نسطالجية !… مدمنون على لعب “ضامة” و”الكارطة” و تنقضي أعمارهم و نهاياتهم بين آمالنا و طموحاتنا دون أن يشعروا بنا.

30 مارس 2014آخر تحديث : الأحد 30 مارس 2014 - 10:50 مساءً
نسطالجية !… مدمنون على لعب “ضامة”  و”الكارطة” و تنقضي أعمارهم و نهاياتهم بين آمالنا و طموحاتنا دون أن يشعروا بنا.

retraité stop

نسطالجية !… مدمنون على لعب “ضامة”  و”الكارطة” و تنقضي أعمارهم و نهاياتهم بين آمالنا و طموحاتنا دون أن يشعروا بنا.

في تجربتنا الإنسانية تساءلنا عن أكثر الأشياء تأثيرا، وعن العقول التي أبدعت وغيرت في حياتنا الفردية والجماعية، و كثرت التساؤلات عندما ازدادت حاجتنا إلى توظيف تلك الأشياء على نطاق أوسع. و في القرن الأخير ازدادت التساؤلات لتغير تلك الأشياء في تجاربنا الخاصة. عموما اختزلت لنا لهفنا نحو الأشياء الجديدة كثقافة في كنف جديد.

قبل كتابة الآتي توجهت إلى الحي الذي ترعرعت فيه مازاد عن عقد من الزمن و نيف وقفت عند ملتقي الطرق “باب دكالة” أو كما أضفى عليه لقب “الدورة” ذاك الحائط الممتد بجانب الطريق الرئيسي”طريق الجديدة” الوحيد الذي كان يربط جنوب المغرب بشماله ، حيث كان أبي تاجرا قبل 50 عاما ملتقى طريق دكالة و طريق الجديدة، و الفاصل بين المساكن وبين المقبرة حيث ويرقد أهالينا فيها و أصدقاؤنا و أحبائنا. كنا نلعب على طرف من امتداد ذلك المنعرج “الدورة” كرة القدم بين العشائين، enfant foot

retraité jouent Dame1
enfants foot

أحينا  قبل أن يحل الظلام فيتحول المكان إلى مركن للسيارات و العرابات ليلا . كان ذاك الفضاء الواسع هو الذي يجمع الأولاد من كل الدروب المجاورة لتقام فيه المباريات لنفس الفئات وخصوصا في فصل الصيف هذه اللعبة تستحوذ على قلوب الكثيرين من أبناء عمرية. لكن و رغم ارتيادنا المكان معظم الأحيان، إلا أن عائقا كان يحيل بيننا و بين لعبنا و يزاحمنا المكان؛ و هو ذاك الصف المتراص لكبار السن حيث حدث ما كنا نخشاه و عاد قانون التقاعد الموحد بخفي حنين من الحكومة الى مشرحة البرلمان, و عاد المتقاعد;k للآلام و الأوجاع و الأحزان, و لملموا الأفراح المكتنزة في أجسادهم الخاوية المملوءة بالأسى و الإمراض, بعد أن خانهم من يمثلهم و طعنهم في الظهر المقوس من سنين الخدمة, أو خاف عليهم ممثليهم من الإفراط بالفرح الذي قد يتسبب بتعرضهم إلى جلطة دماغية اقتصادية تودي بهم إلى الوفاء قبل تعرضهم إلى الموت في زمن الغلاء الذي يعصف بالفقراء “الذين يفترشون الأرصفة و الساحات في العراء المكشوف فمنهم من يلعب لعبة “ضامة” و منهم من يلعب الروندة”. وتعتبر هذه اللعبتين من أبسط اللعب التي تجمع الأشخاص ذلك الزمن إما في منازلهم أو خارجها أما في شهر رمضان تطول الأشواط الى أن يحل موعد الصحور، لما توفره إمكانية تكوينها من أبسط الأدوات. و قد تشبه لعبة “ضامة” نوعا ما لعبة “الشطرنج” في شكلها بالنسبة ل “ضامة ” و لعبة “الكارطة” لعبة “الرامي”، إلا أنهما أقل تعقيدا بكثير.

retraites-maroc 1

و كثيرة هي الأسئلة التي كنا نفوه بها أناسا بين 40 إلى 70 عاما يدمنون على لعب “ضامة”، . و”الكارطة” وتنقضي أعمارهم و نهاياتهم بين آمالنا و طموحاتنا دون أن يشعروا بنا. و رغم معرفتنا بقواعد لعبهم أو لعبتيهم تحديدا و محاكاة تصرفاتهم أحيانا ، إلا أن ثقوب شبكة عقولنا كانت أضيق، فلم نسمح لأي شيء أن يمر دون أن نجربه و نمارسه وأن نكتفي به… و ربما هو الشيء الذي رمانا بين أحضان التكنولوجيا ونحن نكبر. لكن ما الذي تحول فينا و تحول فيهم؟ ولماذا وجدت المكان على حاله و خال و لم أجدهم اليوم؟
إذا رجعنا إلى ما بدأنا به أول هذه السطور، و أردنا أن نبرر غياب تلك الألعاب الجماعية في الشارع، و الشاهد الذي يمكن إضافته هنا هو انتشار مشاريع تعرف بنادي الانترنت أو Cyber، ومثلها تكونت في القرى و المدشر مخصصة لألعاب “Play-station”. حيث يجتمع الأطفال مثل ما اجتمع آبائنا قبل 50 سنة في المقاهي والشوارع. وبغض النظر عن نوعية الألعاب، فهؤلاء القبل كتابة هذه السطور؛ توجهت إلى ذاك السور الطويل والممتد بجانب إحدى الطرق الرئيسية، حيث كنا نقطن قبل 15 عاما، والفاصل بين المساكن و بين المقبرة حيث ودعنا فيها أهلونا. كنا نلعب على طرف من امتداد ذلك السور كرة القدم وقت العصرية، أي قبل أن يحل الظلام فيتحول المكان إلى مركن للسيارات ليلا. كان ذاك الفضاء الواسع هو الذي يجمع الأولاد من كل الأحياء لتقام فيه المباريات لنفس الفئات العمرية. لكن و رغم ارتيادنا المكان معظم الأحيان، إلا أن عائقا كان يحيل بيننا و بين لعبنا و يزاحمنا المكان؛ و هو ذاك الصف المتراص بجانب السور لكبار السن يلعبون لعبة “ضامة”. وتعتبر هذه اللعبة من أبسط اللعب التي تجمع الأشخاص إما في منازلهم أو خارجها، لما توفره إمكانية تكوينها من أبسط الأدوات. و قد تشبه نوعا ما لعبة “الشطرنج” في شكلها، إلا أنها أقل تعقيدا بكثير.
أطفال، كما يقولون، يجدون متعة أكثر في اجتماعهم على اللعب “الافتراضي”، لإحساسهم بنشوة الانتصار “الواقعي”. ….و هل هو فعلا انتصار أم انكصار؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!