من انجاز و تحرير : عبد العظيم حمزاوي
ظاهرة التحرش بالنساء تتنامى…..
إلتقيتها صدفة قبل عدة سنوات، كانت طالبة في الحي الجامعي بالرباط وتمارس رياضة كراطي شوطوكان و الأيكيدو فتاة تبدو عليها الرقة والجمال و لكنها تجيد العاب القتال، سألتها بفضول واضح عن أسباب حبها و تعلمها لتلك الألعاب فأجابت “أحيانا تحتاج المرأة إلى لغة القوة للدفاع عن نفسها و ليس كل رجل قادر على إيذاء المرأة جسديا لأن ألعاب القوى تعتمد على قوة العقل و الجسم معا أدركت حينها بان تلك الفتاة إنما تبحث عن الحماية الذاتية من مخاوف الشارع بدون اللجوء إلى الرجل لحمايتها، و لأن المرأة تتعرض يوميا في الشارع وفي مختلف الأماكن للتحرش وحتى في أماكن العمل والحرم الجامعي و في كل مكان و في كل وقت و حين و أينما و جدت.
فقد أصبح التحرش ظاهرة مستفحلة جدا ولا يقف عندها رادع وهي نوع من العنف النفسي الذي يقع على المرأة، عن دوافع و أسباب التحرش كان لـ ( أزمورأنفو24) هذه الوقفة القصيرة التي تعرفت من خلالها على بعض الآراء المهمة أرائهم بخصوص هذه الظاهرة التي تعددت أشكالها وتنوعت في مجتمعنا المحافظ.
و حتى وقت قريب كان الجديدة مغلقة على نفسها ولكن هذا لا يعني أن التحرش الجنسي ظاهرة و ليدة السنوات الحالية بل هي قديمة جدا ولكن الذي اختلف في الموضوع هو انفتاح الجديدة على العالم بشكل أضاع بعض القيم الأخلاقية ولم تعد تسلم ابنة الجيران من تحرش جارها ولا زوجة الصديق من تحرش الصديق وأحيانا حتى بين الأقارب . و حتى في العلاقات الاجتماعية إذ أصبح من الطبيعي عند البعض أن يخون الصديق صديقه و يتعرف على فتاة كان يعرفها الأول أو يحاول التعرف على شقيقة صديقه، وقد تصبح الفتاة في المنطقة كالعلكة في أفواه الشباب ويتسابق بعضهم للحصول على رقم هاتفها فيسارعون لتبادله بينهم للاتصال بها، لتجد الفتاة نفسها محاطة بعدة مشاكل.
كما ضاعت الشهامة لدى البعض فأصبحت الفتاة تتجنب الخروج وحيدة لأنها تعلم بأن لا أحد يهرع لحمايتها إن تعرضت لتحرش أو اعتداء فكل شخص في الشارع يخشى على نفسه و في الحرم الجامعي أيضا تنال الفتاة نصيبها من التحرش فلا يبالي زميلها بزمالته لها و لا يحاول اعتبارها كأخت له بل ينتظر الفرصة للإيقاع بها، هذا ما قالته لـ(أزمورأنفو24) الطالبة الجامعية “حسناء” والتي تتعرض يوميا إلى الكثير من التحرشات بسبب جمالها.
مضايقات مستمرة
في كل مكان تختلف التصرفات والعادات و للتحرش طقوس أخرى تشابه الأماكن التي تحتويها، ففي كل مدينة هناك تصرفات أكثر اختلافا عن المدينة الأخرى الأخرى حسب سمة كل مدينة، وفي إقليم الجديدة هناك روادع دينية لدى البعض بينما لا تزال هناك شريحة من الشباب لا يهمه أي رادع ديني أو أخلاقي فيزيد من التحرش، الذي لا يقف عند حد عمري معين و في هذا الخصوص فقد ظنت( ع ـ هـ ) بأن عمرها الثلاثيني و كونها زوجة و أم سيحصنها من التحرش و لكنها كانت مخطئة فهي تتعرض يوميا إلى مختلف أنواع التحرش اللفظي الذي ينال من أنوثتها ويحرجها في الشارع.
