أزمور أنفو24 المتابعة: أسماء خيرهم الهاشمي
يقول البروفسور جوفريد هاوكلاند بمستشفى الأمراض النفسية للأطفال أن الكثيرين الذين يعانون من هذه الاضطرابات لا يتلقون المساعدة التي يحتاجونها، لفترة طويلة ، وذلك لانه لم يوضع التشخيص الذي يحتاجه المريض. غالبا ما يكون السبب مخاوف الوالدين أن يدركوا أن طفلهم يعاني من مشاكل عقلية. من الطبيعي تقلب المزاج عند الطفل، لكن التغيرات السلوكية لفترة طويلة والحزن، وتعكّر المزاج، وضيق الصدر واضطرابات في النوم، كل هذه اشارات على أنّ هناك شيئ خطأ وأن الوضع يستوجب مساعدة طبية. أظهرت دراستان سكانية كبيرة والتي تصل إلى 15-20٪ من مجموع الأطفال في سن المدرسة يعانون من مشاكل نفسية كبيرة وبحاجة إلى مساعدة الجهات المختصة.
دراسات أخرى، من كلّ من أوروبا والولايات المتحدة، تشير إلى أن ما يصل إلى 30٪ من مجموع أطفال المدارس لديها مشاكل صعوبة التكيف بسبب السلوك العدواني والتخريب والانسحاب من الفصل وصعوبة التركيز. كل من المسوحات والاستطلاعات من ممارسة الطب النفسي للأطفال تبين أن وثيرة الاضطرابات النفسية أعلى بكثير بين الأولاد أكثر من البنات. في كثير من الأحيان رد فعل الأطفال الذكور، العدوانية والسلوك المعادي للمجتمع، بينما تصبح الفتيات أكثر قلقا، ويشعرن بعدم الأمان والكبت. أيضا في مرحلة البلوغ يأخذ السلوك المعادي للمجتمع اتجاها مختلفا مع الجنسين. الأولاد يميلون إلى تطوير السلوك المنحرف، في حين أن الفتيات غالبا ما تتطور الصفات عندهن للعصبية. ما بين ثلث ونصف الأطفال المشار إليهم تلقوا العلاج، لديهم أشكال أكثر اعتدالا أو شديدة من الصعوبات السلوكية. بالنسبة للفتيات النسبة المئوية بين 2 و 9. يتقدم عدد الأطفال الذكور ثلاث مرات. الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية مقسمين إلى ثلاث مجموعات. الأطفال العدوانيين والمدمرين، والاطفال الذين يعانون من الاضطراب التحدي المعارض، ونقص الانتباه وفرط النشاط.
يقول البروفسور جوفريد آليس نوغورد: “معظم الاضطرابات النفسية عند الأطفال ناجمة عن تفاعل معقد بين عوامل الضعف وعوامل أخرى بيئية للطفل، سواء من حيث العلاقات الاجتماعية والبيئية المادية التي ينشأ فيها الطفل.” بعض من هؤلاء الأطفال لديهم تغييرات يمكن اكتشافها في الدماغ، ولكن عند أغلبية الأطفال لا توجد أعراض جسدية. وقد تمّ محاولة العديد من العلاجات المختلفة. العقاقير المخدّرة، لكن معظم الأطباء حذروا من إعطاء مثل هذه العقاقير. بالتالي لا يوجد هناك أي معيار لعلاج الصعوبات السلوكية. الطريقة الأكثر فعالية لمعالجة هذا النوع من المشاكل يتألف من الإرشاد الأسري والتعاون الوثيق بين البيت والمدرسة التي تهدف إلى الحد من السلوك الغير مرغوب فيه وتعزيز السلوك المرغوب. الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية يحتاجون إلى الكثير من السيطرة الخارجية لأن لديهم قدرة قليلة للسيطرة على أنفسهم.
