كل “معلم” تربية فنية فنان تشكيلي..! و كل “معلمة” تربية فنية فنانة تشكيلية..! كل من يشارك أو تشارك في معرض جماعي فهو فنان ، أو فهي فنانة..! و النتيجة هي أن في بلادنا اليوم قرابة العشرات الأساء المحسوب على الساحة التشكيلية رغم أنف التشكيل..!! و يتساوى في هذا اللقب هاوٍي صغير، أو هاوية صغيرة، مع أي اسم تشكيلي له تاريخه و منجزه الإبداعي….. و ما دام “اللقب” سهلاً فإن الانتماء إلى “الساحة” لا يحتاج كثيراً من العناء..!! و في كل زمان و مكان يتطفل المتطفلون على الثقافة و الفن و الأدب، و التصوير الفوطوغرافي و الفن السابع و العلم أيضاً.. و الصحافة و…و الرياضة إلا أن مشكلة الفنون هي أنها بلا ” أسوار”، و بالتالي فإن الدخول إليها لا يمرّ من “بوابات”، و لا يحتاج شهادات كما يحتاج الطب، مثلاً، أو الهندسة أو غيرهما من الحقول العلمية..! و التشكيل، كحقل إبداعي، يعاني ما تعانيه الفنون و الآداب و الصحافة و التصوير الفوطوغرافي من تطفل و تهالك على الألقاب و الجوائز و المشاركات. إلا أن الساحة التشكيلية و الصحافية و الرياضية في بلادنا لا تعاني المتطفلين فحسب؛ بل و تعاني المتواطئين أيضاً الذين يأتي بعضهم من الصحافة، و بعضهم من مؤسسات مهتمة بالتشكيل، و بعضهم من التشكيليين الموجودين في الساحة نفسها. إنها حالة من الجُبن التشكيلي الصحافي، أردت مناقشتها و الحديث حولها : مفاهيم مختلطة أردت مناقشتهما، أولاً، في بعض المفاهيم المتصلة بالتشكيل: ما الفرق بين المبتدئ و المتطفل..؟ والفرق بين تشجيع المبتدئ ومجاملة المتطفل..؟ في البداية أود العودة إلى المقدمة التي لامست الكثير من الجروح، وجاء النعتُ فيها مطابقاً لما نشعر به. نعم لقد أصبح كل معلم تربية فنية فناناً تشكيلياً أ و صحافياً ، والأمر ينطبق على المعلمات. كما أن ظاهرة قبول الغث من الأعمال في المعارض أصبحت جسراً لفنانين وُضعوا ضمن قائمة الأسماء الحقيقية. و الفنون بلا أسوار وهذه حقيقة، والساحة ليست مسؤولة عن عدم إحاطتها بما يمكن أن نسميه الأطر المنظمة، مع أنه من الواجب وجودها. و هذه الأطر مهمة الجهات المعنية بالتشكيل، وكثيراً ما طالبنا و أشرنا في مقالات عديدة إلا أننا لم نسمع لها صدىً، مع أنه بالإمكان إيجاد إطار لتحديد المستوى في الشكل والمضمون ثم به يتم تحديد نوعية المعارض ومستوى أعمال من يعرض، إضافة إلى تحديد المسؤول عن إعداد المعارض بدلاً من أن يُترك الحبل ينفلت زمام أمور الساحة لتصبح على ما أصبحت عليه الآن. و حين تسنّت لي فرصة المشاركة في الملتقى الأول للمثقفين؛ فإنني قدمت ورقة عمل نبهت فيها إلى أن المرحلة السابقة كانت مرحلة تشجيع، ولم يكن فيها مجال لوضع نظام يمكـّننا من حماية هذا الفن أو ذاك الفن الآخر أو الفنون بصفة عامة. أما موضوع السؤال “مفاهيم مختلطة”؛ فمن المؤسف أن يكون في الساحة مجال للمتطفلين إذا استثنينا المبتدئين خصوصاً إذا كان المبتديء ممتلكاً للموهبة الحقيقية، و في سن تسمح له أن يتطور ويبحث عن سبل المعرفة و التقنية. أما المتطفلون فهم كثر ولم يعد هناك مجال لعزلهم أو إبعادهم رسمياً، ففي محصّلة حضورهم في المعارض التي أتيحت لهم من قبل مدّعي دعم الساحة، في هذه المحصلة يعتقد المتطفلون أنهم أصحاب حجة و قادرون على إثبات الذات و فرض حضورهم في أية مناسبة تشكيلية أ و صحافية أو فطوغرافية، ومحاسبة من لا يعيرهم الاهتمام أو يتجاهلهم. وإذا كانت هناك من ثغرات في المرحلة السابقة التي مرت بها الساحة الفنية فإن في الأيام القادمة الكثير من إعادة النظر، ولن يصحّ إلا الصحيح
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=2839