حرب الطرقات تقتل نساء و رجال التعليم بتاونات

2014-03-29T10:43:51+00:00
حوادثوطنية
28 مارس 2014آخر تحديث : السبت 29 مارس 2014 - 10:43 صباحًا
حرب الطرقات تقتل نساء و رجال التعليم بتاونات

العباس الفراسي:

شكلت الفاجعة التي راح ضحيتها أربعة من نساء و رجال التعليم بإقليم تاونات يومه الجمعة 28 مارس 2014 صدمة لكل المغاربة، خاصة و أن هؤلاء الشهداء كانوا ذاهبين لأداء واجبهم الوطني المتمثل في تدريس أبناء الشعب المغربي في منطقة اقل ما يقال عنها إنها مهمشة بامتياز. فقد تعرضت السيارة التي كانوا على متنها للدهس من قبل شاحنة من الحجم الكبير، لم تترك لهم الأمل في النجاة وهم خارجين للتو من أداء صلاة الجمعة، في طريق تعرف حربا لا تبقي و لا تذر نظرا لصعوبة المنعرجات و غياب أدنى معايير السلامة المعهودة في الطرق المسماة زورا وطنية. و إذا كان الأستاذ هو آخر ما يمكن أن تلتفت إليه الدولة المغربية، فانه بالمقابل يبني جيلا من المغاربة و يسهر على تربيتهم وتكوينهم في صمت و نكران ذات، لا يهمه في ذلك لا أجره الهزيل و لا التعويضات المكذوبة عن العمل في العالم القروي، و لا استهتار المسؤولين بروحه و مصيره. بل كل ما يهمه هو المثابرة في العمل و إخراج المتعلمين من ظلمات الجهل إلى أنوار المعرفة. إن جزاء المعلم في المغرب هو أن يموت في طريقه إلى العمل دون أدنى وخز للضمير الميت أصلا للمسؤولين. فالطريق الرابطة بين مدينتي فاس و تاونات من أسوأ الطرق في المغرب، ولا يكلف المسؤولون عن السير و الجولان والتجهيز بالمغرب أنفسهم عناء صيانة هذا المحور الطرقي بما يلزم من توسعة و تهيئة و وضع علامات التأشير بما يكفي، كما أن هذه الطريق تضل بعيدة عن المراقبة و توفير الإسعاف لكل مستعمليها، إذ يحتاج المتعرضون للحوادث الانتظار كثيرا لقدوم سيارة الإسعاف التي ستنقلهم لمدينة فاس لغياب مستشفى مؤهل لاستقبالهم بإقليم تاونات، بل إن سيارة الإسعاف لن تصل بالضحية إلى فاس أو تاونات حتى يفارق الحياة، و هنا من الواجب على الجهات المعنية توفير مروحية لنقل المواطنين من طريق الموت هذه. كما يجب على مسؤولي الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية تمكين نساء و رجال التعليم من الانتقال و الالتحاق بذويهم حتى لا تذهب أرواحهم ضحية الطرقات القاتلة بالمغرب. كما يجب علينا كعاملين في هذا القطاع البئيس تحميل المسؤولية لكل الجناة بمختلف القطاعات و تقديمهم للمحاسبة و المساءلة عن أرواح تقتل بدون وجه حق. فالأسف وحده لا يعيد الأرواح المغدورة لحضن العائلة المكلومة، و لا يعيد العزة و الكرامة لرسل الإنسانية. إن حرب الطرقات بالمغرب جريمة مع سبق الإصرار و الترصد، و كل أركان الجريمة فيها حاضرة، فهل من محاسب؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!