أزمور انفو24:
بقلم الدكتور بوشعيب جوال باحث في الشأن الديني
يعتبر المرشد الديني أحد العناصر الأساسية في تربية النشء، حيث يلعب دورًا محوريًا في تشكيل القيم والمبادئ الأخلاقية لدى الشباب في عالم يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات المتزايدة، يصبح من الضروري أن يكون هناك توجيه ديني يساهم في بناء شخصية متوازنة وقادرة على مواجهة هذه التحديات.
ويتجلى دور المرشد الديني في تحديد العناصر الآتية:
أولا: تعزيز القيم الأخلاقية والدينية
يعمل المرشد الديني على تعزيز القيم الأخلاقية والدينية في نفوس النشء، من خلال تقديم المفاهيم الأساسية للدين وتعليمهم كيفية تطبيقها في حياتهم اليومية مثل الصدق، وحفظ الأمانة، والاحترام، والتسامح والوسطية والاعتدال من خلال هذه القيم، يتمكن الشباب من بناء علاقات صحية مع الآخرين ويصبحون أفرادًا مسؤولين في المجتمع.
ثانيا: تقديم الدعم النفسي والاجتماعي
يعتبر المرشد الديني مصدرًا هامًا للدعم النفسي والاجتماعي في كثير من الأحيان، يواجه النشء تحديات مثل الضغوطات الدراسية، العلاقات الاجتماعية، والقلق بشأن المستقبل من خلال الحوار والاستماع، يمكن للمرشد الديني أن يقدم النصائح والإرشادات التي تساعد الشباب على التغلب على هذه التحديات.
ثالثا: توجيه النشء نحو السلوكيات الإيجابية
يساهم المرشد الديني في توجيه النشء نحو السلوكيات الإيجابية من خلال تنظيم الأنشطة والبرامج التي تعزز من روح التعاون والعمل الجماعي. هذه الأنشطة قد تشمل التطوع في المجتمع، المشاركة في الفعاليات الثقافية والدينية، مما يساعد على بناء شعور بالانتماء والمسؤولية.
رابعا : تعزيز الهوية الثقافية والدينية
في ظل العولمة والتغيرات الثقافية، يصبح من المهم تعزيز الهوية الثقافية والدينية لدى النشء.
يعمل المرشد الديني على تعليم الشباب تاريخهم وثقافتهم، مما يساعدهم على فهم جذورهم ويعزز من شعورهم بالفخر والانتماء.
خامسا : دور المرشد في التعليم الديني
يعتبر التعليم الديني جزءًا أساسيًا من دور المرشد الديني من خلال تقديم الدروس والمحاضرات، يمكن للمرشد أن يساهم في توسيع آفاق النشء حول الدين، مما يساعدهم على فهم تعاليم دينهم بشكل أعمق. هذا الفهم يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الإيمان والالتزام الديني.
ثم ماهي التحديات التي تواجه المرشد الديني ?
على الرغم من الأهمية الكبيرة لدور المرشد الديني، إلا أنه يواجه العديد من التحديات من بين هذه التحديات:
اولا : تغير القيم الاجتماعية مع تغير القيم والمبادئ في المجتمع، قد يجد المرشد الديني صعوبة في توصيل الرسائل الدينية بشكل يتناسب مع الواقع المعاصر.
ثانيا : الضغوط النفسية
قد يتعرض المرشدون لضغوط نفسية نتيجة التحديات التي يواجهها النشء، مما قد يؤثر على قدرتهم على تقديم الدعم الفعال.
ثالثا : التكنولوجيا
في عصر التكنولوجيا، قد يكون من الصعب على المرشد الديني الوصول إلى النشء الذين يقضون وقتًا طويلاً على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
ثم ماهي الاستراتيجيات لتعزيز دور المرشد الديني?
للتغلب على التحديات المذكورة، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات:
اولا : التواصل الفعال
يجب على المرشدين تطوير مهارات التواصل الفعال مع النشء، مما يساعدهم على فهم احتياجاتهم ومشاكلهم بشكل أفضل.
ثانيا :استخدام التكنولوجيا يمكن للمرشدين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة للوصول إلى الشباب وتقديم المحتوى الديني بطريقة جذابة.
ثالثا :التعاون مع المؤسسات التعليمية
يمكن أن يكون التعاون مع المدارس والجامعات وسيلة فعالة لتعزيز الرسائل الدينية والقيم الأخلاقية.
وفي الختام فإن المرشد الديني يقوم بدور حيوي في تربية النشء، حيث يساهم في ترسيخ هويتهم وتوجيههم نحو السلوكيات الإيجابية التي تؤهلهم ليصبحوا افرادا صالحين قادرين على العطاء وتحقيق الذات.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=52967