بقلم: عبدالواحد سعادي
نحن أبناء الكآبة وأنتم أبناء المسرات، نحن أبناء الكآبة ،والكآبة ظل إله يسكن في جوار القلوب الشريرة ،نحن ذووا النفوس الحزينة،والحزن كبير لاتسعه النفوس الصغيرة،نحن نبكي وننتحب أيها الضاحكون،ومن يغتسل بدموعه مرة يظل نقيا إلى نهاية الدهور .. أنتم لاتعرفوننا أما نحن فنعرفكم،أنتم سائرون بسرعة مع تيار نهر الحياة فلا تلتفتون ،أما نحن فجالسون على الشاطئ نراكم ونسمعكم أنتم لا تعون صراخنا لان ضجيج البرلمان والأيام يملأ آذانكم، أما نحن فنسمع أغانيكم لأن همس الليالي قد فتح مسامعنا، نحن نراكم لأنكم واقفون في النور المظلم،أما أنتم فلا تروننا لأننا جالسون في الظلمة المنيرة، نحن الكتاب والشعراء والفلاسفة نحوك من خيوط قلوبنا ملامس الآلهة ونملأ بحبات صدورنا حفنات الملائكة،وأنتم تضعون قلوبكم بين أيدي الخلو ترتاحون بقرب الجهالة،لأن بيت الجهل خال من مرآة ترون فيها وجوهكم.
نحن نتنهد ومع تنهداتنا يتصاعد همس الزهور وحفيف الغصون وخرير السواقي، أما أنتم فتضحكون وتتنابزون وتتناطحون،وقهقهاتكم تمتزج يسحيق الجماجم وحرتقة القيود وعويل الهاوية، نحن نبكي ودموعنا تنسكب في قلب الحياة مثلما يتساقط الندى من أجفان الليل في كبد الصباح أما أنتم فتبتسمون ومن جوانب أفواهكم المبتسمة تنهرق السخرية مثلما يسيل سم الأفعى على جرح الملسوغ،نحن نبكي لأننا نسمع أنة الفقير وصراخ المظلوم ، وأنتم تضحكون لأنكم لا تسمعون سوى رنة الأقداح ،نحن أبناء الكآبة وأنتم أبناء المسرات،فهلموا نضع مآسي كآبتنا وأعمال مسيراتكم أمام وجه الشمس…فهل أنتم منهون!؟
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=8523