هل بمقدور الاعلام العربي حماية و صون خصوصيته الثقافية ؟

2018-02-11T09:31:36+00:00
اقلام حرةمنوعات
11 فبراير 2018آخر تحديث : الأحد 11 فبراير 2018 - 9:31 صباحًا
هل بمقدور الاعلام العربي حماية و صون خصوصيته الثقافية ؟

أزمور انفو 24:

الامة العربية كانت من اواءل الشعوب التي سقطت ومنذ وقت مبكر من تاريخنا الحديث في دوامة و داءرة استهلاك الثقافة التي تنتج في المركز الاوروبي ، و استطاعت المركزية الاوروبية من فرض ثقافتها والظهور بمظهر المتفوق على باقي ثقافات الشعوب الاخرى ، ومنها الثقافة العربية التي وجد عدد كبير من روادها ومفكريها انه لا بديل امامهم عن اقتباس الثقافة الاوروبية، وتعلم لغاتها وصل الى حد الانبهار بتراثها العقلاني الليبرالي والنقل الحرفي لموءسساتها الادارية والمالية والسياسية و التربوية . وقد ترتب على ذالك ظهور انسياقات جديدة لثقافتنا العربية المرتبطة اصلا والتابعة لثقافة المستعمر الاوروبي ولغاته وذالك على حساب لغة الضاض لغة القران الكريم و كذا عن تراثنا الاسلامي. وقد تبنت هذه الانسياقات وروجت لها الكثير من النخب العربية الاسلامية التي نهلت من الثقافة الاوروبية الكولونيالية و تعلمت في جامعاتها مما اسفر في النهاية فقدان المشروع الثقافي العربي لاستقلاله و تحول مشروع النهضة العربية الشاملة الى قاعدة لتبعية اوروبية شبه كاملة . وهذا ما يبين عجز النخب الثقافية في الوطن العربي عن صياغة مشروع ثقافي حضاري مستقل في مواجهة المشروع الثقافي الاستعاري الوافد .
وبدلا من ذالك تمت المصالحة معه على ارضية التبعية نفسها التي تكرست في المجالين السياسي و الاقتصادي .
ويلاحظ في هذا الاطار ان النفود الثقافي الاوروبي الذي كان ساءدا في الوطن العربي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ،بداء ينحسر لمصلحة النفوذ الامريكي الذي تغلغل و ترسخ في الوطن العربي عبر مجموعة من القواعد الثابتة ابرزها الكيان الصهيوني الاسراءيلي و عززتها على المستوى الثقافي فروع الجامعات الامريكية والبرامج والمسلسلات التلفزيونية و الاذاعات و السينما و الفيديو والاعلانات والمطبوعات وغيرها من وساءل الاعلام و ادوات الثقافة الوافدة حتى اصبح من الصعب علينا كامة عربية اسلامية الفصل بين مشاريع السيطرة العسكرية الخارجية وادوات الاختراق الثقافي والقوى الداعمة والداعية له و المستفيدة منه على المستوى المحلي .
لذالك ارى كاعلامي ومتتبع للوضع الراهن لاعلامنا العربي في ظل اخطبوط العولمة ان على نخبنا و مثقفينا لعب ادوار كبيرة من اجل التعجيل باخراج مشروع الوكالة العربية للانباء الى حيز النور مع مراعات اختيار كوادر اعلامية متخصصة للاشراف على ادارتها وتشغيلها وفي ذالك ضمان لتحجيم وتقزيم الدور الذي تقوم به وكالات الانباء العالمية في تكريس التبعية الاعلامية والثقافية في الوطن العربي اذا ما اردنا فعلا مواجهة التحديات الكبيرة التي تحاصر الاعلام العربي في عصر العولمة .

ابو نعمة نسيب – كريتيبا – البرازيل

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!