حيث تقول لـ(أزمورأنفو24): رغم إننا نسكن في مدينة تلتزم بالأعراف و التقاليد والدين و لكن الشباب فيها لا يكف عن التحرش بالنساء سواء كانت طالبة مدرسة أو فتاة جامعية أو موظفة أو امرأة متزوجة وغيرها، وحتى العمر لا يتحدد إذ تتعرض المراهقة والمرأة الأربعينية للتحرش على السواء حتى وان كانت تصطحب أطفالها معها إذ إن هذا لا يمنع المتحرشين من إبداء كلمات الإعجاب تارة أو التلفظ بألفاظ خادشة للحياء تارة أخرى، رغم إن بعض الشباب يدعي بأن مظهر المرأة أحيانا يجبر الشاب أو الرجل على التحرش بها، هذا لو كان في مدينة أخرى فكيف إذا كنا نسكن في مدينة محافظ جل سكانها ونرتدي الجلباب الذي تستر كل الجسد؟؟
من جانبها تقول “شيماء .ن” مدرسة: لقد تم اكتشاف صرعة جديدة للتحرش تجبر الفتاة على الصمت بل إن بعض الفتيات يستسغن مثل هذا تحرش إذ يكفي أن تمر الفتاة بالقرب من أي شاب أو مجموعة شباب ليقوم بالصلاة على النبي بصوت واضح لإبداء إعجابه بها، فهو نوع من التحرش الذي اختصت به بعض أحياء المدينة حفاظا على قدسية المدينة من الخدش لحياء المرأة فيها.
وفي ذات الوقت قالت “هجر.ق. ” مسؤولة مركز الإنعاش الوطني: إن للأسرة دور كبير لمعالجة تلك الثغرة، لأن الشاب يشعر بان التحرش هو بمثابة كمال لرجولته وبأنه شخص بالغ وقد تنعشه وتضيف عليه بعض المتعة التي يحتاجها بينما لو تربى هذا الشاب منذ البداية على أسس ثابتة تخبره بأن هذا انتقاص لرجولته وليس كمالا لها فسوف يبتعد عن تلك الممارسات غير الأخلاقية.
تحرش أمنى
من جانب آخر انضم إلى صنف المتحرشين بعض رجال الأمن فبالرغم من احترام الكثير من رجال الأمن لعملهم و للمرأة في الشارع و مساعدتها يعمد البعض القليل إلى تشويه صورة رجل الأمن وينصاع لرغباته وشهواته فلا تسلم امرأة من لسانه وهي تمر بالقرب من نقطة تفتيش أمنية فهل يعود هذا إلى دواعي الحرمان أم إن الاستخفاف بعمله من جهة و بعدم احترامه للمرأة التي وثقت به كرجل أمن هدفه حمايتها هو ما يجعله ضعيف أمام رغبته في التحرش.
حيث تقول ” شهرزاد .ب. ” وهي موظفة: لا يكل رجال الأمن في نقطة التفتيش البعيدة عن مقرعملي ب 15 كيلومترا من التحرش يوميا و كأنني المرأة الوحيدة في الطريق التي تقود سيارة ولكنني اصمت ولا أبدي أي تعبير يدل على رضا أو سخط بل أزيد من إهمالي لتحرشاتهم و لكنني آسفة لما وصلنا عليه من حال يجعل من نطمع في حمايتهم لنا يتحرشون بنا.
من جهته الضابط “م . إ. ” يقول لـ (أزمورأنفو24): هناك ملاحظة مهمة و هي أن الشاب لا يتحرش بفتاة إلا إذا كان ضمن مجموعة ونادرا ما يتحرش شاب بفتاة وهو بمفرده وهنا تكون الإشارة إلى إن الشاب يحاول بذلك المزاح مع أصدقائه أو الرهن أو التحدي للإيقاع بهذه الفتاة أو تلك. ويضيف محمد. ص . لـ (أزمورأنفو24): وفي الأحياء المحفظة يفرض لباس المرأة المحتشم احتراما على شكلها في الشارع ولكن هناك من يمتلك نفسا ضعيفة فمجرد شكل المرأة حتى و ان كانت محتشمة يثيره ليتحرش بها وهذا شخص مريض نفسيا أو ربما مراهق يحاول أن يثبت بأنه أصبح إنسان بالغ.
