مسرح لبساط

22 مارس 2014آخر تحديث : الإثنين 24 مارس 2014 - 9:57 صباحًا
مسرح لبساط
  1.    

 INVITATION 28 MARS AZEMOUR

   إن الحديث عن المسرح في المغرب مرتبط بالأشكال الفرجوية التي عرفها الإنسان المغربي ، بطبعه الميال إلى التسلية والترفيه ، ونخص بالذكر أهم هذه الفرجات : الحلقة ، البساط ، سلطان الطلبة  وعبيدات  الرما ، سيدي الكتفي ، وبعض الممارسات الفرجوية المحلية من قبيل  بوجلود ، هرما ، أولاد سيدي احمد أوموسى ، أحواش ، أحيدوس ،

 موكب الشموع …  الخ .

  فجمعية القناع الأزرق للمسرح والثقافة بالجديدة حاولت أن تعتمد في إبداعاتها على فن مسرح البساط

             

الــبـسـاط :

  ــ  الانبساط  ؛ تماشيا مع الاشتقاق اللغوي ( بسط، انبسط، بمعنى انشرح )

  ــ   حفلة  ؛ (  احتفالا هزليا يسمى البساط  ينظم  بمناسبة  الأعياد أو الطقوس  .

  ــ   أصيص ؛  ( محبقة )  عبارة عن هيكل خشبي مزخرف ومزين بدقة  لا متناهية

  ــ   البساط ؛  تنشيط احتفالي مسرحي 

  ــ   المكان  ؛ الذي تقام فيه الفرجة أي البساط الذي يتحـرك فوقـه الممثلون

مسرح البساط :

       هذا الفن الفرجوي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر ، هذه التظاهرة الترفيهية كانت ترمي  إلى وعظ الناس وإرشادهم  بالتمثيل الهزلي ألانتقادي والتمثيل ألطرقي الديني ؛  فإنها تعد تظاهرة فنية أصيلة يتم خلالها لقاء مباشر بين المؤدين “المبسطين”   والجمهور، وذلك في جو من المرح تؤسس أبعاده الدرامية طقوس اللعب والارتجال والضحك ، واستثمار مخزون التراث الشعبي الذي يرتكز في الغالب على سرد النوادر والحكايات من طرف ممثل جوال يحسن فن القص والإيماءة .

  وكثيرا ما كان ” البساط ” فرصة يغتنمها المشخصون لتبليغ شكواهم إلى الملك ، أو تذمرهم من أحد رجال السلطة ، كما أنه يمكن الكشف عن عيوب المجتمع وفضح الممارسات المشبوهة التي لا يكون هنالك سبيل لإعلانها وإدانتها سوى بتشخيص أطوارها أمام أولي الأمر في قالب فني انتقادي يعتمد الرمز والمجاز أحيانا والتصريح المباشر أحيانا أخرى ،  ومن هنا بإمكاننا أن ندرك أهمية البساط كفن لا ينغلق في جوانب التسلية العقيمة ، بقدر ما يبرر ظاهرته كفن يفضح أساليب الظلم ، يجمع بين الجد ، والفكاهة ، والغرابة ، ونقد عيوب المجتمع ، وتجاوز الإداريين لسلطهم..

 إن فن البساط  المسرحي يستمد قوته، وبالتالي مشروعيته من امتداداته الشعبية عند السكان الذين شكلوا جمهوره الممتاز ، مستحضرا  شخصية  ؛ حديدان، والساط، وبقشيش، ولمسيح،  وغيرهم .

ومن ثوابت هذا المسرح مع كل الاختلافات في التسمية أنه :
1 –  مسرح احتفالي كرنفالي مفتوح .

2 –  مسرح هزلي ترفيهي ساخر .
3 –  حضور المناسبة التي قد تعطيه نكهتها ويحمل دلالتها

4 –  مسرح متحرك تتبادل فيه العلاقة بين الطرفين المحتفلين ( الجمهور والممثلون )
5 –  الجمهور هو أيضا ممثل لأن الكل يحتفل .

– 6  مسرح انتقادي بامتياز، يكشف عن عيوب المجتمع ويفضح الممارسات المشبوهة التي

      لا يكون هناك سبيل لإدانتها وكشفها إلا بتمثيلها .  

 ــ 7 الشوارع والساحات هي الفضاءات التي يتحرك فيها ولا يمكن حصره بالجدران والأسيجة

      داخل القاعات أو المدرجات .

ــ 8  وجود هودج – بيت – من خشب مزخرف بمهارة وعناية فائقة .
ــ 9   وجود حدث، قصة / قصص كمحور للتظاهرة، وكل ارتجال هو في سيرورة الحدث وذلك

      حتى لا يضيع الهدف الذي قام عليه الاحتفال : تظلم ، شكوى ، احتجاج إلخ ..
ــ 10  مسرح هو من صنيعة المتطوعين وخصوصا الحرفيين من عامة الشعب وهو نوع من

       التمثيل كالذي كان عند اليونان ويسمى  ( كوموس  ) .  

     { كوموس هي احتفال ؛ ملهاة بالطقوس الشعبية يقوم بها مهرجين ــ ومن كلمة كوموس أخدت الملهاة إسما في اللغات

          الأروبية  “”  كـومـيـديـا  “” المؤلفة من كلمتين : (كوم)  ؛ أي الجوق العابث الهازل (وأديا )  أغنية أو غناء }  .

هذه الشروط ظلــت قاسما مشتــركا تتوحد فيها كل عروض مسرح البساط كقاسم مشترك يميز تلك العروض عن غيرها من الاحتفالات الشعبية الأخرى الدينية منها أو غيرها .

  المراجع ؛ للأساتذة الباحثين المغاربة :

  ــ    عبد الله شقـرون      ــ حسن المنيعي       ــ  حسن  السايح ،  

  ــ  حسن بحراوي        ــ عبد الرحيم جبور      ــ  أحمد الطيب العلج

 

 

إعداد : صالح مظيجي ( 2012 ) 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!