إذا كان المطر يرتبط في ذهن الإنسان منذ القدم بالخير واليمن و البركات، و يشار إليه على أنه نعمة مهداة من السماء، ورحمة منزلة على العباد من طرف الله الغني الكريم الرحيم، فإنه حتما سيرتبط في أذهان المغاربة بالكوارث و الفضائح و انعدام الثقة في المسؤولين المحليين و الاقليميين، فالأمطار التي تساقطت مؤخرا على آزمور كشفت بالملموس و الواضح حقائق سوء التخطيط و ضعف الاستعدادات و الإمكانات لتصريف مياه الأمطار، وهشاشة البنى التحتية لمدن آزمور ، و فضحت مسلسلات الغش و التقصير المتكرر في كل عام على هذا الصعيد من قبل الجهات المسؤولة عن تدبير الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى استياء شعبي ترافقه علامات استفهام تبحث لها عن جواب مسؤول .
كشفت تهاطلات الأمطار الأولية لهذه السنة الفلاحية و على مرور أيام قليلة بآزمور عن جملة المشاكل التي أفرزتها المشاريع التي أنجزت ضمن سياسة كور و أعطي لعور، خاصة تلك المتعلقة بتهيئة البنية التحتية المجلية في اعادة قنوات الصرف الصحي للمياه لتكشف عن العيوب في الانجاز و التي صرفت عليها الأموال الطائلة المستخلصة من فواتير الاشتراك في الدراسات التقنية، إلا أنها لم تغير أي شيء نحو الإيجاب من معاناة مواطني المدينة، لاسيما بالأحياء الشعبية القديمة التي تسيء بها الأوضاع من يوم لآخر
وكشفت التساقطات المطرية الأخيرة على مستوى بعض الدروب و الأزقة عن تجاوزات صارخة في الأشغال و فيما يخص استبدال القنوات، حيث نجد في بعضها تسربات مياه الأمطارالخير إلى التي رقعت خلال شهور قليلة فقط، لتبقى الأوحال والفوضى الميزة الوحيدة لها خلال فصل الشتاء من جهة·
هذه معاناة اعتاد عليها سكان الأحياء خاصة منها الزاوية ودرب كفيتة ودرب العرصة و غيرها من الدروب وباتت صفة ملازمة لهم كلما حل فصل الشتاء من أمطاره وبرده الشديد والتي يضاف إليها سياسة الترقيع اللاعقلانية في ظل غياب المهنية والمراقبة من طرف المصالح المعنية
وأمام هذا الوضع يبقى سكان الأحياء شهت البنية التحتية الموروثة عن تسيير عشوائي و لا مسؤول متخوفين من شبح الفيضانات و انهيار المباني.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=1786
