أزمور أنفو24 المتابعة:جمال اسطيفي “المساء” عدد 2567
كما لو أن سنة 2014 تأبى الرحيل دون أن تخطف منا مزيدا من الأسماء التي صنعت لنفسها وللمغرب الذي نحيا فيه مكانة متميزة.
أول أمس السبت، غادرتنا إلى دار البقاء العداءة السابقة والمسيرة الرياضية فاطمة عوام، مخلفة برحيلها صدمة وأسى عميقين في نفوس أصدقائها ومعارفها وكل من تعرفوا عليها عن قرب وأحبوها.
فاطمة عوام هي واحدة من عداءات الجيل الذهبي اللواتي صنعن فخر ألعاب القوى المغربية، لقد برزت كعداءة في المسافات المتوسطة، قبل أن تدخل خانة العالمية، وهي تحطم الرقم القياسي العالمي لمسافة المايل المزدوج سنة 1987 بروما، حيث أصبحت أول مغربية وعربية وإفريقية تحطم هذا الرقم.
لم تأخذ عوام حقها كعداءة، فقد جاءت في زمن سعيد عويطة ونوال المتوكل، لكنها مع ذلك تركت بصمتها في ألعاب القوى المغربية، قبل أن تعتزل المضامير وتواصل شق طريقها سواء كأستاذة للتربية البدنية أو كفاعلة في العمل الجمعوي، أو مساندة لحق المرأة في نيل فرصتها في التسيير، لذلك، لم تكن تتردد في الدفاع عن هذا الحق، ولم يكن مفاجئا أن يتم اختيارها سنة 2002 أحسن مسيرة مغربية، أو أن يتم اختيارها لتمثيل قطاع الرياضة النسائية ضمن لجنة مراجعة قانون الأسرة سنة 2000، أو تعيينها سفيرة لليونيسكو مابين سنتي 2002 و2008.
ظلت عوام متشبثة بمواصلة شغفها بالرياضة وبالتسيير، إذ أنها عضو في الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى ورئيسة نادي الوداد لألعاب القوى وكرة القدم النسوية، ولم يوقف طموحها إلا المرض.
تعبر عن رأيها دون مواربة، ودون أن تخدش من يخالفونها الرأي، ونجحت بحضورها الخاص في أن توجد لنفسها مكانة لافتة.
ورغم أن عوام قاومت المرض الفتاك ولم تستسلم له، فإنها فضلت أن تعاني في صمت، ولم تخبر بمرضها إلا القليلين من معارفها وأحبائها، فقد فضلت أن تموت واقفة كالأشجار وأن يحتفظ لها سواء الذين عرفوها عن قرب أو الذين كانوا يتابعون تحركاتها وحضورها، صورة امرأة شكلت مصدر فخرا لنا، تستقبلك وهي ترسم ببراءة الأطفال الابتسامة على وجهها، قبل أن تودعك بابتسامة أخرى.
عزاؤنا واحد، ورحم الله عوام وأسكنها فسيح جنانه..
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=13513