أزمور: بكاء على بياض الورق

2014-07-03T14:23:37+00:00
أزمورثرات أزمور
3 يوليو 2014آخر تحديث : الخميس 3 يوليو 2014 - 2:23 مساءً
أزمور: بكاء على بياض الورق

 

بقلم: عبدالواحد سعادي

التأصيل الثقافي لبروتكول الضريح في استئصال ومحو اسم أزمور

يشهد الواقع المعيش بمدينة أزمور أن معظم ساكنتها اليوم ليسوا أزموريين بالمعنى الأصيل ولاينتمون لثقافة وأعراق وتقاليد المدينة العميقة، وبحكم تشكيلهم للأغلبية المستقرة بالمدينة كان من الطبيعي أن يفرضوا أسلوبهم وسلوكهم وطباعهم وثقافتهم الهشة على سائر أحوال أزمور. هذه الثقافة وذلك السلوك وتلك الممارسات الدخيلة على المدينة هي امتداد  لما كرسه المستعمر الفرنسي الغاشم منذ عهد الحماية بأزمور والضاحية عندما جلب اليها سفلة القوم من كل ناحية مغربية ووفر لهم سوق العمل بالحقول الزراعية واختار لهم أحياء قرب ضريح مولاي بوشعيب كي يقطنوها ،فصار لسان حالهم جميعا يقول نسكن أو نقطن مولاي بوشعيب ،وحين شرع المعمرون في استنزاف خيرات قبائل أزمور شمال المصب أصبحوا يتبرعون بحلاوات أسبوعية للعمال المياومين بضيعاتهم القاطنين بفضاء مولاي بوشعيب كي يقدموها قرابين باسمهم الى الولي الصالح كالشموع والذبائح بهدف طمس معالم المدينة التاريخية واحياء عوالم الخرافة والشعودة في أذهان هؤلاء الناس القادمين من بعيد،الى درجة أن المعمر الفرنسي آنذاك كان يتفقد أو يترصد هماله في مقر اقامتهم بالمدينة كي يقف بنفسه على تطبيق الطقوس التي يأمر بتطبيقها على أرضية مولاي بوشعيب.

فكانوا ينصحون المغاربة الذين لا يتوفرون على ذكر بين بناتهم كي تداوم نساءهم على زيارة الولي الصالح والتبرك به قصد انجاب الولد الذكر ومن تم بدعة – عطاي العزارة -ابتدعها المستعمر الغاشم وليس المغاربة المغلوبون على أمرهم، وهكذا استعان المحتل المحتال على الأرض والعقول ،باليد العاملة المستوردة من بيئة الفقر والبداوة والجهل وزج بها الرومان والبرتغال،لذلك ارتأت استئصال الماض النضالي والقتالي لأهل المدينة وتأصيل ثقافة البرود والجمود والتواكل على ولي المدينة الكبير مولاي بوشعيب ،وعوض المواجهة والمقاومة اكتسب الخرافات والأساطير السبق،الى حين ظهور القائد أحمد التريعي بالحوزية وتنكيله بالفرنسيين وقتل اعوانهم وعملائهم وتعليق رؤوسهم بأبواب المدينة العتيقة بتعاون مع الشرفاء الأزموريين والوطنيين الغيورين الذين استشعروا خطة المستعمر في تدنيس ضريح مولاي بوشعيب ومحاولة تقليص أدوار الزوايا في المواجهة الدينية وكذلك حاول المستعمر اذابة الصف الصوفي الروحاني المتواجد بالمدينة كي يسهل عليه ترسيخ ثقافته الموجهة لساكنة أزمور ،فالى حدود نهاية الستينات كان الفلاحون الفرنسيون المتواجدون بالولجة لاينطقون باسم أزمور وإنما يقولون مولاي بوشعيب ولاتذكر اسم أزمور ،وهي فكرة استعمارية محظة اسسها المحتل الفرنسي ورسخها في عقول المغاربة ورفع شعار الدعوة أليها بهدف الشرك بالله ونشر الفساد والرذيلة بالمدينة وإلهاء الناس عن المقاومة والجهاد.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!