ازمورانفو24:إبراهيم زباير
شهدت رحاب جامعة شعيب الدكالي وبالضبط مدرج الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، ندوة وطنية في موضوع:” الصناعات الثقافية والابداعية وتحديات التنمية “، من تنظيم الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة ومؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجمعية جهات المغرب وبتعاون مع جامعة شعيب الدكالي بالجديدة.
وعرفت الجلسة الافتتاحية للندوة كلمة ترحيب وشكر الشركاء من قبل رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، فكلمة الكاتب العام لقطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل عبد اللطيف عفيفي الذي قدم اعتذار الوزير لظروف طارئة، ثم كلمة رئيس جامعة شعيب الدكالي، يحي بوغالب، تلتها كلمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة حسن قرنفل، وتدخل محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم.
وأجمعت مداخلات الاساتذة السالف ذكرهم على قابلية الاستثمار في التراث الثقافي، حيث تمت الإشارة إلى تربع الثقافة على عرش المبادلات التجارية، رغم تحديات التنافسية الدولية، التي دفعت بالمؤسسات الثقافية المغربية للمساهمة في هذه الصناعة( الصناعة الثقافية )، بحس تفاعلي، فأضحت رافعة من رافعات التنمية الشاملة، حيث التنوع الثقافي والفني، والتعدد اللغوي، وغنى الابتكار والإبداع، في تراثنا الثقافي المادي واللامادي بتعبيراته المتعددة ، ذات البعد الفني والحمولة الرمزية، حيث روائعنا الثقافية مدونة ومسجلة لدى اليونسكو، لتصبح خلفية لوجستية داعمة للثقافة التي تتوفر على مؤهلات واعدة تحتاج لانخراط جميع الفعاليات وعلى راسها النخب الفكرية والابداعية أملا في ربح رهان صناعات ثقافية، وتعزيز التواصل، وتسليط الضوء على الأهمية الكبرى لهذه الصناعة التي تعد مكونا من مكونات الاقتصاد الذي يوجد في صلب النموذج التنموي الجديد، ومواكبة تحولات الانفتاح على تجارب مجموعة من المتطلبات وخلق فرص شغل جديدة، ( علما ان الاقتصاد الإبداعي يوظف 32 مليون شخص في العالم)، ودعم القطاع وتكريم شخصيات لاسهاماتهم لجدارتهم ومكانتهم العلمية، وتحفيزهم على المثابرة والعطاء، ولم يفت المتدخلين الإشارة لظروف الجائحة التي فرضت تأخير انعقاد هذه الدورة التي كان مقررا لها الالتئام في 2019 ، وتاجلت أربع مرات، ورغم ذلك، فهذه الصناعات( الثقافية )قاومت في مجالات التوزيع والإبداع والنشر والأنشطة المختلفة، واستمرت لتنبعث رأسمالا لا ماديا يسهم في إشعاع الدولة وابرازها على الساحة الدولية، إلى جانب هاجسها المتمثل في الإبداع وصناعات الفنون الجميلة والسينما والمسرح والفنون الشعبية، والحلقة والعمارة، وهي اليوم في حاجة لانخراط الفاعلين أمام التحدي المطروح اليوم والمتمثل في ربط الثقافة بالتنمية وابتعادها عن الطابع الفولكلوري، إذ لا ثقافة بدون تنمية، ولا تنمية بدون ثقافة.
ولم يفت المشاركين في التنبيه للعلاقات الدولية المتوثرة حاليا، وويلات الحرب على الجميع، وعلى كل المجالات والقطاعات، لذا أصبح الاستعجال ضرورة ملحة في التفكير والتأطير والبحث والتكوين على عاتق الجامعة بل ومن مهامها الأساسية، لأن الإبداع من صناعات الغد، والصناعات المستقبلية.
وتمت الإشارة إلى استعادة العافية ببطء بعد معاناة انعكاسات شملت جميع مناحي الحياة، ما زاد من تشبثنا بالحياة، وتثمين الثقافة ، وايلائها أهمية قصوى لتجاوز العجز البنيوي الذي يكون قد أصاب مجتمعنا، ولأن الثقافة عصب الحياة الذي يربط الماضي بالحاضر من أجل المستقبل، علما أن الثقافة ليست علما ضيقا، فهي حاضرة في أخلاق وممارسات والمعيش اليومي، بل هي إطار يجمع بين الفكر والممارسة.
وعلى هامش هذه الندوة تم تكريم تلة من الأساتذة( زهور كرام، وفتيحة الطايب، ورشيدة حزم، وهاجر الصافي، وعبد الواحد مبرور، ويحي بوغالب، وحسن قرنفل، ليعقب هذه المداخلات حفل فني مع فؤاد طرب وعزالدين منتصر.
وفي المساء ، تعاقبت المداخلات في جلستين، الأولى برئاسة ذ. محمد السيدي الذي قدم المتدخلين:
ذة. زهور كرام في موضوع:” الصناعات الرقمية ومهن المستقبل”، وذ. عبد المجيد النوسي في موضوع:” الثقافة من المحلي إلى الكوني/ دكالة نموذجا”، ثم تناول ذ. عبد العزيز أزغاي موضوع ” الصناعات الثقافية، في معنى المفهوم وفاعليته الاقتصادية “، وعرض ذ. إدريس المرابط ” في الثقافة الشعبية “.
وعرفت الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ يوسف الكواري، تناول فيها الأساتذة: محمد الداهي موضوع ” تيسير ولوج الثقافة ودمقرطتها “، وجمال فزة في موضوع ” الوصل بين العلم والتقنية أساس التنمية ” ، لتختتم فاتحة الطايب بموضوع ” قطاع الترجمة في المغرب وافاق التنمية “.
هذه المواضيع سنعرض لها بتفصيل في مقالة مستقلة.
والجدير بالذكر أن هذه الندوة تابعها المديران الإقليميان للثقافة ذ. عريس، والشباب والرياضة ذ. أنس السملالي، ونائبة رئيس المجلس البلدي لمدينة الجديدة ذة. أمينة عفان، واساتذة جامعيون و نساء ورجال الصحافة والإعلام ،وطلبة جامعيون، وجمهور من المهتمين.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=49762