أزمور انفو24:بوشعيب جوال باحث
حاصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة والقانون وقضايا المجتمع.
تعد وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحاضر ذات أهميَّة كبيرة في حياة الكثير من الأشخاص، وعلى الرغم ممَّا تتمتع به من مزايا وإيجابيَّات، فقد جعلت العديد من مستخدميها في حالة اتصال دائم، وأدت إلى استخدام الهواتف الذكيَّة والأجهزة الإلكترونية لوقت طويل نسبيًا دون الشعور بذلك، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على أنشطة اجتماعيَّة أخرى، لذلك ينبغي تنظيم أوقات الاستخدام، واستخدام هذه المواقع بشكل آمن، وعدم مشاركة الخصوصيَّات مع الاخرين، فالتواصل الاجتماعي هو أحد أهم التطورات التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة.
فقد أصبح من الممكن للناس التواصل مع بعضهم البعض من أي مكان في العالم، ومشاركة المعلومات والأفكار والمشاعر.
وهذا التطور الكبير في مجال التواصل الاجتماعي له آثار كبيرة على القيم الاجتماعية.
ففي هذا المقال، سنتناول تأثير التواصل الاجتماعي على القيم الاجتماعية، من حيث الإيجابية والسلبية.
يهدف التواصل الاجتماعي الإيجابي الى تحقيق جملة من القيم التي يكون لها بطبيعة الحال وقع إيجابي وملموس على الفرد والمجتمع والتي يمكن اجمالها فيما يلي :
- تعزيز قيم التسامح والاحترام حيث يساعد التواصل الاجتماعي على التواصل بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية وهذا التبادل الثقافي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز قيم التسامح والاحترام بين الناس.
- تعزيز قيم التضامن والمشاركة الاجتماعية من خلال تكوين مجموعات ومجتمعات افتراضية وهذه المجتمعات يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز قيم التضامن والمشاركة الاجتماعية.
- تعزيز قيم الإبداع والابتكار حيث يُوفر التواصل الاجتماعي مساحة للناس للتعبير عن إبداعاتهم وابتكاراتهم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تعزيز قيم الإبداع والابتكار في المجتمع.
- الحصول على فرص جديدة حيث تُتيح وسائل التواصل الاجتماعي للأفراد الحصول على فرص جديدة، كإيجاد عمل أفضل، فقد أجرى موقع (Career Builder) في عام 2016م استبيانًا عن التوظيف في وسائل التواصل الاجتماعي، فوُجد أنَّ حوالي 19% من أصحاب العمل يختارون أحد الأشخاص لشغل وظيفة معينة وفقًا للمعلومات التي كتبها الشخص عن نفسه على حسابات منصَّات التواصل الاجتماعي الخاصَّة به، فيما تُشير العديد من الدراسات إلى أنَّ ما يقارب 70% من الرؤساء يبحثون عن مرشحين للعمل في وظيفة معينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- تماسك المجتمع ونهضته وتطوره حيث يُساهم التواصل بين الأشخاص في تماسك المجتمع وتطوره ونموه، فهو حجر الأساس الذي أدَّى إلى تنمية المجتمعات ونهضتها منذ وجودهم على سطح الأرض، فمنذ القِدم بدأ الناس في البحث عن وسائل التواصل بين بعضهم البعض وتطويرها، حتى هذا اليوم، وذلك نظرًا لإدراكهم بأهميَّة التواصل الاجتماعي، والتي كان لها دور بارز في إزالة الحواجز بين أفراد المجتمع، وتقوية العلاقات الاجتماعيَّة، إضافة إلى قدرة الأفراد على التواصل الدائم مع المعارف والأصدقاء دون عوائق، والحفاظ على علاقات متينة.
فوسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في نشر ثقافة التسامح والاحترام بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية وساعدت في تكوين مجموعات ومجتمعات افتراضية تدعم قيم التضامن والمشاركة الاجتماعية.
وقد أدى ذلك إلى ظهور العديد من الأفكار والمشاريع الإبداعية والابتكارية التي ساهمت في تطوير المجتمع.
ومن جهة أخرى فان التواصل الاجتماعي قد تكون له بعض الآثار السلبية على القيم الاجتماعية خصوصا إذا وظفت بشكل سلبي ونذكر منها على سبيل المثال مايلي :
- تشجيع قيم الفردية والانعزال: يمكن أن يؤدي التواصل الاجتماعي إلى تعزيز قيم الفردية والانعزال، وذلك بسبب قضاء الناس الكثير من الوقت في العالم الافتراضي، بعيدًا عن الواقع الاجتماعي.
- نشر قيم العنف والكراهية: يمكن أن تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قيم العنف والكراهية، وذلك من خلال نشر محتوى ضار أو تمييزي.
- تشجيع قيم التطرف والانحراف: يمكن أن تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع قيم التطرف والانحراف، وذلك من خلال نشر محتوى متطرف أو منحدر.
وقد لاحظت بعض الدراسات أن الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة يكونون أكثر عرضة للشعور بالوحدة والانعزال، كما تُستخدم في بعض الأحيان لنشر أخبار كاذبة أو مضللة، والتي يمكن أن تؤدي إلى نشر قيم العنف والكراهية، أو نشر محتوى متطرف، والذي يمكن أن يؤدي إلى تشجيع قيم التطرف والانحراف.
وفي الختام، يمكن القول أن التواصل الاجتماعي له آثار كبيرة على القيم الاجتماعية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولذلك، من المهم أن نكون على دراية بهذه الآثار، وأن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بمسؤولية، وذلك من أجل تعزيز القيم الاجتماعية الإيجابية في المجتمع.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=52005