أزمور انفو24:
في سياق الاحتفالات بعيد العرش المجيد وحلول الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين نظم المجلس العلمي المحلي للجديدة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية ندوة علمية يوم الخميس 19 يوليوز 2024م بمسجد البراكة الحمراء بجماعة سيدي علي بنحمدوش ندوة علمية في موضوع: “البيعة الشرعية وإمارة المؤمنين، اختيار سلف والتزام خلف” .
وافتتحت هذه الندوة بقراءة جماعية لما تيسر من القرآن الكريم.
وفي مداخلة في الموضوع تطرق الأستاذ حسن العباري عضو المجلس المحلي للجديدة إلى سياق هذه الندوة العلمية التي تأتي بمناسبة عيد العرش المجيد وهي مناسبة وطنية عزيزة تعود علينا كل سنة بمزيد من التقدم والازدهار، وعيدُ الافتخار بالتقاليد والأمجاد، إنه عيد المغاربة كلهم، بما يرمز إليه من التلاحم القائم بين العرش والشعب المبني على الإخلاص والوفاء، وأضاف أن هذا العيد هو مناسبة لتجديد البيعة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وذكرَّ بمفهوم إمارة المؤمنين ومستنداتها الشرعية من القرآن الكريم والسنة والإجماع والأدلة العقلية، كما تحدث عن أسسها المتجلية في البيعة وأهل الحق والعقد، مذكرا بمقتضيات البيعة المتجلية في السمع والطاعة لأمير المؤمنين، ولزوم الجماعة، والدعاء والنصرة…، كما استحضر المتدخل في كلمته مقاصد الشارع الحكيم من وجوب تنصيب الأمير ومبايعته ومنها: توحيد المرجعية الدينية للأمة وحماية ثوابتها صونا لها من الفرقة والنزاع، وتنظيم الشأن الديني بالإشراف على الفتوى والاجتهاد والسياسة الشرعية وصون المقدسات، وإقامة العدل بصون الحقوق وحفظ الحريات، وحماية حوزة البلاد وأمن العباد من كل عدو داخلي أو خارجي يهدد سيادة الأمة وأمن مواطنيها…ليختم مداخلته بواجب المواطنين اتجاه أميرهم مذكرا الحضور بضرورة توقير الأمير وإجلاله والدعاء له والسمع والطاعة له.
أما المداخلة الثانية فقد تحدث فيها الدكتور عبد العظيم مجيب عضو المجلس العلمي المحلي للجديدة عن أهمية البيعة الشرعية لأمير المؤمنين وثمراتها في حياة المسلمين؛ فبالإمارة تستقيم أمور المسلمين، ويتحقّق الأمن والاستقرار في البلد، كما أنّ لأمير المؤمنين دوراً أساسيا في رعاية مصالح الرعية، وأوضح في كلمته أن من أهم ثمرات إمارة المؤمنين حفظ الكليات الخمس للشريعة الإسلامية.
أما الإمام المرشد الأستاذ عبدالرحيم العزاوي فقد تلى على الحضور نص البيعة الشرعية لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وفيما يلي نصها:
“الحمد لله الذي جعل الإمامة العظمى أمنا للأمة ونعمة ورحمة، وجعل البيعة ميثاقا، والطاعة لأولي الأمر عهدا ووثاقا، فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْه اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، وقال مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية”.
وإنه لما قضى الله بوفاة أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين، وإمام المسلمين في هذا البلد الأمين، جلالة الملك الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن قدس الله روحه وطيب ثراه، وعطر بأريج الرحمة مثواه، ولما كانت بيعته الشرعية في أعناق المغاربة جميعا من طنجة إلى الكويرة، وكانت البيعة من الشرع، وهي الرابطة المقدسة التي تربط المؤمنين بأميرهم، وتوثق الصلة بين المسلمين وإمامهم، وكان فيها ضمان حقوق الراعي والرعية، وحفظ الأمانة والمسؤولية، وسيرا على المعهود في تقاليدنا الملوكية المرعية، والتي بفضلها تنتقل البيعة بولاية العهد من الملك إلى ولي عهده من بعده، فإن أصحاب السمو الأمراء وعلماء الأمة وكبار رجالات الدولة ونواب الأمة ومستشاريها ورؤساء الأحزاب السياسية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية الموقعين أسفله، إذ يعبرون عن ألمهم بفقدانهم لرمز الأمة سليل الملوك العلويين الكرام، وواسطة عقد الأئمة العظماء الأعلام، مولانا الحسن بن مولانا محمد بن مولانا يوسف بن مولانا الحسن، ويبتهلون إلى الله جلت قدرته وتجلت عظمته أن يسكنه فسيح الجنان، ويحسن إليه أكبر الإحسان، على إخلاصه وتضحيته، وأدائه الأمانة على وجهها، ووفائه بالرسالة بأكملها، يقدمون بيعتهم الشرعية لخلفه ووارث سره صاحب الجلالة والمهابة أمير المؤمنين سيدنا محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن جعل الله أيامه أيام يمن وخير وبركة وسعادة على شعبه وبلده، وحقق على يديه الكريمتين آمال هذه الأمة الوفية المتمسكة بعرشه والمتفائلة بعهده، ملتزمين بما تقتضيه البيعة من الطاعة والولاء والإخلاص في السر والعلانية والمنشط والمكره طاعة لله عز وجل، واقتداء بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، سائلين الله لأمير المؤمنين طول العمر ودوام النصر والعز والتمكين”.
وتخلل هذا الحفل البهيج – الذي عمل على تسيير فقراته بشكل سلس وممتع الإمام المرشد بوشعيب القز- قراءات فردية وجماعية للقرآن الكريم وأمدحا نبوية من طرف أئمة وفقهاء القبيلة.
وحضر هذا الحفل جمع غفير من سكان القرية والقرى المجاورة، وممثلو المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والمجلس العلمي والأئمة المرشدون” عبد الرحيم العزاوي والمصطفى الجزولي وبوشعيب القز، وممثلوا السلطة المحلية.
وختمت هذه الندوة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين على ما بذله و يبذله من جهود لضمان العيش الكريم لرعيته بكامل ربوع المملكة المغربية الشريفة.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=52642