أزمور أنفو 24 المتابعة:
يتطلب تدبير المعيشة نوعا من السياسة الاقتصادية اليومية التي ينصب همها على تسيير شؤون المنزل المغربي ،وتعني هذه السياسة في نهاية المطاف توفير ميزانية الصرف على بطون أفراد الأسرة المغربية ،وما تتطلبه من البحث عن مصادر تمويل تلك الميزانية …وقد تتسبب هذه السياسة في سقوط ضحايا من غير المسؤولين المباشرين على تمويل السير العادي للأسرة.
يمكن الحديث في مستوى أول عن ميزانية الأسرة المغربية التقليدية التي كان يترأسها الأب الذي يتدبر أمور تلك الميزانية،يتكفل بشؤون تسيير الاقتصاد المنزلي ويتحمل المسؤولية المباشرة في تقلبات أزمته وضرورة إيجاد حلول مواجهتها.
تطور المجتمع المغربي وتعقدت أمور الأسرة وتشعبت ميزانية المنزل المغربي فتعددت مصادر تمويلها ،وظهر على المشهد الأمامي منها مسيرون جدد،يترأسون مهمة التسيير المالي في ظروف الأزمة التي تمر منها الأسرة المغربية المغلوبة على أمرها.. إنهم الأبناء والبنات الذين وجدوا أنفسهم مورطين في مواجهة قدر تحمل مسؤولية القيام بالدور الذي كان يقوم به الأب …وهن الزوجات اللواتي جعلتهن ظروف زواجهن المأزوم يقمن بالنيابة عن أزواجهن في مهمة الخروج إلى العمل للبحث عن مصادر تمويل الأسرة وتموينها .يتحول الأبناء إلى مشروع استثماري مربح ينجبهم الأب ويصرف وقته وجهده من اجل أن يربيهم حتى يكبروا ليعملوا..وعندما يتوفقون في العمل ،يعتبر الأب أن مشروعه الاستثماري قد نجح لأنه سيجني من وراء مداخيله أرباح النيابة عنه في تحمل مسؤولية الاقتصاد المنزلي وميزانيته المتعبة..يكبر الأبناء ويشتغلون فيتحول الأب إلى جابي الضرائب ويتحول جيبه إلى خزينة استخلاص تستقبل مساهمات أبنائه وبناته الذين ينوبون عنه في البحث عن مصادر تمويل خزانة مالية منزله . وكان الزوج في سابق تاريخ الأسرة المغربية هو المسؤول المباشر عن زوجته المكلفة بالإنجاب وأشغال المنزل…تطورت العلاقات المجتمعية وعرف الزواج تحولات كبيرة ،عندما خرجت الزوجة إلى العمل ،وهو الخروج الذي جعلها تجد نفسها مضطرة إلى أن تتحمل المسؤولية مع الزوج في توفير ميزانية تسيير شؤون زواجهما …وقد تتعقد الأمور أكثر فتتحول الأدوار عندما تتورط الزوجة في العيش مع زوج عاطل لتجد نفسها مجبرة على أن تنوب عن زوجها في تحمل المسؤولية لتعيله .كانت البنت في الأسرة التقليدية تتعلم تفاصيل أشغال البيت والمطبخ في انتظار أن يأتي الزوج…لكنها في الأزمنة المعاصرة خرجت إلى العمل ،وقد يتزامن ذلك الخروج مع تأزم وضعية أبيها الذي يضطر للتنازل عن سلطة الإشراف على تمويل حياتهما…دون نسيان اكبر الضحايا ،إنه الأخ الأكبر الذي يتحول إلى أب آخر بعد وفاة أبيه ليؤجل حياته الشخصية على إيقاع الإنفاق على أمه وإخوته .حاول هذا الملف أن يقدم صورا لأنماط متعددة من ميزانيات الأسرة المغربية من خلال رصد حالات ملموسة للاقتصاد المنزلي وطرق تمويله والأشخاص الذين يمولون مطبخه.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=10151