المتابعة: جمال اصطيفي
في خطوة غير محسوبة، قام كريم العالم مدير دورة كأس العالم للأندية 2013 بـ”استفزاز” الرجاء البيضاوي أول أمس الثلاثاء، قبل مباراة الفريق أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي، وهو يرتدي قميص بايرن ميونيخ الألماني المشارك في البطولة.
أثارت الواقعة استياء مسؤولي الرجاء، وطاقمهم التقني ولاعبيهم، خصوصا أنها أظهرت عدم احترام من طرف كريم العالم مدير الدورة والحامل للجنسية المغربية، لفريق الرجاء، بل وجاءت لتنضاف إلى ما يعتبره مسؤولو الرجاء عدم اهتمام بهم، وكأن الفريق يمثل نيوزيلندا وليس المغرب، بحسب تأكيداتهم.
إن من حق كريم العالم مدير دورة كأس العالم، أن يرتدي القميص الذي يشاء، لكن هذا الحق لا يمكن أن يمارسه وهو يحمل صفة مدير دورة، بل إنه يمكن أن يقوم بذلك في منزله، أو وهو يتنزه، أو عندما يدفع ثمن تذاكر الطائرة والملعب من ماله الخاص، وينتقل إلى ملعب أرينا بميونيخ لمشاهدة الفريق الألماني وتشجيعه.
لو قام العالم بهذا الأمر، وهو يحمل هذه الصفة أثناء استقبال منافس لبايرن ميونيخ الألماني، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولوجد نفسه في قلب “العاصفة” سواء من طرف مسؤولي الفريق أو من الصحافة، لحسن حظ العالم أنه قام بذلك مع فريق مغربي يلعب ببلده وأمام جمهوره، وبلا شك فإن مسؤوليه سيحتفظون ببعض الصواب، بما أن البطولة تجرى بالمغرب.
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها العالم بمثل هذه الأخطاء، لقد سبق أن قام الرجل بأخطاء كارثية في تدبير الكثير من الملفات، لكن بدل أن يوضع على الرف فإن علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة كان يكافئه في كل مرة بمنصب أو بموقع جديد.
إن تنظيم كأس العالم للأندية من شأنه أن يضع المغرب على المحك في عدة مستويات، كرويا وتنظيميا وإعلاميا.
للأسف الشديد، اللجنة المحلية المنظمة للمونديال، تعاملت مع الصحافة المغربية بطريقة أقل ما يقال عنها إنها تفتقد للاحترام، والنضج، والاحتراف.
إذا كان النقل التلفزيوني للبطولة يفرض اقتناء حقوق النقل، فإنه في كل بلدان العالم يكون للصحافة المحلية موطئ قدم وتسهيلات على مستوى الاعتمادات بتنسيق مع الاتحاد الدولي، بيد أن مسؤولي اللجنة المحلية وزارة وجامعة وعلى رأسهم مدير الدورة كريم العالم، تعاملوا مع الصحافة المغربية بمنطق العدو وليس الشريك، ولذلك، لم ينتبه أي من هؤلاء إلى أن مسطرة الاعتمادات الدقيقة لدى (فيفا) ستحرم عشرات الصحفيين من متابعة هذا الحدث وإعطائه ما يستحق من اهتمام.
كريم العالم، ظل يفكر في ما سيحصل عليه من تعويضات، وفي نوعية الفنادق التي سيقضي فيها لياليه، والجامعة لا نحتاج إلى نقول إنها في شرود، أما الخاسر فهي صورة المغرب، الذي لا يختار مسؤولوه للأسف ذوي الكفاءة وذوي بعد النظر لتولي مناصب حساسة ومهمة.
المساء
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=2661