عند البعض تختفي المشاكل، ولكن بالنسبة لمعظمهم للأسف تصير الأمور أكثر سوءا. العديد من الناس يصابون بالإضطراب في الشخصية ومعادين للمجتمع، غير مستقرين اجتماعيا، ويزداد خطر الاكتئاب عندهم، وبعضهم يصبح مجرما. الاعتداء الجنسي قد يكمن وراء الأعراض النفسية لدى الأطفال والبالغين. وقد أظهرت الدراسات من الولايات المتحدة أن 90٪ من النساء في الاستطلاع الذين نقلوا الى المستشفى في مؤسسة للأمراض النفسية، قد تعرّضن غالبا للإعتداء الجنسي. يتم تعريف الاعتداء الجنسي على الأطفال، أي اتصال جنسي بين طفل (تحت 16 عاما) وشخص بالغ. يعرّفه القانون بالسلوك الفاسق، وهتك العرض. السلوك الفاسق هو أن يقوم الشخص يفعل شيئ ضد الضحية وليس معها؛ وكذلك زنا المحارم، أي الجماع الجنسي بين الآباء والأبناء، أو بين الأشقاء. اليوم يطلق عليه زنا المحارم أيضا عن أشخاص آخرين في الأبوة والأمومة، يكون زوج الأم أو الجد، هو المسيء. المسيء عادة أحد أقرباء الطفل؛ أب، زوج الأم، الجد أو الأخ أو الجار. في بلادنا يقدر أن 5-10٪ فقط من الحالات التي يكون فيها مرتكب الجريمة شخص غريب.
تأثير الاعتداء الجنسي عند الأطفال
يعتبر تأثير الاعتداء الجنسي على الأطفال مدمرا. قد تشعر الضحية محنة كبيرة ويتعرض إلى مجموعة من الأعراض النفسية، القصيرة منها أو الطويلة المدى. من ضمن تلك التأثيرات الشعور بالضعف، والخجل وعدم الثقة بالآخرين. االاعتداء الجنسي قد تعرقل النموّ الطبيعي للضحية ويتزايد عنده الخوف بأنه سوف يشهد اعتداءات جنسية أخرى في المستقبل. على المدى القصير والتي (تصل إلى سنتين)، قد تظهر ضحايا السلوكيات الرجعية كمصّ الإبهام وتبليل واضطرابات النوم، والاضطرابات الغذائية، اضطرابات في السلوك وانخفاض مستوى الأداء في المدرسة وعدم الرغبة في المشاركة في أي نشاط مدرسي. قد تظهر على الضحية المعتدى عليها، الخوف والقلق من الناس الذين يشتركون نفس خصائص المسيء، وقد يواجه الضحية صعوبات في العلاقات مع المحيط ويشعر بالغضب على المسيء، وعلى الكبار الذين يفشلون في حمايته وبالغضب على نفسه لعدم القدرة على وقف الاعتداء عليه.
العلامات التي تظهر على الطفل المعتدى عليه
الطفل الذي يتعرض للاعتداء الجنسي يشعر بالذنب، والخجل والاكتئاب. وقد يجد صعوبة في التحدث عن ذلك خاصة إن كان المعتدي أحد الوالدين. في كثير من الأحيان يكون الطفل ساخطا. ويظهر عليه القلق والخوف والاكتئاب، والتمرد ضد أولئك الذين لا يتوقفون عن الاعتداءات الجنسية. تغييرات في السلوك – مثل العدوان والغضب والعداوة أو فرط النشاط – التقاعس واهمال الواجبات المدرسية، الاكتئاب، والقلق أو فقدان الثقة بالنفس. يرفض الطفل حتى الركوب في الحافة المدرسية، أو الاشتراك في الانشطة المدرسية. الشعور بعدم الرغبة في التواجد مع الأهل بسبب احدهم اعتدى عليه. ينتابه التفكير في الهروب، والتمرد على كل شيء والنفور من الاصدقاء وغالبا الرغبة في الانتحار.