و في معظم الأحيان وسط الشارع لا تحدث التحرشات إلا قليلا أما في أماكن تجمعات الشباب أو بعض الأماكن الشعبية أو الأسواق العامة و لا يمكن مقارنتها بظاهرة التحرش في الدن الكبرى كالبيضاء و مراكش و الرباط و طنجة و أكادير و غيرها من المدن المغربية والتي تخدش حياء الفتاة بشكل واضح، و يشير محمد.ص . أيضا إلى تحرشات رجال الأمن بالفتيات و يقول: نحن كرجال أمن لا يمكن أن نتعدى على امرأة لفظيا أو بأي طريقة أخرى لأننا وجدنا لحمايتها وحماية باقي المواطنين وان وجد أشخاص من رجال الأمن يقومون بذلك فهم ليسوا أهلا للثقة ولا يستحقون أن يطلق عليهم هذا اللقب لأنه وجد للأبطال و لا بد أن يعاقب أي رجل أمن أو رجل سلطة يقوم بذلك.
القانون لا يعاقب
المحامية ” ح. ز . ” كشفت لنا: أن القانون المغربي لا يتضمن روادع تحمي المرأة من التحرش الجنسي بأشكاله المختلفة، التي تتعرض إليها في حياتها اليومية، إذ تكاد لا تنجو امرأة مغربية من أشكال التحرش بدءً من الكلام النابي، و المخدش للحياء، إلى الملامسة وجس البدن، ولم يستطع “الحجاب” في كثير من الأحيان أن يكون رادعا للمتحرشين، وحامٍ للمرأة، وبحسب قول ع .ز.. التي أشارت إلى إن المجتمع يتقبل التحرش بالمرأة، لكنه ينتقدها ويسئ إليها في حال احتجّت أو دافعت. بينما لا تتقبل المجتمعات الغربية غير المسلمة مسألة التحرش ويعاقب عليها القانون بشدة.
السؤال المطروح بحدة عند عامة الناس هل هناك وجود مادة تعاقب المتحرش في القانون المغربي وتختلف مدة العقوبة حسب نوع التحرش؟،أم أن عدم تلاؤم تلك الظاهرة مع طبيعة مجتمعنا الإسلامي الذي يرفض التعدي على المرأة بأي شكل من الأشكال ؟.
من جانبها دعت منال .ي. وهي فنانة تشكيلية إلى ضرورة الاقتداء بدول قريبة التي تفرض الغرامة و السجن على المتحرش حتى امتنع الشباب في الشارع عن تلك الظاهرة التزاما بالقانون أي إن الشاب يربيه القانون وليس البيئة التي ينشأ فيها.
التأثير النفسي
هل ان الشخص المتحرش هو شخص غير سوي نفسيا؟ أم انه شخص طبيعي ولكنها عادة ربما من ضمن العادات التي تعود عليها بعض الشباب؟ كيف يراه أخصائيو علم النفس؟، “د. عبدو ج. و محاضر في جامعة محمد الخامس بالرباط قسم علم النفس، يحلل الأسباب التي تجر الشاب إلى هذا الفعل و يؤكد على عامل الكبت ولا سيما في مرحلة المراهقة تكون المكبوتات كثيرة فالمراهق يملك من الحاجات الفسلجية و الطاقة الجنسية التي تحتاج إلى تصريف و عندما لا يجد التصريف المباشر يلجأ إلى التحرش.
و هذا لا يقتصر على المراهق فقط بل يشمل الفئات العمرية كافة حتى الشيخوخة، و هذا يعود إلى تعرض المغرب إلى الكثير من الويلات الاجتماعية و التي خلقت الكبت الذي يعاني منه الإنسان في المغرب، حيث صرنا نشهد حالات تحرش غريبة مثل التحرش بالمحارم وقد كنت أعالج قبل قليل حالة فتاة تعرضت لتحرش الأب وأخرى تحرش بها والد زوجها فضلا عن اكتشاف ثمان حالات في مدرسة ابتدائية لتلميذات تعرضن للتحرش من قبل الأب بشكل مباشر والتحرشات تتعدى إلى محاولات ممارسة الزنا، و هذه الحالات تدل على إن هؤلاء الأشخاص ليسوا أسوياء نفسيا.
