ازمورانفو24:أسامة طبيقي.
“كيف سأخبرهم أن أمهم توفيت”، هي كلمات جعلت كل من سمعها صباح اليوم الجمعة أمام مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة يدخل في حزن وثم إلى بكاء، “محمد” صاحب محل لبيع المواد الغذائية بحي الوفاق بمدينة أزمور، كان منذ أسبوع فرحاً باقتراب معانقة مولوده الذي كان ينتظره منذ تسعة أشهر من زوجته “فاضمة” التي له منها ثلاثة أطفال آخرين.
ولما شعرت “فاضمة” بألم طلبت من زوجها “محمد” أن يغلق المحل ويذهب بها إلى المستشفى المحلي بأزمور “ساعتي ديال الولادة وصلات، محمد أغلق المحل لأن زوجته قبل كل شيئ”، عند وصولهم إلى المستشفى المحلي بأزمور اطلعت القابلة على وضع “فاضمة” الصحي وأكدت لزوجها أنه لا يزال الوقت بعض الشيئ على الولادة.
ومن ثم عادت الزوجة وزوجها إلى منزلهم بحي الوفاق بمدينة أزمور، الألم لم يفارق “فاضمة”، ومحمد ترك زوجته لوحدها تخوض آلام المخاض وعسر الولادة، إلى أن استطاعت إخراج رأس الجنين فقط، لتدخل المرحومة بعدها في حالة غيبوبة، محمد “ذاخت بيه الدنيا مابقا عارف مايدير”، ليعود بها إلى المستشفى وهذه المرة مباشرة إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، ظلت هناك وظل محمد يتخبط بين نيران فراق المولود الذي كان ينتظره بفارغ الصبر وأم أبنائه التي بين الحياة والموت.
ورغم أنه ينحدر من بلدة نواحي تيزنيت ولا عائلة له بإقليم الجديدة، وجد جيران وشباب في جانبه قاسموه المعاناة، إلى أن جاء الخبر المفجع صباح اليوم الجمعة وهو وفاة “فاضمة” تاركة ورائها ثلاثة أطفال وزوجها محمد الذي لم يستوعب الأمر رغم أن الموت علينا حق لكن الإهمال كان ولا يزال بيننا ولا يمكنه أن يفارقنا إلا بوجود قانون يعاقب المقصرين في حقوق المواطنين البسطاء، فعلا ماتت فاضمة وتركت محمد يردد عبارات مؤلمة وهو ينتظر أمام مستودع الأموات لتسلم جثة إبنه وزوجته “كيف سأخبرهم أن أمهم توفيت” وتركت ثلاثة أطفال أصبحوا يتامى في رمشة عين.
ولا يسعنا إلا أن نقول رحم الله الفقيدة “فاضمة”، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء لله.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=47056