الخوف والقلق
تظهر استطلاعات الرأي أن الأطفال في سن المدرسة يخافون من الانفصال عن الوالدين، وأن يكونوا وحيدون وسط ظواهر طبيعية مثل البرق والرعد والعواصف والحروب والكوارث، والإصابات، والتأقلم مع رفاق جدد في المدرسة. يمكن لمعظم الأطفال أن يخبروا عن خوفهم إن أعطينا لأنفسنا الوقت للاستماع. لكن أحيانا يمكن أن يظهر الخوف على شكل الأرق، وصعوبة التركيز، والعصبية، والكوابيس، والألم الغير محدد في الجسم والتوتر والصداع والغثيان وآلام المعدة، والقلق عن الآباء أو الأشقاء. لمساعدة الطفل الذي يعاني من الخوف، بجب الاستماع إليه واظهار الاحترام، وتناول الامر على محمل الجد. وأن نكون مع الطفل خلال تعرضه للخوف. ونعزز ثقته بالنفس. ضرورة إدراك خطورة الوضع وايجاد طرق للتعامل معها، وتوفير مقدمي الرعاية الذين يستطيعون تقديم الأمان. القلق هو الخوف من دون تهديد حقيقي والقلق يمكن أن يكون غير مرئي. عندما يحس احد نفسه عاجزا خائفا دون معرفة السبب. قد يكون الأمر مرتبطا بالرهاب (خوف من أشياء معينة). إذا تعاظم خوف الطفل بحيث يصبح خوفه اعاقة في ممارسة الحياة الطبيعية، ينبغي للمرء طلب المشورة الطبية.
الاكتئاب
أظهرت دراسة سويدية جديدة أن ما يقرب من واحد من بين كل عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و 11 عاما يعانون من مرض الاكتئاب. ليس هناك سبب يجعل الأطفال النرويجيين أقلّ اكتئابا من الأطفال السويديين. الاكتئاب غير شائع بين الأطفال الصغار، لكنه أصبح يتزايد معدّله في سن الطفولة، و ارتفع بشكل حاد في سن البلوغ.
أعراض الاكتئاب تختلف مع تقدم العمر. الأطفال الصغار غالبا يتدمرون، في حين الفتيات ينعزلن في صمتهنّ ووحدتهنّ. أما الاطفال الذكور في غالب الاحيان يصبحون مخربين، وعدوانيين، ومزاجهن معكّر، هادئين جدا وسلبيين، يبكون كثيرا ويصرخون. يبدو عليهم الحزن، وصعوبة في التركيز، وضعف الشهية ومشاكل في النوم. بعض هذه الأعراض شائعة جدا عند معظم الأطفال. وعندما تشتدّ هذه الأعراض بحيث تسيطر على السلوك العادي للطفل، يكون ذلك الإكتئاب. هناك تفاعل معقد بين الوراثة والتحديات التي تصادف الطفل؛ الإهمال وسوء المعاملة، والإجهاد، وما إلى ذلك، يقول البروفسور السويدي أليس نيجارد: ” الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب غالبا ما تكون لديهم في نفس الوقت اضطرابات أخرى، والاكتئاب يكون في أغلب الأحيان مرتبطا مع القلق، واضطراب في السلوك، وتعاطي المخدرات. ونحن نرى أيضا أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات جسدية تزيد لديهم مخاطر الاكتئاب. يمكن للوالدين الاستماع إلى الطفل ومحاولة فهم ما يريد قوله. في كثير من الأحيان لا يعرف الطفل ما يعاني منه. يجب أن تسأل بلطف، وتكون حساسا مظهرا للعاطفة مراقبا للأمورالدقيقة. ربما تظهر الإجابة بشكل عابر. الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب غالبا ما يشعرون بالاحتقار بالذات. لذلك، فإنه من الأفضل أن نطلب من الأطفال المهام التي يمكنهم إتقانها، ويفضل أن يكون هناك شيئ
تشترك في القيام به معهم، على سبيل المثال ممارسة أشكال مختلفة من التمارين البدنية. اللجوء إلى الطبيب في حين تعتقد أن طفلك يعاني من الاكتئاب. الاكتئاب هو مرض يمكن معالجته، وبقدرما يسرع بالطفل إلى العلاج ، .بقدر ما ينخفض خطر الانتكاس في وقت لاحق.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=14295