و يضيف لـ (أزمورأنفو24): وأيضا نود التركيز على دور المرأة في هذا فهي تسهم أيضا في زيادة تلك الظاهرة من خلال مظهرها الخارجي فقد يكون لباسها أو نظرتها أو حركاتها وربما طريقة مشيتها تعني الكثير، وحتى الضحكة قد يفسرها الرجل بشكل آخر وتثير الريبة فتشجعه على التحرش.
و من الأسباب الأخرى هي الطبقية التي أفرزها المجتمع فانقسم إلى عدة طبقات فهناك الطبقة المترفة التي يكون الشاب فيها حرا قادرا على ممارسة كل ما يريد و التحرك أينما يريد في الوقت الذي وجدت طبقة فقيرة يكون فيها الشاب غير قادر على فعل ابسط الأشياء مما أثار الغيرة بين الطبقات مما اضطر الفقير أحيانا إلى إشباع حاجاته بالتحرش إضافة إلى هذا هناك نظرية في علم النفس اسمها نظرية بندورا تقول بأن سلوك المتعلم هو نتيجة وجود نموذج في حياتنا نتعلم منه فالمراهق يتعلم من الأخ الأكبر منه أو من أبيه إذن فالمثل يكون سبب أيضا.
النظرة الشرعية
لأننا نعيش ضمن مجتمع محافظ ولأن الدين الإسلامي فرض علينا الكثير من الضوابط التي يجب أن يلتزم بها المسلم ومنها غض البصر و لأن الدين هو الوسيلة التي تقربنا إلى الله سبحانه و تعالى وهي الرادع الذي يمكننا الخوف منه في حالة التوجيه الصحيح، فقد زاد وأكد علماء الدين و الوعاض و أئمة المساجد على ضرورة الابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى و يتنافى مع التعاليم الإسلامية فيما يخص ظاهرة التحرش ووجهوا بشكل مباشر على ضرورة ترويض النفس على غض البصر. و لأ هناك جملة من الأسباب التي تقود الشباب إلى تلك الظاهرة من جملتها التدين فلو كان الشاب متدينا ملتزما بالتعاليم الإسلامية التي تحجزه نفسيا عن هذا الفعل فسوف يبتعد عنه و لو انفك هذا الارتباط فانه سيسعى إلى ذلك بعد غياب الوازع الديني.
و السبب الآخر يكمن في التربية فهناك أناس ليس لديهم التزام ديني كبير ولكن التربية تمنعهم من ممارسة مثل هكذا عادات سيئة حيث يشعرون بالغيرة على أخواتهم وأمهاتهم وزوجاتهم فلا يقدمون على فعل مع الأخريات قد يطال محارمهم يوما. والسبب الثالث هو الجو العام فلو كانت البيئة التي يعيش فيها بيئة منحلة تزداد لديه هذه الحالة فالبيئة تفرض على الناس قيودا اجتماعية أو قيودا دينية فهناك مجتمعات غير متدينة ولكنها تلتزم بقيود عشائرية وقبلية قد تعوض عن دور التدين في هذا الجانب فالمتدين والمتدينة ينفع وينتفع في الدنيا والآخرة فبعض العادات و التقاليد تنفع وتسد في الدنيا و لكنها لا تنفع وتسد في الآخرة.
أما السبب الآخر فهو المرأة ذاتها و الذي اعتبره أهم الأسباب وامنحه النسبة الأكبر فإذا كانت المرأة متزينة و تعرض نفسها لنظر الآخرين فتخرج بزينة معينة و قد تكون طريقة مشيتها أو حديثها مع زميلاتها في الشارع بصوت عال و الضحك فهذا يجذب النظر إليها ويشجع الآخرين على التحرش بها.
