ازمور انفو24 المتابعة:عبدالواحد سعادي
كلما تسكعت في زرقة عينيها ، أو زينت أصابعها بخواتم المداد ، إلا واتشح قلمي بغلائل البياض ، وتدلى بأقمار الياسمين ..
حتى معجمي لا تصطاف فيه إلا النوارس ، ولا يكسوه إلا وبر الهديل ! ولا أدرك كنه ذلك إلى يوم الناس هذا !
أ لأنها أم الربيع كما يقولون ؟
أم لأنها عش بنات الهديل كما يرسمون ؟
أم لأنها غادة شمال إفريقيا كما يؤرخون ؟
لا أحب أن أختار جوابا ، أو أكتنه سر هذا البياض الباهر الكاسح ، لأن ما يريحني ، ويريح أصابع خيالي .. أن القلم متى دخل عاريا إلى رباها الخضر ، خرج حاليا بقميص الزهر ، عافيا في فرش العبير ..!
وافاني اليوم كتاب أزمور .. وطائر السعد مرنق ، وبساط الأنس ممدود ، فسارعت إلى قراءته في زحمة المدن الممددة ، لا أتتعتع ولا أتحبس تلهفا إلى أسرارها مع لدغة الشوق وكثرة التوق ، وشغفا بكنوزها التاريخية والأثرية ، التي إن وقعت لي خالجني يقين -كعمود الصبح- أن الجني دان ، والثمرة مني على طرف الثمام ،
فإذا قرأتها وفريتها وكفت الفائدة بعلمها ، ودر الإمتاع ببيانها ! إنها والله منتزه للب ، ومستراح للوجدان ، وطرفة من طرفة القلم !
وإني محدثك بآثارها وكنوزها وتاريخها العظيم ، لتجتني من الفائدة ما اجتنيت ، وتغنم من الإمتاع ما غنمت .
المصدر : https://azemmourinfo24.com/?p=26742