فالأحلام جميلة و الأجمل أن نسعى إلى تحقيقها مهما كانت.
عندما نتأمل ألبومات الصور التي نحتفظ بها في أرشيف ذكرياتنا تستوقفنا الكثير من الصور الجميلة التي تحن لها قلوبنا، ملامح فقدناها، و أخرى رسمت عليها أغصان الزمن، و اليوم عندما أتأمل صور الأحبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و كيف أصبحت ملامحهم مع مرور السنوات أقارنها بين صور أحتفظ بها بين أوراقي المبعثرة التي ازدادت اصفرارًا، اليوم تظهر ملامحهم ملونة أكثر إشراقًا بلقطات تسجل لحظاتهم الجميلة بكل تفاصيلها، فمنهم من أصبح طبيبًا و مهندسًا، و محاميًا، و منهم من يكمل تعليمه في الخارج، و منهم من تزوج و أصبح له أطفال في عمر الزهور، و منهم من أصبح جدًّا و أحفاده حوله، أما الفتيات فمنهن مَن أصبحت محامية، و ناشطة، طبيبة، و سيدة أعمال، و صحفية. ومنهن من زادتها ملامح الأمومة جمالًا.
و أحيانًا أقوم بجولة سريعة في صور الأقارب و الأصدقاء، و أستمتع، وأنا أتأمل ملامح الكثيرين منهم، و الأجمل ملامح الأبوة، والأمومة التي يظهرون بها و هم يطوقون أحبتهم حولهم، فأبتسم، و أسترجع شقاوتهم، أتأمل أبناءهم و كأنني أرى نسخًا مصغرة منهم، من هنا بدأت أشعر بجمال التفاصيل في حياتنا، و كيف تتحول مع مرور الزمن لذكريات جميلة، بدأت أدرك معنى ذكريات الماضي قد يكون فردًا أحببناه في الماضي و لكن مع مرور الزمن أصبح ذكرى تخلدها الصور.
أنا من جيل أحمل ذكريات طفولة فترة الستينات، و السبعينات هذه الحقبة من الزمن جميلة، وأعتقد أننا جيل عاصرنا الكثير من اللحظات الجميلة و المرة زمن أسلاك الهاتف و الراديو الهوائي، و الفونو ، و الكاسيت، ورسائل الحب و الغرام عبر وسيط من الأقارب و عبر البريد، زمن “النية و الجد و السلام و الكافل الغير المباشر” اليوم زمن الملاهي و المنتهزات، و”جمعات و جمعيات” البر و البحر نجتمع في بقعة تحاوطها السيارات من ثلاثة جوانب، و كأننا في بيت مصغر، زمن ملون اصفرت ألوانه و كلماته. و زمن الشبكة العنكبوتية.
و اليوم و نحن ما زلنا في بدايات عام جديد و أنا أسترجع معكم تفاصيل قد تكون مضحكة بمجرد نطقها، تراودني دومًا فكرة الأحلام كيف يمكن تحقيقها، فعندما كنا صغارا كان دوما يوجه لنا سؤال ماذا تحلم أن تكون؟ و عندما تأملت صور أحبتي تذكرت أحلام البعض و إجابات البعض منهم، فالبعض منهم حقق حلمه و الآخر وصل إلى حلم أكبر، و منهم من توقفت أحلامه أمام عتبات الأبواب …
الأحلام منذ ولادتك إلى مماتك هنا تكمن حياتك، وأسطورتك الشخصية من عمر زهورك إلى ريعان شبابك، في كل مرحلة هناك أحلام، و طموحات لطالما تمنينا تحقيقها إذا لم نكن نسعى، و نبذل قصارى جهودنا لتحقيقها ستبقى مجرد أمنية، و حلم نحلم به بين هذا و ذاك إما أن” تكون أو لا تكون “حينما نحلق بأعيننا إلى الأفق و نرى أحلامنا كسراب الطيور محلقة حينها نتخيلها ترتسم على شفتينا ابتسامة طموح تعانق السماء سنبلغ ما أردنا يوما ما، و ستتحقق أحلامنا طالما رسمناها، في الأفق تحلق، و لن تكون أحلامنا سرابا نجري خلفها حينما نوشك أن نصل إليها تختفي لنعزم الأمر، و نشد رحالنا لتحقيق أحلامنا التي لطالما تمنينا تحقيقها لنخلد سطورها قبل رحيلنا و نحن على بدايات عام جديد لنرسم أحلامنا و نسعى مهما كلفنا الأمر تحقيقها فتحقيق الأحلام يتم بالصبر و الطموح و المثابرة، فالأحلام جميلة و الأجمل أن نسعى إلى تحقيقها مهما كانت.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=3778