و المحيط أيضا يهيئ أيضا للتحرش فأحيانا تكون المرأة غاية في الالتزام والحجاب ولكنها تتعرض للتحرش و هنا لا تكون هي السبب بل السبب ما يحيطها من بيئة في الشارع أو المكان، بينما نجد بان هناك امرأة تتزين وتخرج كي يقال عنها إنها جميلة إذ تطمع بعض النساء في تحرش الرجال ارضاء للنفس بل إن بعضهن يتعاملن مع الشاب في المحلات بكثير من الدلال والضحك فهي بذلك تهيئ له الجو الذي يقوده إلى التحرش بها، وهناك بعض الروايات والقصص التي تدل على تورط البعض في هذا الجانب بسبب تبرج المرأة.
فالشهوة في الإنسان شهوتان شهوة البطن وشهوة الفرج فمثلما يجوع الإنسان فيأكل كذلك فان شهوته تحتاج منه إلى سد تلك الحاجة بالنظر إلى المرأة الجميلة. وهنا لا بد أن يتحرك أهل الدين في هذا المجال فقد أكد القرآن على ذلك فكما شرع الصلاة والزكاة و الصيام و احترام الوالدين فهو أيضا ذكر العفة فهناك آية كريمة نصها ” قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن (إلى أن يصل إلى قوله تعالى) و لا يضربن بأرجلهّن ليُعلم ما يخفين من زينتهن “.
أي إن الخطاب موجّه بشكل مباشر للمرأة للابتعاد عن التقصد في لفت انتباه الرجل من خلال مشية معينة أو طريقة في الكلام أو الضحك أو الزينة و هناك أشياء كثيرة تثير الرجل وتلفت انتباهه وهذا قد حرمه الشرع وما يحرمه الشرع هو حرام فكل مشرّع وكل مدير ومسؤول سواء في عمله أو بيته عليه أن يتحلى بالأخلاق الحميدة و غض البصر كي يتحلى الآخرين بنفس أخلاقه.
و رغم الأسباب الكثيرة التي يمكن ذكرها في كافة التجمعات مثل غلاء المهور و البطالة و كثرة العزوبية و التي تقود إلى ظاهرة التحرش إلا إنني لا اعتبرها جوانب مهمة لو نظرنا إلى بعض الرجال الأغنياء فهم مكتفين ماديا و قادرين على الزواج و لكنهم يفعلون ما يغضب الله سبحانه وتعالى و يتحرشون بالنساء، فهناك أشخاص نصِفهم بالمرضى لأنهم يمتلكون كل المقومات التي تشجعهم على غض البصر و لكنهم رغم ذلك يتحرشون بالنساء كأن يكون الرجل مقتدرا ماديا أو متزوجا و مكتفيا ولديه زوجة جميلة ورغم ذلك ينظر إلى الأخريات فهذا رجل مريض.
من جهة أخرى فان عزل المرأة عن أجواء الرجال يعد إكراما لها و ليس اهانة لها كما تظن فعزلها تحصين لها من نظرات الآخرين والأفضل تشجيع المرأة على اختيار عمل لا يخلطها بالرجال. كما ندعو المؤسسات الدينية و الإنسانية إلى تشجيع الزواج والمساعدة عليه و توجيه الشباب و الشابات الوجهة الصحيحة بالالتزام بالأخلاق الإسلامية و الزواج والابتعاد عن النظر إلى الغرباء.
ضرورات التغيير
ليست وليدة اللحظة فهي ظاهرة قديمة ولكن ازديادها ينذر بالخطر في مجتمع يحتاج إلى توجيه و رعاية مستمرة خصوصا للشباب ذكورا و إناثا، فهناك ما يشدهم نحو الخراب الأخلاقي بعد التأثر بالمتغيرات الجديدة التي يواكبها المجتمع و ازدياد وسائل التكنولوجيا التي قاربت من الشباب و زادت فرص الاختلاط، فلا بد هنا من الانتباه إلى تلك الحالة و توجيه الشباب نحو الوجهة الصحيحة و خاصة الالتزام الديني و الأخلاقي و تنبيه الشاب على نظرية يوم لك و يوم عليك فمن يتعدى على أعراض الغير يجد مستقبلا من يتعدى على عرضه و لو اقتنع الجميع بتلك النظرية لتقلصت هذه الظاهرة و هنا يكون دور المؤسسات التربوية و التوجيهات الدينية و المنظمات الإنسانية و الأسرية مهما جدا لكسب الشباب و تحويلهم إلى قوى نافعة للمجتمع.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=4301