أزمور انفو24:بوشعيب جوال باحث
حاصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة والقانون وقضايا المجتمع.
إن من أبرز الوظائف التي يؤديها الدين للفرد والجماعة تحقيق الاستقرار النفسي، فحينما يصاب الأفراد بالداء النفسى والصراعات الداخلية يحقق لهم الدين توازناً نفسياً عن طريق ما يسوقه من إرشاد وعلاج نفسي، وتوجيه إلهي، لقول الله تعالى”أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” الزخرف:32)، ففي حمى الدين تخف وطأة الحياة، وتهون أمور الدنيا، وتصبح هذه المظاهر أمراً ثانوياً وبعيداً عن المألوف، وقد يؤدي الشعور الديني إلى الإحساس بالسعادة والرضا والقناعة والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، وهو الذي يعين الفرد على مواجهة الضغوط.
فالإرشاد الديني هو عملية مساعدة الأفراد على فهم وتطبيق تعاليم دينهم في حياتهم اليومية. ويهدف إلى تعزيز القيم الدينية لدى الأفراد، وتزويدهم بالتوجيه والدعم اللازمين لتحقيق السعادة والنجاح في الحياة.
ومن هنا يمكن أن نتساءل عن كيفية تأثير الارشاد الديني على القيم؟ وما دوره في تعزيز القيم الاجتماعية؟
إن الارشاد الديني له تأثير كبير على القيم، فهو يساهم في ترسيخ القيم الدينية الأساسية في نفوس الأفراد، وذلك من خلال الإيمان بالله تعالى وحب الله تعالى وطاعته والإيمان بالآخرة والأخلاق الحميدة والتسامح والرحمة والعدل والإنصاف.
كما أنه يعمل على تعزيز القيم الاجتماعية، من خلال المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي والحرص على المصلحة العامة واحترام الآخرين والتعاون والتضامن.
وفيما يلي بعض الأمثلة على أثر الارشاد الديني على القيم:
- الإيمان بالله تعالى حيث يساهم الارشاد الديني في تعزيز الإيمان بالله تعالى في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على أداء العبادات، والتزام الأخلاق الحميدة، والحرص على الخير والصلاح.
- تعزيز حب الله تعالى والطاعة له في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على رضا الله تعالى، والابتعاد عن المحرمات، والالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية.
- تعزيز الإيمان بالآخرة في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على التقوى، والاستعداد للآخرة، والابتعاد عن المعاصي.
- تعزيز الأخلاق الحميدة في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الصدق والأمانة، والإحسان إلى الآخرين، والحرص على العدل والإنصاف.
- تعزيز التسامح والرحمة في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: التسامح مع الآخرين، والعفو عن المسيئين، والحرص على مساعدة المحتاجين.
- تعزيز العدل والإنصاف في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على تطبيق العدل في جميع شؤون الحياة، والابتعاد عن الظلم والجور.
- تعزيز المسؤولية الاجتماعية في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على أداء الواجبات الاجتماعية، والمشاركة في الأعمال الخيرية، والحرص على المصلحة العامة.
- تعزيز العمل التطوعي في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على مساعدة الآخرين، والمساهمة في خدمة المجتمع.
- تعزيز الحرص على المصلحة العامة في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على حماية البيئة، والمشاركة في الأنشطة التي تخدم المجتمع.
- تعزيز احترام الآخرين في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على معاملة الآخرين بالحسنى، وعدم الإساءة إليهم.
- تعزيز التعاون والتضامن في نفوس الأفراد، مما يؤدي إلى سلوكيات وقيم دينية إيجابية، مثل: الحرص على مساعدة الآخرين في أوقات الشدة، والمشاركة في الأعمال الجماعية.
على ضوء دراسة الإرشاد الديني نستطيع أن ندرك العلاقة بين القيم النفسية والدينية. فالأفراد الذين يحملون في طياتهم الالتزامات الدينية هم أكثر صحة من الذين لا يحملون الوازع الديني. فالدين هو خير وسيلة لعلاج الأمراض العصابية النفسية، فعلى الباحثين والدارسين إعداد برامج توجيهية وتربوية وإرشادية للمراحل العمرية المختلفة لتصحيح المفاهيم الدينية.
وبشكل عام، فإن الارشاد الديني له دور مهم في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية لدى الأفراد، مما يؤدي إلى بناء مجتمعات أكثر عدلًا وسلامًا.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=51997