات، اعتبره موضوعيا يرتبط بالذات المبدعة التي ألفت التكوين الذاتي والميول الدائم إلى البحث والتنقيب عن المعرفة، أقصد معرفة عوالم التشكيل والتعرف على مدارسه وأعلامه، إضافة إلى الاحتكاك ببعض التشكيليين من مثل عبد الرحمان رحول، والغطاس، وبنانة (…),
ـ س : حدثنا عن الفنان داخل القسم ؟
ـ ج : صراحة لم أكن أضع قبعة الفنان وأرتدي قبعة الأستاذ، التشكيل يحضر داخل فضاء اللوح من خلال حضور الألوان المتعددة، ومن خلال الصفوف التي كنت أبرع في توزيعها من حين لآخر، أو من خلال ورشات التنشيط مع التلاميذ، أو على جداريات المؤسسة,
ـ س : أول معرض تعرف فيه الجمهور على أعمالك؟
ـ ج : كانت البداية سنة 1990 من مدينة إيفران بمناسبة الألعاب العالمية للسلم أعتبرها تجربة متميزة في مساري الفني والإبداعي، اشتغلت حينها وبشكل رمزي على تيمة “السلم”، وكانت اللوحات تحمل بعدا فكريا يمكن اختزاله في “رؤيا الفنان للعالم”،
التجربة الثانية كانت من مدينة الزهور، المجمدية، حاولت خلالها خلق التعددية على مستوى الرؤى الفنية، أقصد الرؤية للحياة والكون، وهي تجربة تجريدية بامتياز، لأنها تعبر عن مرحلة اختمار وتراكم. وإن كان التجريد ليس اختيارا تهائيا. كما شاركت في العديد من المهرجانات والملتقيات منها: ملتقى فاس سنة 1998، وملتقى ميسور 1999، ومهرجان ربيع آزمور في نسختيه 2007 و2008 على التوالي.
ـ س : ألم تكن لك معارض فردية؟
ـ ج : بلى، نظمت معرضا فرديا سنة 2010 بمدينة آزمور، بالقبطانية تحت شعار ” معمار وآثار”، المعرض الفردي الثاني بقاعة عبد الكبير الخطيبي سنة 2011,
ـ س : لماذا هذا التأرجح بين الانطباعي والتجريدي؟
ـ ج : لا يمكنني تشخيص طبيعة المخاض الذي يعيشه الفنان، داخل فترات معينة من مساره الفني والإبداعي، فهو دائم البحث والقلق عن تجربة مغايرة، وعن الأسلوب الممكن الذي يحدد هويته، لقد عشت ما يناهز خمس سنوات من الكمون، بمعناها الفلسفي طبعا، أسميها مرحلة التأمل والتقويم الذاتي، وهي المرحلة التي كنت أبحث فيها عن أسلوبي وعن الحساسية الإبداعية الملائمة للشروط الفنية والإبداعية، والتي جعلتني أكثر ميلا للواقعية، وإن كنت لم أستطع القطع النهائي مع التجريد.
ـ س : ما هي النزعة الفلسفية المتحكمة في مسارك الإبداعي؟
ـ ج : أجد نفسي مشدودا لفكرة الإنسان في ذاته أولا، وفي علاقاته بغيره، وتحضر فكرة الإنسان داخل لوحاتي بشكل رمزي يأخذ شكل ثنائيات منها: الحب/ العداوة، الخير/ الشر (,,,).
ـ س : لماذا هذا الانشغال والاشتعال على فكرة الإنسان؟
ـ ج : يعود هذا الهوس بفكرة الإنسان إلى طبيعة التنشئة الاجتماعية للمغربي عامة، وللآزموري بشكل خاص، تربيت داخل أسرة مغربية تقليدبة ومحافظة، تحترم العلاقات الاجتماعية، وترعى حقوق الجار والعائلة، ناهيك عن انتمائي الصوفي لزاوية الولي الصالج عبد الودود دفين ’زمور، حيث كانت الزاوية قبلة للمريدين، ولا يخلو البيت من الزائرين. فكان احترام الغير من أول قواعد التربية.
ـ س : ما هي طبيعة مواد الاشتغال؟
ـ ج : العديد من التشكيليين يعتبرون الجواب سرا، لكن لا بأس من الجواب، أشتعل في العديد من الأعمال بمواد طبيعية هي صياغة الصوف، الزعفران، القطران، والصياغة الزيتية أو الصياغة المائية ، إن طبيعة اللوحة هي التي تفرض عليك الاختيار.
ـ س : هل لعبد الودود زمنا خاصا للرسم؟
ـ ج : الفنان يعيش كل الأزمنة، ويبقى الليل الزمن الأثير للانفلات من ضجيج الحياة ومن صخب النهار للإنصات لذبذبات وترانيم الإبداع,
ـ س : ما هي مشاريعك المستقبلية؟
ـ ج : قبل زمن قصير قمت بتأسيس مرسم استيبانيكو الذي أسعى إلى تحويله إلى قبلة للتشكيليين، ولعرض مختلف التجارب الإبداعية، كمحاولة للإسهام في خلق إشعاع فني وثقافي داخل مدينة آزمور التي أنجبت العديد من التشكيليين العالميين.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!