هل تعترف للآخر بالحب ….من طرف واحد؟

عالم المرأةمنوعات
29 مارس 2014آخر تحديث : السبت 29 مارس 2014 - 10:50 صباحًا
هل تعترف للآخر بالحب ….من طرف واحد؟

هل تعترف للآخر بالحب ….من طرف واحد؟

amour niza kabbani

عندما تنام كل العيون ، تظل عيون الحب وحدها ساهرة ، فالحب شعلة نار تدخل النفوس فتشعلها و تحرقها، و يظهر لمعانها من خلال النظرات ، هذا هو الحب الذي نبحث عنه في كل مكان ، فهو يضفي علي الحياة المعني و القيمة ، و على القلب السعادة و على الوجه النظارات والجمال و الانتسامة، و عندما نلتقي به نشعر و كأننا قد ملكنا العالم كله بين أيدينا ، لكن هذه السعادة قد تنتهي عندما نصطدم بأمر يدمر الحياة كلها و يدمرنا معه ، و هو أن يكون الحب من طرف واحد و الطرف الثاني غير مبال ، فالحب هو أمر قدري و لا حيلة لنا فيه ، من هنا تبدأ معاناة الطرف المحب خاصة إذا كان المحب فتاة خجولة ،حيث تصطدم بحقيقة الأمر الذي يجعلها تزهد في الحياة ، ولا يترك الحب مكان آخر في قلبها المجروح .

و طرحنا على بعض الأشخاص هذا السؤال ” ماذا إذا كان حبك من طرف واحد و هل تعترف للأخر بحبك ، و جاءت الإجابات كالتالي :

 

“ذل ومهانة للمرأة”

تذكر سهام عادل ـ سكرتيرة ـ أن الحب من طرف واحد عذاب و دموع و قهر ، و فى حالة الاعتراف به يكون محرج و جارح لمشاعر الرجل ، و يكون ذل و مهانة كبيرة للمرأة يقلل من قيمتها و قدرها ، فالمرأة عززها الإسلام و كرمها و جعلها جوهرة مصانة.

و بوجه عام لا توافق سهام على تصريح المرأة للرجل بالإعجاب أو الحب على الإطلاق طالما لا يربطها بالرجل أي ميثاق و اتفاق على الزواج في إطار العائلة و الأسرة ، فما بالك في شخص تشعر المرأة نحوه بالحب و المشاعر و هو لا يشاطرها نفس المشاعر و لا يشعر بوجودها أصلاً ، مضيفة أنه يوجد بعض الرجال معدومي الضمير ينتهزوا فرصة تصريح المرأة بهذه المشاعر الرقيقة لتضييع الوقت ليس إلا و فى النهاية تكون المرأة هى الخاسرة و يكسر أغلى ما فيها و هو ” قلبها ” .

 

 
“الوسيط هو الحل”
و ترفض هدي حسين ـ محامية ـ الاعتراف للآخر بالحب فيه إقلال و تقليلكبير من شأن المرأة، خاصة إذا لم يكن الطرف الآخر مهتماً ، و برأيها أن كل فتاة تعترف لشخص تحبه بالحب هي فتاة لا تحافظ علي كرامتها ، خاصة في هذا الزمن الذي اختفت فيه الكثير من معالم الرجولة الحقة ، فقد كان الرجال في الأزمنة الغابرة يمتلؤون بالنخوة يوصفوت بالمروءة ، و لم تكن تملؤهم الشكوك و العقد التي هم عليها الآن .

و لكن إن كانت هناك فتاة تحب شاباً و تري فيه الخلق الكريم و تتمناه زوجاً ، و تريد أن تلفت نظره فليكن ذلك بطريقة مهذبة تحفظ عليها كرامتها كأن تسر بذلك إلى أحد الرجال أو النساء المقربين منه و منها و تطلب من الوسيط أن يسأله عن رأيه في هذه الفتاة ، فإن كان خيراً ، فقد نالت ما تمنت و إن لم يكن فقد حفظت كرامتها ، و ذلك هو ما فعلته سيدة نساء العالمين السيدة خديجة رضي الله عنه حين أعجبت بخُلق خاتم المرسلين محمد صلي الله عليه و سلم فعرضت على وسيط أن يعرض عليها الزواج ، فأبلغ الوسيط رسول الله صلي الله عليه و سلم بهذه الرغبة ، فطلبها للزواج فوراً .
و توضح هدي أن الحب من طرف واحد هو منتهي المذلة سواء للرجل أو للمرأة ، أنا أعرف جيداً أن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء لكنه أيضاً هو من علمنا سبحانه و تعالي أن نقول ” ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به ” ، فالمحب من طرف واحد مسكين لا يناله من حبيبه أي شيء و لا كلمة و لا نظرة و لا ابتسامة يطفئ بها لهيب الأشواق و حرارتها ، لكنه يعيش في جحيم مستعر دائم يكابد الأشواق وحده و يعاني وحده و يتعذب وحده و يموت وحده كمداً و شوقاً ، و يكون حاله كما قال الشاعر محمود سامي البارودي :

