يتجه ملف فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، إلى أن يتم طيه سياسيا بتقديم الوزير محمد أوزين لاستقالته من الوزراة بعد أن ألمح إلى ذلك في تصريحات صحفية عندما قال لوكالة الأنباء الرسمية إنه مستعد للاستقالة إذا تبثت مسؤولية وزارته عن «الفضيحة» المدوية.
مع تفجر «الفضيحة» ظل أوزين يلقي بالكرة بعيدا عن الكرسي الوثير الذي يجلس عليه، إذ كان يتحدث عن خيانة وغدر من طرف المحيطين به، واليوم وفي مؤشر على الاتجاه الذي سيطوى به الملف، فإن تصريحات الوزير انقلبت بـ180 درجة، حيث أصبح يقول إنه مستعد لتقديم استقالته إذا تبثت مسؤوليته.
لاشك أن مياها كثيرة جرت تحت الجسر ليطوى الملف سياسيا وليس قضائيا، ولا شك أن أوزين يوجد في وضع حرج اليوم.
وإذا كانت مسؤولية الوزارة ثابتة بدون شك، إلا أن فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، هي مجرد نقطة في بحر، فهناك كثيرون كان المفروض أن يدفعوا الثمن، لكنهم رحلوا دون حسيب أو رقيب.
قبل أوزين عشنا على وقع فضائح الوزير منصف بلخياط، أما في جامعة كرة القدم فما عشناه مع علي الفاسي الفهري يحتاج إلى محاسبة ومعاقبة، لكن شيئا من ذك لم يتم.
لعل المتتبعين يتذكرون كيف أن مال الجامعة في عهد علي الفاسي الفهري ظل يصرف يمينا وشمالا دون ضمير، بل إن عضوا جامعيا سابقا اسمه كريم العالم لم يحمر وجهه خجلا وهو يقدم التقرير المالي لمشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، ذلك أن التقرير كان بدون فواصل، مما يؤكد بالملموس أن «المال سايب»، أما التفاصيل المالية لجامعة الفهري التي قاربت 200 مليار، فإن لا أحد يعرف أوجه صرفها، بل إن مصاريف سنة كاملة قبل تسلم فوزي لقجع للرئاسة لا أحد يعلم من سيتحمل مسؤوليتها بما أنه لم يتم إبراء الذمة في جمع عام.
إن هناك ثقوبا كثيرة في ما يتعلق بالمال العام، وخصوصا في الجمعيات الرياضية وفي جامعة كرة القدم على وجه الخصوص، لكن، للأسف الشديد فإن لا أحد يحاسب أو يوجه أصابع الاتهام، أو يقول «اللهم إن هذا منكر».
لذلك، إذا كان أوزين سقط اليوم، فإن آخرون أفلتوا بجلدهم، وأكيد أنهم يتابعون ما يقع لأوزين وابتسامة مكر مرسومة على شفاههم، لأنهم أفلتوا ولم يسقطوا
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=13472