أزمور أنفو24 المتابعة:سعيد الخاتيري
تعتبر مدينة ازمور من اقدم المدن التاريخية على صعيد بلدان العالم العربي والاسلامي وعلى الصعيد العالمي أيضا، وذلك بالنظر إلى مخزونها الثقافي والتراثي العريض الذي تتوفر عليه، هذا التراث الذي تراكم طيلة المراحل والقرون التي مرت منها المدينة مند ما قبل الميلاد وكدلك عبر الحضارات التي تعاقبت عليها، هذا الإرث الثقافي المتنوع المتراكم طيلة قرون من الزمن، خلق تشكيلا حضاريا متنوعا سجل حضوره في جميع الميادين، مما يجعل المدينة في حاجة ماسة لهدا الاعتراف الدي سيسمح لها باستغلال تلك المؤهلات التي تتجلى في التراث الاسلامي والبرتغالي والاسوار التاريخية المطلة على نهر ام الربيع اضافة الى القبطانية او دار السلاح – ضريح ابراهام مول نيس – الزوايا المنتشرة في المدينة – المساجد العتيقة كالمسجد الاعظم ومسجد القصبة – نمط المعمار الاسلامي واليهودي (الصابا – الرياض – ساحة ابراهام مول نيس) – سيدي وعدود – المقبرة اليهودية ….اضافة الى التراث الروحي المتمثل في فن السماع والمديح وفن الملحون والصناعة التقليدية ( الطرز الزموري -الحياكة ..)…. نتيجة لما تزخر به هده المدينة ، وما تتوفر عليه من امكانيات ثقافية ـ سياحية مهمة، يجعل مطلب تصنيفها من طرف منظمة اليونسكو كتراث انساني عالمي لامادي ضرورة ملحة مقارنة مع المواقع والمدن المغربية التي تم تصنيفها كالمدينة القديمة للجديدة وتطوان والصويرة ومراكش ومكناس واماكن اخرى اخرها مدينة الرباط ، ولان التصنيف يتطلب مجهود كبير للإقناع والترافع من خلال ملف يتضمن الوثائق التاريخية والصور وكل المقومات التي تعزز مكانة المدينة التاريخية اضافة الى ضرورة انخراط السلطات المحلية والمجالس المنتخبة في الاعداد والمساعدة عبر تسهيل عملية الحصول على المعلومات والوثائق لتصنف المدينة موقع ثقافي مغربي وهدا سيكون بمثابة بداية الشروع في إنقاذ المدينة العتيقة والذي سيكون له تأثير ايجابي على الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية، كما سيساعد هذا التصنيف على منح المدينة مخططا دائما للإنقاذ وإعادة الاعتبار، وهدا سيعطي دينامية سوسيو ـ اقتصادية، و إشعاعا قويا سيمكن من أن تصبح ازمور أحد اقطاب السياحة الثقافية. ان الوضعية التي توجد عليها بعض المؤسسات الثقافية والمعمارية (المساجد، المدارس العتيقة، الرياضات القديمة، الأضرحة، الأبراج، الأبواب والأسوار•••الخ) تفرض الاسراع في انقادها وصيانتها لهدا علينا ان نربط استراتيجية الانقاذ بسياسة التخطيط الحضري(التنمية المحلية). وبين الاهداف الاقتصادية ( السياحة – الرواج التجاري- الاستثمار )والاجتماعية (خلق مناصب – التشغيل – محاربة الفقر ) . كما ان السياسات الثقافية لها دور كبير في التعريف بالمدينة وبتراثها الدي يحتاج الى التجميع والحفظ واصبح معه مطلب متحف يصون الذاكرة الازمورية الغنية ضرورة ملحة. ان الشروط التي تتطلبها عملية التصنيف متوفرة في المدينة ولكن ما نحتاجه في الظرفية الحالية هو فريق العمل المتجانس لإعداد الملف والقادر على ادماج كل المتدخلين من ابناء المدينة والمسؤولين وكدلك الباحتين الاركولوجيين من اجل الترافع لإقناع منظمة اليونسكو بأحقية المدينة بهذا التصنيف كترات انساني عالمي منسي. وهناك عشرة معايير تضعها اليونسكو عند الاختيار ينبغي ان يتوفر شرط واحد على الاقل عند رفع الملف الى لجنة الترات العالمي التي تجتمع مرة كل سنة وللتذكير فقد انطلق برنامج تصنيف المدن والماتر من خلال اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والذي تبناه المؤتمر العام لليونسكو والذي عقد في 16 نوفمبر 1972. و فقد صادقت 189 دولة على هذه الاتفاقية من بينها المغرب ويهدف هدا البرنامج إلى تصنيف وتسمية والحفاظ على المواقع ذات الأهمية الخاصة للجنس البشري، سواء كانت ثقافية أو طبيعية. ومن خلال هذه الاتفاقية، تحصل المواقع المدرجة في هذا البرنامج على مساعدات مالية تحت شروط معينة كما انها تدرج في البرامج السياحية . عموما هده مبادرة مدنية مستقلة تهدف تجميع الكفاءات المحلية للتعاون والتنسيق من اجل الدفاع عن هده المدينة العتيقة باعتبارها كنزا مشتركا للجميع وجب الحفاظ عليه وابراز مقوماته. مما سيسمح بالتعريف بشكل أفضل على مختلف الحلقات المكونة للمشهد الأثري والتاريخي، عبر المدارات التالية : – مدار الاقواس والاسوار والقلاع – المدينة العتيقة والملاح – مدار المساجد والزوايا – مدار الصناعة التقليدية ( مشروع دار الصانع) – القنطرة القديمة – ساحة ابراهام مول نيس – المقبرة اليهودية. ولأجل دلك نطرح مقترح عملي لهده المبادرة ودلك عبر التسلسل التالي : *تكوين فريق العمل. *عقد لقاءات اولية للتشاور. *وضع مخطط عمل . *تهييئ الملف. *عقد لقاءات مع السلطات المحلية والمنتخبين *التبني الرسمي للملف من طرف المجلس البلدي والشركاء المدنيين. *انطلاق عملية الدعاية والاشهار عبر كل الوسائل المتاحة. ملحوظة : لابد من التأكيد على ان شركة العمران اخلت ببرنامجها الرامي الى تأهيل المدينة العتيقة وظل البرنامج متعثر مند سنوات ولم يبقى من المشروع سوى تلك اليافطة المنصبة امام باب المخزن.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=15909