“لولا مكابدة الأشواق ما دمعت عين .. و لا بات قلب في الحشا يجُب”
فمن يستحق كل هذا العذاب؟ و لماذا ؟ لا أظن مخلوقاً في الكون يستحق أن يكون محبوباً فقط دون أن يكون محباً معطاءً يبادل الحب بحب و العطاء بعطاء و الشوق بشوق أكبر و أجمل .

 

 

 

“الحب من طرف واحد … انتحار”
و تري ياسمين ملاك ـ مدرسة ـ أن الحب من طرف واحد حب فاشل ، لأن الحب معناه التواصل و العطاء ، فكيف يستطيع الإنسان العطاء إذا كان الطرف الأخر لا يعلم شيء عن مشاعره .

متسائلة من أدراني إذا كان سيتقبلني أم لا ؟ ربما لم أكن في باله أصلاً ، ربما هو مرتبط ربما هو ينوي الارتباط بامرأة أخرى ، ربما أنا لست فتاة أحلامه
فهناك اعتبارات عديدة تجعل المرأة المحافظة على كرامتها لا تصرح بحبها .

أما إذا كانت المرأة لا ترى رجلاً في الحياة سوى هذا فعليها أن تثق في إحدى الصديقات و تجعلها تكلمه كأنها ترشح له صديقتها للزواج و تعرف رأيه فيها صراحة ،و عليه تستطيع الحكم إما أن يرتبط بها أو تنساه و ترتاح من هذا العذاب المسمى الحب من طرف واحد إنه انتحار باختصار .

و توافقها الرأي شيرين صداعة ـ محاسبة ـ مضيفة أن الحب من طرف واحد كبت للمشاعر و للعاطفة التي من حقها أن تظهر لكل طرف لكي يعيشوا معاً حلاوة هذه المشاعر و تتوج في النهاية هذه العلاقة برباط الزواج و الحب المستمر مدي الحياة .

 

“دكتورة نجاة إبرة مرزان محللة نفسية”

 

“مشاعر شخصية مكبوتة”

 

 
و حول الحب من طرف واحد و سلبياته علينا ، تخبرنا الدكتورة نجاة إبرة ـ أستاذة جامعية و محللة نفسية ـ أن الحب بصفة عامة هو مشاركة بين شخصين ، أما الحب من طرف واحد فهو مشاعر معينة موجودة عند شخص ما لكن بشكل شخصي و داخلي دون إظهار هذه المشاعر و العواطف للطرف الأخر فهو ينفرد بها لنفسه فقط .

و تذكر د. نجاة أن الحب من طرف واحد يبدأ في مرحلة المراهقة عندما تكون صورة الحب و الترابط ليست واضحة و بسيطة ، فكل شخص يحتاج في هذه المرحلة أن يمارس مشاعر الحب دون وجود طرف أخر ، لذا نجد أنفسنا ننجذب إلى قراءة القصص الرومانسية أو مشاهدة أفلام معينة و نرتبط عاطفياً بالأبطال أو بأي شخص نراه مناسباً وبه صفات رائعة كثيرة لشريك العمر .

أما إذا استمر الحب من طرف واحد بعد فترة المراهقة فنحن لسنا بحاجة إلى استعمال الطريق المباشر بالبوح عما بداخلنا للطرف الأخر خاصة ” المرأة ” ، مشيرة إلى أن هناك طرق مختلفة للبوح بهذا الحب تغني عن الكلام ، و ذلك عن طريق التماس بعض المشاعر و العاطفة من الطرف الثاني للتأكد من هذا الحب قبل التصريح به ، و من هنا تستطيع الفتاة معرفة هل الطرف الأخر يستجيب لها هو أيضاً أم لا قبل أن يتحول هذا الحب إلى حالة مرضية مزمنة لا يمكن التخلص منها طول العمر .

و تؤكد د. نجاة أن الحب من طرف واحد عائد على شخصية معينة و هي شخصية غير ناضجة عاطفياً أو غير ناضجة في التفكير سواء كان الرجل أو المرأة ، فالرجل و المرأة متساويان في نفس المعاناة إذا كان حبهم من طرف واحد و لا يستطيع الطرفان البوح للأخر بطريقة مباشرة خوفاً من رفض الطرف الأول .

 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!