لا يمكن للشرطة أن تحل محل الآباء في القيام بدورهم التربوي

2014-08-01T15:25:51+00:00
تربية و تعليم
1 أغسطس 2014آخر تحديث : الجمعة 1 أغسطس 2014 - 3:25 مساءً
لا يمكن للشرطة أن تحل محل الآباء في القيام بدورهم التربوي

أزمور أنفو 24 المتابعة: عبدالواحد سعادي

كثيرا ما نتطرق من خلال تربيتنا وتلقيننا لتلامذتنا كأساتذة  ومن خلال تواصلنا مع الآباء كفاعلين بجمعيات آباء وأولياء التلاميذ باسلاك الابتدائي والاعدادي والثانوي الى دراسة الاسباب التي تؤدي الى انحراف ابنائنا والزج بهم في طريق الاجرام ـوغايتنا من هذا العمل هو التأكيد على ان كل مجهود يبذل في سبيل القضاء على الاجرام والمجرمين في مجتمعنا  يجب أن يواكبه مجهود آخر وقائي يتمثل في تجنب الأسباب والدوافع التي تؤدي ببعض  المنحرفين الى ارتكاب الجريمة منذ الصغر.

ولعل من أخطر هذه الاسباب هو انعدام الرقابة الأبوية على الأبناء،والتقصير في الرقابة قد يكون ناشئا عن سوء ظروف السكن أو تشتت الاسرة ″الطلاق″ أو اضطرابات سلوك الأبوين بصفة عامة،فالطفل الذي لا يخضع لأي رقابة أو تعامل معه ″بفشوش″ زائد سرعان ما تجذبه الملذات الساقطة المتعددة و ″الدسارة″ السلبية، وهذه الحالة تعتبر نقطة انطلاق بالنسبة للطفل في مجال المغامرة واللهو وحب الظهور ،فيبدأ في ارتياد الاماكن المشبوهة والمقاهي والملاهي ومعاشرة  رفقاء السوء ومعاشرة الفتيات لغايات غير أخلاقية وتعاطي التدخين والمخدرات بأصنافها .

لكن للحصول على هذه الملذات يحتاج الطفل الى مساحة من الحرية غير المقيدة  بتوجيه ونصح  الوالدين وإلى النقود كذلك ، ومن هنا يفقد الطفل مناعة الارشاد الحياتي في الصبا ومن هنا ينزل الاطفال المراهقون الى طريق السرقة بكل أنواعها ،وقد يتطور الامر أحيانا الى عدم العودة مساء لعش الاسرة والى الاعتداءات اليلية لابتزاز الاموال ،وهم في ذلك لا يتركون أي مكان لارتكاب هذه الاعمال ،في الازقة والاسواق والمتاجر والمنازل ،ووجود الطفل وسط جماعة أو عصابة من الأقران المنحرفين يكسبه جرأة كبيرة ،وخروجا عن أعراف وتقاليد ونظم وقيم وسياق المجتمع العام،أو انسلاخه عن الحياء والخلق الحميد ،بل ان بعضهم يدفعه عنفه وتجرده من الاخلاق العامة وحب الزعامة وعامل ″خالف تعرف″ الى ارتكاب ما لا يجرؤ الشيطان على ارتكابه على غرار التشرميل مثلا وقتل الاصول كالأبوين وانتهاك الحرمات وهتك عرض الاخوات واغتصاب الامهات يا لعوادي بالله.

وهكذا فان ملذات الشارع تفسد الميول العميقة للاطفال الذين يتركون طليقين بدون رقابة و لا رعاية أبوية ،فيسلكون طريق الشر ويعادون مجتمعهم في سبيل الحصول على المال او إفساد مقوماته وتوابثه الاجتماعية ،والسرقات التي يرتكبونها تولد في نفوسهم ميولا جديدا فيخاطرون أكثر وهم يشعرون باللذة والمتعة والتفوق العنفي اللفظي والجسدي ويحسون بالتضامن فيما بينهم للسطو أو تصفية الآخر.

فما هو موقف الامن الوطني أو الشرطة إزاء هذا الانحلال والانحراف والتشرميل الذي يصيب ناشئتنا؟

الحقيقة أن الشرطة مهما تنوعت مصالحها وفرقها المكلفة بمراقبة الأحداث ووقايتهم من الاجرام ،ومهما بذلت من جهد لتوجيههم والأخذ بيدهم والليونة والمرونة في التعامل معهم،فهي لن تستطيع أن تحل محل الآباء في دورهم التربوي ،لأن الامر لا يصل بين يديها غالبا الا بعد فوات الأوان.

هذه أيها الآباء وأيتها الامهات العواقب التي تنجم عن التقصير في رقابة أبائكم أو تدليلهم″بالفشوش″ أكثر من اللازم ،فإذا كنتم تكنون لهم الحب والعطف والحنان وتطمحون في أن يشبوا رجالا شرفاء وبناتا  شريفات يفيدونكم ويفيدون مجتمعهم ،وإذا كنتم لا تريدون أن يجلبوا لكم الخزي والعار والمتاعب والمشاق ويعز عليكم أن تروهم في قفص الاتهام مجرمين متهمين أمام المحاكم عندما يصيرون كبارا ،فراقبوهم منذ الصغر ،وعلموهم الاداب والحياء والقناعة واحترام الناس والوطن ،وأولوهم العناية اللازمة والرعاية الحازمة ،ووجهوهم الوجهةالصالحة ،ولا تدعو لهم الحبل على الغارب،فالفرس أو الجواد الشهم إذا غفلت عن إحكام زمامه أو لجامه هرع بك الى الهاوية وأسقطك أرضا جريحا أو قتيلا ،فشدوا اللجام جيدا وشدوا الحزام  وشمروا على سواعدكم تجاه أبائكم ،وإلا توقفوا عن إنجاب عفاريت مجرمين ينغصون على المغاربة عيشهم واستقرارهم الأمني ،وهذا واجب مفروض عليكم بحكم أبوتكم لهم،فلا تتملصوا منه وتلوحون باللائمة على المدرسة أو الشرطة ،واعلموا أنكم المسؤولون الاوليون عن انحرافهم وزيغانهم وكأننا بكل شاب منحرف تقوده تصرفاته الاجرامية الى  قفص الاتهام ،يقف ولسان حاله يقول : هذا جناه أبي ، وما جنيت على أحد ،ولا تنسوا أن تقدموا للمدرسة طفلا سنه ست سنوات شرب حليبا نقيا ومهذبا وطاهرا مستعد للتلقي يسهل معه التعامل عوض عفريت صغير لا يستحي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!