أزمور حاضرة تحتضر

2014-06-17T23:23:45+01:00
أزمور
17 يونيو 2014آخر تحديث : الثلاثاء 17 يونيو 2014 - 11:23 مساءً
أزمور حاضرة تحتضر

بقلم: العباس الفراسي

أقبل الصيف و لا زالت شوارع مدينة أزمور مدمرة و غير ملتئمة بفعل أشغال التجميل التي طالت و استطالت، و يذكرني هذا الدمار بما كانت تعيشه مدينتين شماليتين، هما المضيق و مرتيل، إلا أن هاتين الاثنتين قطعتا سنين ضوئية من الإصلاح و التزيين إلى حد انك لا يمكن أن تتذكر الحالة الأولى للمدينتين، إذ صارتا قبلة للسياح من كل حدب و صوب. بل إن سكان سبتة المحتلة لا تحلوا لهم نهاية الأسبوع إلا في أحضان مطاعم مرتيل أو الرنكون.

41111

rampart

index

و عودة لهذه المدينة الجميلة أزمور فقد سئم الناس فيها العيش، و كره الأبناء و الغرباء الخروج و التجوال في الشوارع، فالحفر في كل مكان و الغبار يعمي العيون و لا مرافق للترفيه أو أماكن للاستجمام. النهر ملوث و المدينة القديمة قتلت و أسوارها ردمت و تردم، و البحر لم يترك فيه ناهبوا الرمال إلا الحجر الصفوان، و الطريق الساحلية قطعتها البورجوازية المتعفنة بمنتجع سياحي فحرمت المدينة من محور الساحل. و حينما تسال عن السبب يزداد العجب. فهناك من يقول أنها مدينة مغضوب عليها، و هناك من يقول إن أهلها هجروها، و الآخر يشبعها شتما، و الكثير يحبها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، و العديد من الناس يقول إن البراني خرب البلد. وكل هذه الترهات تشكل العصا التي يتكئ عليها مدبرو الشأن المحلي، فبالله عليكم هل الغاضب على المدينة هو من ترك سور المدينة القديمة يتهدم و يعاد بناءه بالاسمنت المسلح و هو الشاهد على الماضي التليد للمدينة؟ هل البراني هو من حمل خوردة الأعمدة الكهربائية من الجوطية ليضعها في شوارع المدينة؟ هل الآخر هو من زين كورنيش النهر و تركه مظلما لينهب اللصوص حواجزه الحديدية، هل الحاقدون هم من تركوا المدينة بلا مرافق رياضية،،،، إن اللائحة تطول فالجرائم كثيرة و لا من يحاسب و لا من يراقب، لكن ما يحز في النفس هو الصمت المطبق للساكنة و كأن وحشا مخيفا أكل ألسنتهم كما أكل الشابل و جثا على صدورهم فكره النهوض. إن المسؤولية ملقاة على الفنانين و الرياضيين و المثقفين، و رجالات أزمور في المهجر و المؤرخين و الطلبة و الأدباء لان أزمور تراث حضاري و إنساني ملك لكل فاضل و إنسان يكره الفساد و المفسدين.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: Content is protected !!