أزمور انفو24: محمد جلاوي
انعقد يومه السبت 13 ماي 2023 على الساعة 10.00 صباحا بقاعة عبد الكبير الخطيبي برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، اللقاء الثاني من سلسلة اللقاءات التكوينية الحضورية التي ينظمها مختبر الدراسات الإسلامية والأنساق المعرفية لفائدة الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه لمناقشة موضوع: “مناهج البحث من التنظير إلى التطبيق” بتأطير ثلة من الأساتذة الباحثين الذين تعرضوا بالدرس والتحليل لجملة من المناهج البحثية التي تتطلبها عملية انجاز البحوث الأكاديمية.
حيث افتتحت المداخلات بعرض الدكتور فؤاد
بـلمـودن الــذي اسـتـعـرض فيـه المحـددات الـتي ترتـبـط
بالمنهج المقارن من خلال سبر ماهية المنهج المقارن
والتعرض لأبرز الخطوات التي تتعلق به من حيث تحديد موضوع المقارنة والتعرف على المعلومات والبيانات بخصوص مشكلة البحث وفرضياته وأهدافه والدراسات السابقة وامتدادات البحث، مع تأكيده في كل الخطوات على ضرورة التزام الباحث بشرط الموضوعية في إيراد الآراء ووصف الظاهرة التي هي موضوع البحث وصفا علميا دقيقا بعيدا عن التحيز أو الميل الذي ينافي مقوم الموضوعية العلمية، لكي يصل الباحث بهذه السيرورة المتكاملة إلى مرحلة التقويم والنقد التي تتطلب دراسة تحليلية تروم الوقوف على استنتاجات متماسكة ذات مصداقية علمية.
وأعقب ذلك مداخلة الدكتور الحسن صدقي الذي أبرز فيها الخطوات المنهجية التي تتطلبها عملية التحقيق باعتبارها من بين أهم المقومات التي تحفظ التراث الإسلامي وتخرج المخطوط إلى الوجود كما أراده مصنفه الأول،
حيث نبه الدكتور الحسن صدقي إلى ضرورة
التـمــكن مـــن الأدوات المعـرفيـة الأولـيــة الـــتي
تتطلبها عملية التحقيق من حيث التمكن من معرفة الخطوط العربية وأنواع الأوراق التي كانت تتم بها عملية الكتابة وجملة الحوامل المادية التي ترتبط بالمخطوط، وصولا إلى مرحلة جمع النسخ ومقابلاتها التي اعتبرها من بين أهم المراحل التي ترتبط بعملية التحقيق لتفادي الأخطاء التي قد يقع فيها النساخ أو التي قد يقع فيها المحقق، وتمثيلا لذلك عرض الدكتور الحسن صدقي جملة من الأمثلة تظهر التصحيفات التي وقعت في عدد من النسخ المحققة بسبب غياب مقوم المقابلة والتثبت.
اثره تدخل الدكتور نورالدين لحلو الذي جمعت مداخلته بين المقوم النظري والتطبيق العمــلي لمعـالم تدبــر القــرآن الكريــم بإجـراء مجمـوعـة
من التمارين التطبيقية لجملة من الألفاظ القرآنية
عن طريق تتبع ما حفل به كتاب المعجم المفهرس
لألفاظ القرآن، حيث عمل على التعرض لمدلولات الألفاظ القرآنية من حيث رصد دلالاتها اللغوية وتتبع سياقات الورد التي حفت بها، ومراقبة تغير مدلولات اللفظ الواحد الذي جرت عليه عملية التدبر بين السور القرآنية باستحضار المقوم العددي للفظ.
واختتمت العروض باستعراض “دور المنهج الاستنباطي في خدمة العلوم الشرعية – علم الفقه أنموذجا-” الذي ألقاه الدكتور عبد الجبار لند نيابة عن الدكتور أحمد فاضل، حيث استهل مداخلته ببيان كل من مفهومي المنهج والاستنباط من الناحية اللغوية والاصطلاحية، ثم باعتبار المركب الوصفي، ليقف الأستاذ بعدها على بعض المسميات التي ترتبط بالمنهج الاستنباطي من مثل الاستدلال والاستنتاج، مبرزا اللحظات التاريخية الأولى لظهور المنهج الاستنباطي والخطوات المنهجية الإجرائية المرتبطة به، ليخلص بالفرش النظري إلى عرض نماذج تطبيقية للمنهج الاستنباطي من خلال كتاب: “أحكام القرآن” لابن العربي –رحمه الله- الذي توقف منه على بعض المختارات المختصرة التي تبين الأسس المنهجية التي بنى عليها ابن العربي منهجه الاستنباطي في الوقوف على الأحكام الشرعية.
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=51410
