أزمور أنفو24 المتابعة: عبدالواحد سعادي.
حدثنا والدنا رحمه الله المخضرم في سلك أعوان السلطة بين فترة الحماية وعهد الاستقلال عن آبائه من قبله في نفس الاطار منذ عهد مملكة السلطان الحسن الاول رحمه الله مرورا بالسلاطين مولاي يوسف والاخوة مولاي عبدالعزيز ومولاي عبد الحفيظ ،أن حراس المخزن أو الشيوخ والمقدمين في الفتوة الرابطة بين أواخر القرن التاسع عشر إلى حدود عام 1962 من القرن العشرين كان يتم اختيارهم حسب موقعهم في أعلى هرم القبيلة ،بمعنى أن يكون عون السلطة أكثر الناس مالا وأقواهم شهامة وأكبرهم سنا وأبرزهم مطامر للحبوب وفدادين للزراعة وقطعانا للمشاية ،حتى لا يطمع في جيوب رعايا السلطان ولا يمديده لهم،وحتى تكون كلمته مسموعة وأمره في الفصل بين الناس محتوما ومطاعا،وقد سجل تاريخ المخزن المحفوظ أن مطامر ومخازن الزرع التابعة لملكية شيوخ القبائل إبان الأزمة العالمية 1929 وإبان عام البون أفرغت من مخزونها عن آخرها لفائدة المغاربة بالمجان بعد أن أضحوا يحبون عن أربع يحفرون عن نبتة العنصيلة وغيرها من نبات الأرض كي يسدون بها جوعهم الضارب.
بعد هذه التوطئة وصلنا إلى القرن الواحد والعشرين لنطرح السؤال كيف حال مقدم وشيخ الألفية الثالثة؟
واحد من الرعيل المتبقي عن زمن سبعينات القرن الماضي إسمه المقدم عزوز بمدينة البئر الجديد تستوقفنا وضعيته الإدارية الشائكة والمعقدة التي أوحت لنا برسم العنوان أعلاه ،تحيلنا هذه الوضعية غير السوية إلى معاناة هذه الشريحة من الشعب التي تعرض خدمات جليلة للدولة لكنها لا تجني من وراء تضحياتها وتفانيها في جمع العمل ليلا ونهارا سوى النظرة الدونية والاستخفاف بها من طرف المجتمع ،لأن وزارة الداخلية لم تضمن لها هبتها ووقارها مقابل ما تسديه للوطن من خدمات جليلة فبموجب التقسيم الإداري لسنة 1992 ترقت جماعة البئر الجديد القروية الى جماعة حضرية أو بلدية ،كان عزوز مقدما بالمجال القروي ،أصبح بدوره مقدما حضريا وقد قضى زهاء أربعين سنة عونا للسلطة ،هذا الرجل المسن عمل بالمجال الحضري 22 سنة ،لكن ملفه الإداري لا زال يحتفظ له بمقدم في المجال القروي، لا يستفيد كبقية زملائه بالمدينة بأجر شهري يوازيهم ولا تعويض مادي آخر وقد يخرج منها بدون إحالة على سن التقاعد ، وحتى لا يخرج خاوي الوفاض من وزارة الداخلية ،أثرنا هذا الموضوع من أجل إيجاد إمكانية أو صيغة قانونية لمعالجة ملفات هؤلاء أعوان السلطة الذين اشتغلوا بالوسط القروي ثم الوسط الحضري ،فخانهم التقدم في السن واستحال على السلطة المحلية أو الإقليمية تسوية وضعيتهم الإدارية والمالية ،وما دام خدام الأعتاب الشريفة هؤلاء يتوزعون على كافة أقاليم المملكة وليس البئر الجديد وحده ،فلماذا لا تفكر وزارة الداخلية في إيجاد مخرج قانوني لهذه الشريحة من المقدمين والشيوخ إنصافا وتقديرا وإكبارا لهم عما قدموه لصالح وطنهم وملكهم من أعمال ! ؟
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=11103