انقلب الشارع الأزموريوانعدمت منه لغة الحوار وحل محلها لغة العنف والفتونة والألفاظ البذيئة لا تكاد تمر في شارع أو أزقة من زقاق الأحياء برمتها إلا وتشاهد مشاحنة أو مشادة ويمكن أن تتطور الأمور لتصل إلى التشابك بالأيدي وسريعا ما نرى السكاكين و الساطور وكأننا في المجزرة البلدية … العبوس والتحفز على الوجوه.. فالمصادفة عندما تحتك بأحد في الزحام و أنت تشق طريق مولاي بوشعيب ودون قصد إلا وتنصب المعارك ونرى أجساماً تطير هنا وهناك وكأننا نمثل فيلماً وهذا الدور يقوم به البطل “جانكيشان” وهى لغة السوق السينمائية السائدة في هذه الأيام… انتهت الرومانسية والرجولة والشهامة والجدعنة والإيثار وحل محلها الكره والبغضاء والضغينة والعنف والألفاظ البذيئة وقد تخرج صباح مبكرا إلى عملك لكسب قوت يومك وربما لا تعود… كل هذه المصائب التى وقعت على دماغ الشارع الآزموري وانفلات الأعصاب تعود في المقام الأول إلى العنف الذي يراه الطفل والشاب على شاشات التليفزيون عبر الصحون حتى أنهم صوروا البطل يتحول إلى لص وقاطع طريق ونصاب ومجرم بعد أن يهدر حقه ولا يعود له الحق ويصبح شجاعاً إلا إذا كان هكذا وهكذا أوضحت “شاشة التلفاز و الفضائيات”انه لكى تعيش ويخافك الناس لابد أن تكون “واعر و مصخوط” وفتوة لتضرب خصومك حتى يعود لك الحق… منذ فترة نعانى من أفلام الابحةن والعنف والدماء والمناظر الكئيبة وكأن الاداعات و الفضائيات لا تحقق أرقاماً مالية ويكسب المخرج ألا إذا كانت الأفلام من النوعيات الهابطة – العنف والجنس و التسكع و الانحراف – حتى أن الأطفال في البيوت تركوا ألعابهم ولعبوا بالسكاكين فى البيوت يقلدورن النجم الفلاني أو العلانى. و الفرتلاني… هذا مرجعه إلى العنف ومزيد من العنف يخلق مزيداً من العنف…. التليفزيون أداة مؤسسية اجتماعية تؤثر في النشأة ويشكل سلوك الطفل من 4-6 سنوات ويخزن الطفل ما يراه ويكتسبه من الآخرين ومن خلال التليفزيون يشاهد تجارب كثيرة تتخزن فى الطفل بشكل تراكمي وتترسب في اللاشعور ويظهره الطفل عندما يكبر فى مواقف معينة وهذا للأسف ما لا يعلمه المخرج أو المنتج و حتى مدراء البرامج الاداعية التلفزيونية كل ما يشغله هو الكسب المادي من وراء الفيلم لا غير ولا يفكر فى صنع وجدان الأطفال كل همه هو الربح… والعلماء رصدوا الظاهرة المتفشية في شوارعنا اليوم ووجدنا انه مرتبط بالعنف والانحراف و الانحلال الأسوروي التى يراها الأطفال والشباب على التليفزيون وأيضاً علمتنا الأفلام الجريمة الكاملة أى اخطف واجري دون ان يراك أحد ولا أنسى المشهد الذي حرق فيه بطل الفلم زوج ابنته بعد وضعه في تابوت خشبى وعلى الجانب الأخرى نرى التوحش والفزاعة في أفلام أقربها هى فوضى وأخيراً “مخرج” ويا له من عار عندما تصور لنا السينما إن الطيب والشهم عبيط يضيع حقه ويجب أن يكون قوياً يضرب و يشتم و يعربد ويقطع وهكذا والأخطر من ذلك أن السينما دخلت في المستنقع بمشاهد الشذوذ وزواج المثليين حتى رأينا بعض الشباب يطالبون بالموافقة على زواج المثليين أي رجل ورجل وامرأة تتزوج امرأة… وهلما جرا وزاد الطين بلة أن السينما أصبحت في حضن التليفزيون وليست منعزلة كما كانت في الماضي وما لا نراه في السينما نشاهده في الفضائيات ويكون في بيوتنا وجبة جاهزة: الطفل يعيش على الملاحظة والتقليد أي محاكاة ما يراه في أفلام التليفزيون ويكتسب العدوان المعنوي واللفظي تجاه نفسه وتجاه الآخرين ومهما حاولنا إبعاد الأطفال عن التليفزيون لا نستطيع فهو إدمان للشر والعنف والكراهية ويتعرض الطفل لهذه النوعية يضيع ما زرعناه في عقله ووجدانه من الأدب والأخلاق بمجرد نظرة واحدة على أفلام العنف والجنس… ويكبر الطفل مفتقداً القدوة حتى في والديه فالأب مشغول بجمع الأموال لتعيش الأسرة والأم مشغولة في المنزل والتليفزيون.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=965