تصحيح وتأكيد لإسم مدينة أزمور

2014-06-30T14:37:27+00:00
أزمورجهوية
30 يونيو 2014آخر تحديث : الإثنين 30 يونيو 2014 - 2:37 مساءً
تصحيح وتأكيد لإسم مدينة أزمور

بقلم: عبدالواحد سعادي

أريد أن أصحح لسان المغاربة نحو الصواب حول إسم مدينة أزمور، فالمعجم السادج للعامة ينطقها مدينة مولاي بوشعيب ،فإذا سالت مواطنا بالدارالبيضاء أو طنجة أو طنطان عن وجهته ،أجابك هكذا ” غادي لمدينة مولاي بوشعيب ” والذاهب منها يقول لك ” جئت أو كنت أو زرت مدينة مولاي بوشعيب ،وهو لفظ خاطئ جدا ينطقه لسان حال كثير من المسؤولين والمغاربة على حد السواء،كما أعتبره احتقارا للمدينة وازدراء بها، فمدينة آسفي مثلا ليست هي ” سيدي بوذهب” والدرالبيضاء ليست مدينة سيدي بليوط أو سيدي عبدالرحمان ،فإذا مات المرء انقطع عمله وغير سوي أن تجعل المدينة إسم قبورها أو أضرحتها ،لأن هذه الأسامي من رواسب الاستعمار الفرنسي للمغرب، وعندما عاد الاستقلال كان على المغاربة كي يتخلصوا من هذه الشوائب التظليلية الغاشمة،فلماذا نقول مدينة مكة المكرمة والمملكة العربية السعودية ولا نقول مدينة محمد صلى الله عليه وسلم،أو دولة الرسول عليه السلام،فكذلك الأمر ينطبق على أزمور ،فقولوا مدينة أزمور ولا تنطقوها مدينة مولاي بوشعيب أبدا حتى يولي المسؤولون الكبار اهتمامهم بها ويلتفتون إليها بدل اعتبارهم لها ضريحا وكفى جملة وتفصيلا.

الأكيد الصحيح أن العلامة الصنهاجي الكبير الرداد السارية مولاي بوشعيب استهوته واستقطبته أجواء أزمور العلمية كحظيرة للزهد والتصوف والفقه ومخافة الله فكان بها سالم يسكن بغيرها من الحواظر المغربية لذلك قدم إليها مولاي بوشعيب من بعيد كغيره من الرومان والفنيقيين والقرطاجيين وسائر الدول والحضارات العظمى التي انفتحت شهيتها على هذه الارض المعطاء ،مدينة أزمور جدابة القلوب والعقول” الدار الكبيرة كما يقولون” ،هؤلاء جميعا الذين افتتنوا وسحروا بأزمور.

لم تذهب هذه المدينة لتبحث عنهم ومنهم مولاي بوشعيب إنما جاء بهم عاملين إثنين أولهما الحب وثانيهما الجشع أو الطمع في خيراتها ومكتسباتها الذاتية فهي هكذا إلى حد اليوم تعطي بسخاء ولا تأخذ شيئا ولا تنال إلا الشتمة والعار، وكأني بها تهتف في أذن كل من مر بها أو يقطنها قول الشاعر:” إن أكرمت الكريم ملكته….وإن أكرمت اللئيم تمردا” فكثير منا نحن سكان أزمور لئام ومتمردون تجاه أزمور ،لذا وجب علينا احترام المكان فان له ميزة وقيمة خاصة اذى أولي الألباب ، لا تتوفر لدى كثير من الناس الذين ألهاهم الدهر حتى زاروا القبور مصدقا لقوله تعالى العظيم ” ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ،كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ” فسموا الاشياء باسمائها ان كنتم تعقلون ، وانطقوا مدينة أزمور جزاكم الله وأحاطكم بطيف زهيد من تاريخها المديد السديد.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!