الحسن الثاني : للشعراء المغاربة ” إن أمرنا بتكريمكم رفضوا، وإن لم نكرمهم انتقدوا”

2014-07-14T18:19:21+00:00
سياسةوطنية
14 يوليو 2014آخر تحديث : الإثنين 14 يوليو 2014 - 6:19 مساءً
الحسن الثاني : للشعراء المغاربة ” إن أمرنا بتكريمكم رفضوا، وإن لم نكرمهم انتقدوا”

ازمور انفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي

في عام 1950 دشن ولي العهد المولى الحسن رحمه الله معرض الفنانة مريم مزيان .وفي عام 1951 دشن سموه عيادة الدكتور عبدالكريم الخطيب في الدار البيضاء وفي عام 1989 حدثت واقعة مليئة بالعبر،كاشفة لبعض جوانب شخصية جلالته ففي قصر الصخيرات تقدم من جلالته السيد عبد الوهاب بنمنصور وأسر لجلالته مالم يسمعه سواه،وإذا بملامح الملك يبدو عليها الانفعال والغضب، ففهم الحاضرون أن أمرا خطيرا هذا الذي أسر به مؤرخ المملكة ،وساد صمت رهيب،قطعه جلالته قائلا:” غريب أمر بعض الناس علمت أن وزارة الثقافة ستكرم أحد الشعراء الأفارقة فقلت ،لنكرم أولا شعرائنا وكتابنا ثم نكرم سواهم ،لأن عدم الاهتمام بأدبائنا وكتابنا ،لا يليق بنا،وأمرت أن تكرم وزارة الثقافة الشاعر محمد الحلوي،والآن يبلغني بنمنصور أن الحلوي رفض التكريم الذي أمرت به،إن أمرنا بتكريمكم رفضوا وإن لم نكرمهم انتقذوا” وتبارى بعض الحاضرين في النقد والتجريح واقترح العقوبات،وإذا بجلالته يتوجه إلى أستاذي الكبير،صديقي عند تقاعده السفير المرموق محمد التازي الذي كان يدور في خاطره ساعة هذه الانتقاذات،أن هذا الحلوي الذي يرفض تكريم سيدنا له لاأعرفه،أما شاعر العرش والوطنية ،فيستحيل استحالة قطيعة أن يرفض تكريم سيدنا تصره الله له،قبل الاستقلال وبحلول شهر نونبر يقول التازي كنا نتوقع حدثين هامين ،أحدهما سياسي وهو خطاب العرش والثاني أدبي  وهو قصيدة الشاعر محمد الحلوي مع الفارق الكبير في المقارنة،وكانت قصيدة الحلوي تشغل المجال الأدبي والنقدي شهورا،وكانت الرقابة تحذف منها عند النشر أبياتا عديدة فتطبع  في مناسير وتوزع على الخلايا الوطنية لقرائها وشرحها.

هذا الشاعر يا مولاي لا يبلغ طموحه وتشوفه الى أكثر من أن يكرمه أمير المؤمنين ،فلا يعقل أن يرفض …وان ثبت أنه فعل فلا جزاء له إلا أن يعالج في مصحة عقلية،فهل تأكد سيدنا نصره الله من أن الوزير اتصل به وأبلغه الامر الملكي السامي؟، والسفير التازي يستطرد قائلاك كنت أشعر وكأن جلالته يرغب في أن أواصل دفاعي عن الرجل الغائب والذي أكدت لجلالته أني لا أعرفه شخصيا ولا أذكر أني التقيت به من قبل نفأمر الملك السيد بنمنصور أن يتصل بنفسه بالشاعر الحلوي ويستقصي منه الخبر اليقين وتركنا جلالته وإذا ببعض الحاضرين يقبلونني ويشكرونني على دفاعي عن انسان غائب،وسارعت الى الاتصال بالاستاذ عبدالكريم غلاب الذي يعرف كيف يتصل بالحلوي ويطلعه على الأمر، وبعد ساعة اتصل بي الأستاذ غلاب وأخبرني أن أحدا لم يتصل به ويبلغه بالأمر الملكي، بعد أيام يقول التازي ونحن بالقصر الملكي بالدارالبيضاء يطلع علينا جلالة الملك مبتسما منشرحا وهو يحمل رسالة في يده وقال” التازي معك الحق في موضوع الحلوي، فقد نفي لبنمنصور أن يكون أبلغ بأمرنا بتكريمه ،وبعث لنا رسالة بليغة يشرح فيها عواطفه ومحبته لنا وتعلقه بالعرش ، فقلت لجلالته الملك إن الحلوي مريض بالسكر فأصدر أمره السامي يتتبع حالته وتقديم ما قد يحتاج من علاج.

القصة هذه تحدثنا بوقائعها عن انسانية الحسن الثاني طيب الله تراه وتبصره وتأنيه في اتخاذ أي قرار الا بعد استكمال موضوعه من كل جوانبه،فلا أثر للانفعال السريع في مواقفه،وإذا أشير عليه برأي لا يرفضه اعتباطا ،وانما يستمع لك في انتباه يقظ.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!